اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > انهيار سوريا يزعج الجيران

انهيار سوريا يزعج الجيران

نشر في: 22 يوليو, 2012: 06:40 م

 لندن / رويترز  تزعج الإشارات إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد يفقد سيطرته على الأوضاع حلفاءه الإقليميين إيران وحزب الله وتثير قلق جيران آخرين يخشون الفوضى على حدودهم. والقتال العنيف في العاصمة دمشق على مدى الأيام القليلة الماضية والانفجار الذي قتل أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين بينهم صهر الأسد مرهوب الجانب واستيلاء مقاتلي المعارضة على معابر حدودية ركز الانتباه على العواقب المحتملة لسقوطه.
ومن الناحية الإستراتيجية يبدو أن أكبر الخسائر ستكون من نصيب إيران وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية التي نعى زعيمها حسن نصر الله المسؤولين السوريين القتلى باعتبارهم "رفاق سلاح" في حين ستكون اكبر المكاسب من نصيب خصمهم الإقليمي السعودية. وستكون تركيا -التي كانت صديقة للأسد إلى أن اختلفت معه العام الماضي لرفضه نصيحتها بنزع فتيل الانتفاضة من خلال إصلاح حقيقي- سعيدة بأن تراه يرحل لكنها تشعر بالقلق من غموض الرؤية بشأن أي صراع مستقبلي على السلطة في سوريا.ولا توجد آلية لانتقال منظم. وخلقت إراقة الدماء من اندلاع الانتفاضة قبل 16 شهرا كثيرا من الحسابات التي تحتاج لتسويتها خاصة بين الأقلية العلوية المرتبطة بالشيعة التي ينتمي إليها الأسد والأغلبية السنية التي تمثل 70 في المئة من سكان سوريا. وتوجد في سوريا أيضا أقليات درزية ومسيحية وكردية مما يعني أن أي انزلاق لحرب أهلية ستكون له آثاره في الدول المجاورة مثل العراق ولبنان بما لديهما من تركيبة طائفية دقيقة بل ومتفجرة في بعض الأحيان. ويمكن أن تنتشر مثل هذه الحرب عبر حدود سوريا أو تجذب إليها دولا مجاورة تحاول الدفاع عن مصالحها أو عن أبناء طوائفها.وتشعر تركيا والعراق والأردن ولبنان بالقلق بشأن تدفق اللاجئين عبر حدودها واحتمال صعود السنة المتشددين في سوريا التي حذر الأسد من أنها يمكن أن تصبح "أفغانستان أخرى" بدونه.وستسعد إسرائيل بالضرر الذي يلحقه سقوط الأسد بإيران وحزب الله لكنها يجب أن تضع في اعتبارها أن أي حكومة سورية مستقبلية ستكون مرتبطة بنفس الدرجة بمرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967 .ورغم عداء الأسد ووالده الراحل لإسرائيل إلا أنهما حافظا على السلام على الحدود لنحو 40 عاما مما دفع بعض الإسرائيليين إلى تفضيلهما باعتبارهما "الشيطان الذي تعرفه". واكبر مصدر قلق لإسرائيل حاليا يتمثل في مصير الترسانة الكيماوية لسوريا رغم انه ليس من الواضح ما إذا كان حزب الله أو أي جماعة أخرى يمكنها فعليا استخدام تلك الأسلحة الذي يحتاج لوسائل معقدة إذا سقطت في أيديها.ويشعر كل جيران سوريا بالقلق بشأن الاستقرار لكن يبدو أنهم يفتقرون لأي تأثير حاسم على الاحداث في دولة ثبت عجز القوى العالمية الكبرى أيضا عن وضع حد للاضطراب بها.ويبدو أن الإيقاع المتسارع للأحداث يسبق حتى حلفاء سوريا إيران وحزب الله اللذين وضعا كل رهاناتهما على عائلة الأسد التي تمسك بزمام الأمور منذ أكثر من أربعة عقود.وكانت سوريا الدولة العربية الوحيدة التي تدعم إيران في حرب 1980-1988 مع العراق ولم تسمح مطلقا للخلافات الأيديولوجية مع طهران بعرقلة المصلحة المشتركة في دعم حزب الله.ويقدر كلا البلدين الجماعة المتشددة المؤيدة للثورة الإسلامية باعتبارها قوة على الجبهة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتدخل الغربي في لبنان منذ أوائل الثمانينات وأيضا باعتبارها حليفا محليا فاعلا في السياسات اللبنانية. وأمدت سوريا حزب الله بالأسلحة ونقلت أسلحة إيرانية للجماعة حسبما قال نصر الله نفسه يوم الأربعاء. ووصف زعيم حزب الله سوريا في كلمة أمام حشد في بيروت بأنها طريق للمقاومة وجسر بين المقاومة وإيران. وأضاف إن سوريا أرسلت الصواريخ التي استخدمت في حرب حزب الله مع إسرائيل عام 2006 وأرسلت إمدادات لحركة حماس في قطاع غزة. ولم يشر إلى أن حماس وهي حركة سنية تحولت ضد الأسد وتخلت عن مكاتبها في دمشق.وقيام نظام معاد في سوريا بعد الأسد سيحرم حزب الله من خط إمداده البري الوحيد وسيحرم إيران من منفذها الرئيسي إلى البحر المتوسط وخطوط الجبهة مع إسرائيل. وإذا تولت السلطة في دمشق حكومة سنية معتدلة فسيساعد ذلك أيضا في إمالة ميزان القوى الإقليمي في صالح السعودية ويعزز وضع السنة في لبنان المجاور وهو تحد آخر لحزب الله.ومع كل هذه التغييرات المحتملة منحت إيران للأسد دعما معنويا -إن لم يكن ماديا- لا يهتز وتبنت موقفه بأن إرهابيين يعملون لحساب قوى غربية وعربية يتحملون مسؤولية الانتفاضة ضده.ورغم أن الزعماء الغربيين يتنصلون من أي نية للتدخل عسكريا في سوريا إلا أنهم غضوا الطرف عن تقديم السعودية وقطر أموالا للمعارضة السورية لشراء السلاح واحتياجات أخرى.وستمثل "خسارة" سوريا بعد انشقاق حماس ضربة أيديولوجية أيضا "لمحور المقاومة" الإيراني للمشاريع الأمريكية-الإسرائيلية التي تمتد من إيران إلى لبنان ولصورة إيران نفسها كحاملة لواء الثورة الإسلامية.وبعدما ظلت سوريا لوقت طويل لاعبا مهما في صراعات السلطة الإقليمية فإنها تجد نفسها الآن ساحة لصراعات أوسع: التنافس السعودي الإيراني والتوتر السني الشيعي ومنافسة يواجه فيها الغرب روسيا والصين وأدت إلى إصابة الأمم المتحدة بالشلل.ومكاسب أي "فائزين" أجانب في الصراع على سوريا قد يثبت أنها عابرة أ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram