TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في المرمى : إجازات زيكو؟!

في المرمى : إجازات زيكو؟!

نشر في: 22 يوليو, 2012: 06:00 م

 إكرام زين العابدينكم انتِ مسكينة أيتها الرياضة وكرة القدم العراقية التي بُتِ مرتعاً خصباً للأميين والانتهازيين وهدفاً سهلاً لكل المتصيدين بالماء العكر والباحثين عن المجد والشهرة الزائفة الذين يرفعون شعارات رنانة  وبراقة هدفها خدمتك وتطوير واقعك المؤلم من خلال الحصول على المناصب واستغلالها للسفر المتواصل !
الاتحاد العراقي لكرة القدم وقـّع عقداً تدريبياً مع المدرب البرازيلي زيكو لمدة سنة واحدة في نهاية شهر آب عام 2011 لقيادة منتخبنا الوطني في منافسات الجولة الثالثة من تصفيات كاس العالم 2014 بالبرازيل والجميع كان متفائلاً باستلامه المهمة وتحقيق حلم العراقيين بتواجد منتخبنا مع كبار العالم في مونديال الاحلام .المبلغ الذي خُصص لعقد البرازيلي زيكو ولمدة سنة واحدة بلغ مليونين وخمسمائة الف دولار فقط ، هذا المبلغ يُعد طبيعياً في عالم الاحتراف الحالي في ظل سعي المنتخبات العالمية لتحقيق انجازات مهمة تضعها في خانة الدول المتطورة .ولكن يجب ان ننظر بشكل آخر الى العقد الذي يتضمن عمل المدرب مع المنتخب الوطني بشكل متواصل من خلال تواجده داخل العراق والاستفادة من كل دقيقة وساعة ويوم واسبوع وشهر من زمن العقد وحسب الشروط التي وضعها الاتحاد المعني .لكن الاتحاد للاسف وقع بمطب كبير لا نعرف ما السبيل للخلاص منه، وهو ان المدرب لا يقبل التواجد في العراق والعمل مع المنتخب ، وانما يحضر قبل المباريات الرسمية ، وكان متفضلاً علينا عندما قبل التواجد بالمعسكر التدريبي للمنتخب خلال شهر ايار الماضي في تركيا لكنه ما لبث ان ترك مهمته مع المنتخب وأخذ اجازة وعاد اليه من جديد قبل انطلاق كاس العرب التاسعة في السعودية التي كان فيها بوضع نفسي سيء انعكست على تصريحاته وتصرفاته داخل الملعب وخلال المباريات وبعدها.ويبدو ان البرازيلي زيكو كان يُمني النفس بان يحصد لقب كاس العرب ويخطف جائزتها المالية الكبيرة ليبرهن للاتحاد والقائمين على الكرة العراقية انه مدرب ناجح ومن طراز خاص يحصد البطولات والالقاب ، لكن ظنه خاب بعدما حصد المركز الثالث بشق الأنفس وغادر بعدها في اجازة صيفية تستمر لغاية منتصف شهر آب المقبل .لندع جانباً الاداء الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم بتشكيلتيه الاساسية والاحتياطية التي لم تكن بمستوى الطموح في المباريات التجريبية والرسمية بتصفيات كاس العالم 2014 وكاس العرب في السعودية ، لكننا نتساءل: ماذا جنته المنتخبات الوطنية والكرة العراقية بعد التعاقد بمبلغ كبير مع زيكو وهو الاكبر مالياً في تاريخ تعاقدات المدربين مع المنتخبات الوطنية ؟ والجواب بسيط وهو اننا تواجدنا في المرحلة الرابعة والحاسمة لتصفيات كاس العالم على امل ان نواصل سعينا للوصول الى مونديال البرازيل برغم إقرارنا بصعوبة المهمة بعد فقدان اربع نقاط سهلة ،وكذلك خرجنا بخفي حنين من الدورة العربية في قطر ، وكذلك حصدنا المركز الثالث بعد خسارة امام المغرب في النصف النهائي وهي نتائج لا تُرضي طموح جماهيرنا والقائمين على الرياضة العراقية ما يعني ان صفقة التعاقد مع زيكو كانت خاسرة!  الاتحاد العراقي لم يملك الشجاعة الكافية ليخرج لنا ويقول : ما مضامين وبنود عقد المدرب زيكو التي من خلالها بات يتمتع بالاجازات بعيداً عن المنتخب اكثر من العمل معه ؟واننا لم نستفد من خبرة هذا المدرب في اعداد المدربين المحليين وتطوير قابلياتهم من خلال تجربته الطويلة في اليابان او الدول الاوروبية الاخرى ، وكذلك الاشراف على المدارس الكروية ومنتخبات الفئات العمرية بحيث نكون نحن المستفيدين من هذا العقد ونعطي درساً في العمل الإداري الصحيح للآخرين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram