اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العزير في ميسان يتناغم مع معبده العتيق في القاهرة

العزير في ميسان يتناغم مع معبده العتيق في القاهرة

نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:00 م

 القاهرة/ يوسف المحمّداوي غريب وعجيب وحبيب هذا الوطن، كل شيء فيه يغري، كأن الأرض لم تلد غيره، والشمس لم تشرق إلا من اجله، والقمر يأبى مفارقة مجرات نوره، فلم يكن السياب واهما أو حالما حين قال"الشمس أجمل في بلادي من سواها... حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق"، لماذا العراق؟
أول صيحة ديك أيقظت عيون الكون كانت فيه، أول تهجي لأبجدية الحرف كان هو نبيها، أول شريعة قانون كان رسولها، ينبوع الحب الأول، وعين العلم الأولى، في جارستين كان أول كهف عرفه الإنسان في تاريخ البشرية، وآدم لم يختر سواه بديلا عن الجنة، ولا يزالون أحفاد كلكامش يبحثون عن عشبة الحياة رغم هذا السيل من الحروب، حروب البشر والطبيعة وكل شيء. بانتظار أجوبة واقعالعراق في ترفه وقرفه محسود، لأنه العراق، هكذا وجده ابن بطوطة في رحلاته الطويلة، والمتنبي بأشعاره الخالدة، حاول الكثيرون أن يقلدوه، أن يتشبهوا به، فهل افلحوا؟ سؤال ينتظر أجوبة واقع، وردود مواقع، وإسناد ذرائع.اليوم وأنا ادخل مجمع الأديان في مصر القديمة بالعاصمة المصرية القاهرة، والذي يحوي القاهرة الإسلامية والقبطية واليهودية ومدينة الفسطاط والمتحف القطبي وغيرها من حصون وقلاع. المواقع الإسلامية أو القبطية على الرغم من جمالية العمران وهيبة وقدسية المكان لم تثرني بقدر ما أثارني موقع يتوسط مجمع الأديان لمعبد يهودي يسمى المعبد العتيق بن عزرا، ما المثير في الأمر؟ قد يقول قارئ، مبررات الإثارة لأنه أحالني إلى مرقد في جنوب العراق، بل إلى قضاء يتبع لمحافظة ميسان، حيث يقع في هذا القضاء مرقد النبي عزرا عند منعطف نهر دجلة في مدينة تسمى باسمه.من هو عزرا؟النبي عزرا هو من ذرية هارون بن عمران، يقع مرقده في (ناحية العزير) والتي تبعد عن العمارة (مركز محافظة ميسان) بـ(70) كم،  ومن معالمه البارزة احتواؤه على الضريح، ويعود بناء المرقد الى عام 457 - 423ق. ولم يترك اليهود جريا على عادتهم المرقد خاليا من رموزهم، حيث وضعوا نجمة داوود فوق بناية المرقد، لكنها رفعت عام 1982، وبقيت بعض الكتابات العبرية التي وضع مكانها لفظ الجلالة، وبعد رحيل آخر يهودي من المدينة في بداية الخمسينات أصبحت سدانته بيد المسلمين. ضريحه على الضفة اليمنى لنهر دجلة في منتصف الطريق تقريبا بين القرنة وقلعة صالح في ميسان، والعزير لا يحظى بتقديس اليهود فقط بل والمسلمين أيضا ،وعلى الرغم من أن بعض المؤرخين اليهود يؤكدون أن قبر ألنبي عزرا في ألقدس إلا أن اليهود الذين كانوا في العراق لا يشكون في صحة القبر، وهم يستندون في ذلك إلى أن التلمود الذي يذكر أن الموت داهم عزرا في بلدة (زمزوم )على دجلة وهو في طريقه إلى (سوسه).اهتمام الولاة العثمانيينوتذكر الرواية أن النبي عزرا كان قد دفن في البداية في المحل الذي مات فيه قبل أوانه، لأنه وكما هو معروف أماته الله ثم أحياه بعد عقود من السنين، وبعد أن أهمل قبره وتحول بالتدريج إلى تل من الخرائب، فرض السلطان العثماني على الطائفة اليهودية في العراق، أن تنقل رفاته إلى الموضع الذي يرقد فيه، وان تبني له ضريحا فيه، وعندما أخذ هذا الضريح يتهدم أهتم والي بغداد أحمد باشا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر بإعادة بناء القبر وأقام عليه ضريحا جديدا يتألف من قبة من القاشاني الأزرق. وقد تهدم في العام 1904م، وأعيد بناؤه مرة أخرى وألحقت به بناية تتكون من طابقين تحوي أماكن للنزلاء ،وخلف السياج الذي يحيط بالضريح وبالبناية المخصصة لاستقبال الغرباء أقيمت بلدة كاملة تعيش بشكل كامل على الزائرين الذين يؤمون الضريح كما ورد في (الكسندر أماموف/ ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها/ ترجمة هاشم صالح ص46 ).وصف القبر بعين انكليزيةوقد وصف المرقد المستر ريج الذي كان قنصلا إنكليزيا في بغداد سنة 1808 م، بداية القرن التاسع عشر وصفا دقيقا ،حيث قال "هو بناء يشبه جامعا يقوم على لسان با رز من ألنهر، وقد أنشأ هذا أللسان من دورة تدورها دجلة هناك، حيث تلتوي كل الالتواء، وقد ألتف حول المكان عدد من الأعراب يسكنون قرية بيوتها من القصب ويقوم القبر في منتصف الغرفة، وهو مستطيل الشكل منحرف السطح معمول من الخشب ومسجى بمخمل أخضر طوله 8 قدم، وارتفاعه 6 أقدام، وعرضه 4 أقدام، وبينه وبين كل طرف من أطراف الغرفة 3 أقدام، وكانت زواياه وأعلاه مزدانة بكوة كبيرة من النحاس الأصفر (محمد حرز الدين/ مراقد المعارف/ ج 2 / ص17 ـ 70) وكتب عليها السلام عليك يا نبي الله يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا، ويسمى بالعربية العزير، وبالعبرية عزرا وترجمتها عون، وبالكلدانية ابدنجو وهو احد أنبياء اليهود الذين عاقبهم الملك البابلي نبوخذ نصر بعد السبي ورماهم في النار حسب الروايات العبرية القديمة.بعد المنفى البابليوعاد مع اليهود الذين عادوا الى القدس في نهاية (المنفى البابلي)، ووفقا لعلماء الكتاب المقدس عزرا توفي وهو في عمر 120 عاما في بلاد ما بين النهرين يعتقد السكان المحليون أن عزرا وافته المنية أثناء التجوال في مدينة العمارة، والضريح لا يزال موجودا في هذه المنطقة و(بشير زالان) هو القيم على ضريح عزرا والذي ورث المهنة منذ 100 عام من والده ، يقول جبار لعيبي المالكي احد سكنة المنطقة أن سكا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram