TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: هل يتنحى الأسد؟

في الحدث: هل يتنحى الأسد؟

نشر في: 21 يوليو, 2012: 07:58 م

 حازم مبيضينكثيرة هي الجهات التي تتبرع بنقل الأخبار عن سوريا وأزمتها، وهي باتت تتدفق مؤخراً بصورة تدفع للشك فيها جميعاً، وتصديقها كلها في آن معاً، من ذلك أن العميد مناف طلاس عاد إلى دمشق برفقة والده العماد مصطفى، الذي يعتبر بحق من أعمدة النظام حتى وإن كان متقاعداً، وأن لا صحة لخبر انشقاقه، وأن كل ما في الأمر، أنه وبمساعدة لوجستية من إيران، قضى إجازته مع عائلته في باريس، ومنها أن اللواء عمر سليمان،
رئيس المخابرات المصرية السابق لم يمت بشكل طبيعي في الولايات المتحدة، وإنما نتيجة الانفجار في مبنى الامن القومي السوري، حيث كان يقدم نصائحه لخلية الأزمة، وكان سبق ذلك أنباء عن إصابة الرئيس الأسد وشقيقه العقيد ماهر بجراح، وتجميد نائب الرئيس فاروق الشرع مرة، وأخرى انشقاقه وهروبه إلى الأردن.يتم تسريب أخبار عن قصف فضائية الإخبارية السورية، من قبل عناصر من الحرس الجمهوري قبل انشقاقهم، ويتم الحديث علانية عن تورط الأردن في دعم الثوار السوريين، خصوصاً في عملية تفجير مبنى الأمن القومي، فيما تقول أنباء أخرى إن عملية التفجير كانت استباقا لانقلاب كان المجتمعون يعدون له، ويتم تضخيم أعداد النازحين واللاجئين، مع أنها ضخمة في الأساس، والمهم إعلان النظام ومناوئيه عن السيطرة، وإعادة السيطرة على بعض المناطق والحارات في دمشق، وبما يعني إجبار الجيش النظامي، على خوض حرب مدن وعصابات مكلفة له أولاً، وللمدنيين الذين يجدون أنفسهم بين نارين بشكل خاص. الأهم من كل ما سبق خبر استعداد الرئيس بشار للتنحي، ولكن بصورة حضارية، وهو خبر تناقلته وكالات الأنباء عن السفير الروسي في باريس، وفي حين أعلنت دمشق على الفور نفياً قاطعاً لما قيل، فإن موسكو أوعزت لسفيرها بالتكذيب، فما كان من أجهزة الإعلام التي نقلت الخبر، ولتأكيد صدقيتها، غير إعادة نشر حديث السفير بالصوت والصورة، وبعد ذلك سكتت شهرزاد دمشق عن الكلام المباح في هذا الموضوع، وإذا كانت سيرة الرئيس السوري أكدت حتى اللحظة أنه ليس في وارد مغادرة ميدان المعركة، واثقاً بالنصر، فإن تسريب الخبر عن طريق باريس وموسكو، يوحي بأن موقف القيادة الروسية ربما استوعب حقائق  جديدة على الأرض، تدفعها للضغط على الأسد لاختيار التنحي، وكان حديث السفير الباريسي بالون اختبار لقياس ردود الفعل.العارفون بتركيبة النظام السوري، يدركون أن قرار تنحي الرئيس بشار ليس بيده وحده، لان تأثيرات ذلك ستنسحب على عدة جهات، ساهمت جميعاً في إيصاله إلى موقعه، من أبرزها حزب البعث، التنظيم الحاكم في دمشق، والأسد هو أمينه العام، وهو حزب يبدو واضحاً عدم استعداده التخلي عن مكتسباته، التي راكمها طوال أكثر من نصف قرن، قائداً للدولة والمجتمع بحسب الدستور، والمؤسسة العسكرية التي ترقى فيها الرئيس بحكم موقعه إلى المرتبة الأعلى، ومنح قادتها امتيازات يصعب التخلي عنها، بعد أن لم يعد واجبها ينحصر في حماية الوطن والدفاع عنه، وهناك طائفته التي تخشى انتقاماً طائفياً من مناوئيه، رغم أن العديد من أبنائها لم يكونوا راضين عن حكمه، وهي مخاوف غذاها النظام والمعارضة في شراكة مثيرة للريبة.في سوريا هذه الأيام يتبادل اللاعبون كرة اللهب، التي تصيب المواطنين من حيث تمر، ويستمر النزيف بانتظار أن تصدق إحدى الروايات، القادمة من عاصمة الأمويين وحدائق الياسمين.    

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram