TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الألفــاظ العنصريــة في المجتمــع العراقـــي

الألفــاظ العنصريــة في المجتمــع العراقـــي

نشر في: 26 يوليو, 2012: 04:27 م

باسم محمد حبيب تشيع في الوسط الاجتماعي العراقي العديد من الألفاظ التي لها علاقة بالإرث العنصري وعهود الاستلاب والانحطاط التي شهدها المجتمع العراقي ، وعلى الرغم من أن هذه الألفاظ ذات تأثير عميق في البنية الاجتماعية العراقية ناهيك عما خلفته من ندوب في البنية القيمية للمجتمع العراقي إلا أن الملاحظ أن هناك تبايناً في النظر إلى مخلفاتها وتأثيرها العام ،
ففي حين يرى البعض أن هذه الألفاظ إما أنها غابت كليا عن المسرح الاجتماعي أو لم يعد لها تلك الفاعلية القديمة يرى البعض الآخر أن وجودها وتأثيرها مازال فاعلا وملموسا وإن خفت حدته بعض الشيء ، ولذلك برزت لدينا نظرتان إحداهما لا تعطي أهمية لوجود هذه الألفاظ أو تأثيرها الاجتماعي والأخرى تنظر لها على أنها واحدة من العلل التي مازال يعانيها المجتمع بشكل عام ولها التأثير الخطر على بنيته وعلاقاته وقيمه ، الأمر الذي يتطلب وضع حلول ومعالجات لمواجهة ما تخلفه هذه الألفاظ من ندوب اجتماعية و تشوهات قيمية خطرة ، ما يستدعي العمل على تفعيل دور المؤسسات والفعاليات الوطنية المختلفة سواء السياسية منها أو الدينية أو الثقافية أو التربوية وغيرها.أما أهم هذه الألفاظ فهي:الشروكية وهي لفظة تصغيرية يتم إطلاقها من قبل سكان المناطق الشمالية والغربية من العراق على سكان المناطق الوسطى والجنوبية ، وقد اختلفت الآراء في أصولها : فأحد هذه الآراء يرى أنها مأخوذة من لفظة (الشرق) الجغرافية وبالتالي فهي تحوير للفظة (الشرقيين) أي السكان القاطنين في ناحية الشرق من العراق ، إلا أن نقطة الضعف في هذا الرأي انه لا يوجد ما يقابل هذه اللفظة في القاموس الاجتماعي أي لفظة يشار بها لسكان المناطق الغربية من البلد ناهيك عن تناقض ذلك مع دلالتها الدونية والتصغيرية ، فيما يرى رأي آخر أنها مأخوذة من لفظة (شارو – كي) الأكدية التي تعني ملك الأرض أو مالك الأرض، وهي على ما يبدو من نتاج الاحتكاك بين أهل البادية وسكان السهل حيث يطلق سكان البادية من سكنة نواحي الفرات على المزارعين من سكان السهل (نواحي دجلة) هذا اللقب الذي يعني مالكي الأرض أو سكان البلد الأصليين، وإذا ما أخذنا بهذا الرأي فإن هذه اللفظة لم تكن في الأصل ذات دلالة اجتماعية تصغيرية بل ذات دلالة اقتصادية وحسب ،ثم جرى تحويرها  بعد أن تحولت السيادة في المنطقة للقبائل البدوية خلال فترة تراجع المدنية ما بعد العصر العباسي .   الحيّاج وهي لفظة يراد بها الناس الذين يمتهنون مهنة الحياكة وهي  ذات علاقة بمفهوم (العنصرية الجنسية) أي الموروث المناهض للمرأة عند السكان غير الحضريين ، فيجري مقارنة عمل هذه المجموعة من الناس بعمل النساء نظرا لملازمتهم البيوت الأمر الذي ولد هذه النظرة التصغيرية ذات الجذور البدوية ، وعلى الرغم من أن البدو يحتقرون المهن بشكل عام إلا انه تم تمييز مهنة الحياكة للسبب مار الذكر وهو ما يتناقض مع القيم المدنية التي تحترم العمل وتعيب الكسل .الحساوية وهي لفظة أريد بها الفلاحون من زارعي الخضراوات ، وهنا نلاحظ نوعا من التمييز بين الفلاح زارع الحبوب والفلاح زارع الخضراوات الأمر الذي يثير التساؤل عن سبب هذا التمييز وعلاقته بالقيم البدوية ، إذ أن المعروف أن البدو يعيبون الزراعة بشكل عام ولا يميزون في الغالب بين زارع الحبوب وزارع الخضراوات ، إذن ما هو أصل هذا التمييز ؟ وللإجابة على ذلك لا بد أن نربط ما بين هذا النوع من التمييز ولفظة ( الحساوي ) التي يرجح أنها أطلقت على المهاجرين إلى جنوب العراق من منطقة الإحساء وغالبتهم من الشيعة ، فبعد تعرض الإحساء للغزوات الوهابية اخذ هؤلاء بالهجرة نحو الشمال طلبا للأمان ، وعندما وصلوا إلى جنوب العراق عملوا مزارعين لدى سادة القبائل واغلبهم من السنة ، ولذلك أطلقوا عليهم لفظة الحساوي التي تحمل دلالتين مكانية بمعنى ابن الإحساء ومذهبية بمعنى المخالف ،ثم انزاحت الدلالة باتجاه نمط الإنتاج بعد تشيّع غالبية القبائل في جنوب العراق ، أي أن القبائل احتفظت بنظرتها التصغيرية تجاه الحساوية لتعطيها طابعا اقتصاديا ذات علاقة بنمط الجماعة الاقتصادي وتميزهم بزراعة الخضراوات . المعدان وهو اسم يطلق على مربّي الجاموس في جنوب العراق الذين يقطن اغلبهم منطقة الأهوار لأسباب لها علاقة بنمطهم الاقتصادي ، و على الرغم من تعدد الآراء بشأن أصل هذه اللفظة إلا أن المرجح علاقتها  بظروفهم الاجتماعية والمعيشية ، وقد تكون مأخوذة من لفظة ( المعادي ) التي ربما ارتبطت بواقع العداء الذي كان سائدا في بعض الفترات التأريخية ، أما سبب ما يواجهونه من تمييز اجتماعي فيرى البعض أن له علاقة بانعزالهم وتربيتهم الجاموس واعتمادهم على النسوة في بيع منتجاتهم ، فيما يرى آخرون أن له علاقة بالصراع الذي كان دائم الحصول بين المجموعات السكانية القاطنة في جنوب العراق ، ويبدو أن لعداء المعدان للدول الحاكمة في المنطقة تأثيره المباشر أو غير المباشر على نظرة الناس تجاههم ، فقد كان المعدان أو سكان الأهوار دائمي العصيان ضد الحكومات المسيطرة على البلد وكانوا في غالب الأحيان يواجهون حملات عدوانية ضدهم تتسم بأقسى أشكال البطش والقسوة ، الأمر الذي جعلهم في حالة عداء مع محيطهم وما يجاورهم من مجموعات سكانية.العوام وهو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram