TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: اللاجئون السوريون لايستحقّون موقف المالكي

في الحدث: اللاجئون السوريون لايستحقّون موقف المالكي

نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:04 م

 حازم مبيضين مهما حاول المراقب جاهداَ البحث عن تفسير يقترب من المنطق لقرار حكومة السيد المالكي بعدم استقبال اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الموت الذي يجتاح وطنهم, فإنه سيصطدم بحيرة مبعثها الأول هو أن السيد المالكي والعديدين من أركان حكمه قضوا فترات منافيهم إيام كانوا في فترة معارضة صدام حسين وحكم البعث في ربوع بلاد الشام, ولعل البعض يفسر موقفهم اليوم بأنه رد جميل للنظام الذي آواهم, لكن السؤال هو عن عدم رد الجميل للشعب الذي احتضنهم ورد
غربتهم وقاسمهم لقمة العيش, وهو سؤال بعيد عن الحسابات السياسية ويتعلق أولا وعاشرا بالأخلاق, وهو سؤال يتعلق أيضاً بالمشاعر الإنسانية تجاه إخوة يلجأون إلى حماك فتردهم خائبين, وتغلق في وجههم أبوابك المشرعة لكل من هب ودب من الجنسيات.يذهب البعض إلى أن قرار حكومة المالكي اتخذ في طهران, التي تجاهر بدعمها للنظام السوري, وليس خفياً طبيعة ارتباط هذه الحكومة بقيادة الولي الفقيه, وإذا كان هدهد هذه الحكومة, يحاول إيهامنا بأن القرار اتخذ لأسباب أمنية, فإننا نسأله عن مدى تأثير بضعة مخيمات عند الحدود البعيدة عن بغداد, وهي عاصمة الأمن والأمان, على الحالة الأمنية التي يتمتع بها العراقيون, رغم كل الحواجز والسيطرات والاعتقالات, في حين يشتم آخرون في القرار رائحة طائفية " ستكون كريهة بالطبع ", تتعلق بانتماء مناوئي الأسد الطائفي, وإذا لاحظنا أن حكومة السيد المالكي, المنبثقة عن نظام المحاصصة الطائفي السائد في العراق منذ إطاحة نظام صدام حسين, فإن مثل هذا الرأي يكتسب الكثير من الوجاهة.لانشك أن المواطن العراقي الشهم والنبيل, لن يرضى بصد اللاجئين السوريين عن أبوابه إن هم طرقوها, وفيهم مئات الألوف من الذين عرفوا السوريين وتعايشوا معهم, ولهؤلاء عائلات تعرف أن أبناء الشعب السوري هم من احتضن محنة أبنائهم في سنوات غربتهم, ويعرف العراقيون , أن السوريين وبمعزل عن أي نظام حكم بلادهم امتازوا بحس قومي نظيف, فاعتبروا أي عربي أخاً لهم, يمتلك الحق بمشاركتهم لقمة عيشهم, حتى تزول الغمة التي ألجأته إلى ديارهم, ونعرف جميعاً أن الكثير من العرب, الذين لجأوا إلى سوريا لم يغادروها بعد زوال محنتهم وانفراج كربتهم, فاستطابوا العيش في ظلال الياسمين الدمشقي, والارتواء من بردى.في آخر الأمر, فإن المأمول أن لا يؤثر قرار حكومة السيد المالكي, على العلاقة الطيبة بين الشعبين السوري والعراقي, وعلى السوريين أن يعرفوا جيداً, أن القرار لا يعبر عن مواقف المواطن العراقي, وأن السياسات التي تحكم قرار بغداد هي الدافع لاتخاذه, وأن أبناء الموصل والرمادي وأربيل والبصرة وبغداد يتحسسون أوجاعهم ويتعاطفون معها, وأن سطوة التاريخ والجغرافيا أكبر من قرار عابر, يتخذه مسؤول هنا أو هناك, لدوافع سياسية آنية, وأن قلوب العراقيين ستظل تنبض بحب السوريين, حتى وإن أغلقت حكومة بغداد في وجوههم الأبواب الرسمية, للعبور من جحيم محنتهم إلى جحيم اللجوء, الذي يعرفه المالكي وأركان حكومته جيداً. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram