إكرام زين العابدين تعمل الدول المتحضرة على الاستفادة من تجاربها ومشاركاتها المستمرة في الدورات الاولمبية الرياضية وتحاول ان تصحح مسار رياضتها. الرياضة العراقية بدأت سلسلة مشاركاتها في الدورات الاولمبية منذ عام 1948 في لندن لتستمر بعدها بين المد والجزر بالمشاركة او الانسحاب ودفع ابطالنا ثمن اخطاء وقرارات اُتخذت على عجل من قبل بعض المسؤولين عن الرياضة .
وآخر ميدالية اولمبية حصل عليها العراق عن طريق المرحوم عبد الواحد عزيز في دورة روما 1960 علماً انه لم ينل الاهتمام اللازم بعد تحقيقه هذه الميدالية الغالية .مشاركات الرياضة العراقية لم تكن ناجحة وفشل ابطالنا بالاقتراب من الميداليات الاولمبية برغم الميزانيات والمبالغ المالية الكبيرة التي صُرفت ، والسبب هو سوء الادارة الرياضية التي لم تعرف طريق الميداليات منذ 52 عاماً .إن عدداً من دول العالم الفقيرة من قارات افريقيا وآسيا وامريكا الوسطى والجنوبية اصبحت تعد ابطالا يحصدون ميداليات بالعاب القوى والسباحة وغيرها من الالعاب بمبالغ مالية معروفة ، لانهم يخططون بالشكل الصحيح ويختارون الرياضي الناجح بعيداً عن المجاملات التي خرّبت رياضتنا وجعلت العديد من الابطال الموهوبين يتركون الرياضة بسببها لانهم شعروا انهم محاربون من قبل عدد من المدربين الجهلة الذين اُبتليت بهم الرياضة العراقية ودفعنت ثمناً باهظا من ميزانياتها وسنوات عمرها الطويل!للاسف ما زلنا لا نعرف ماذا نريد وعن اي شيء نبحث بالعمل الرياضي خاصة وان غالبية العاملين بالمجال الرياضي هم من حملة الشهادات الاكاديمية العالية وعددهم كبير وألقابهم رنانة ، لكن الفائدة التي يقدمونها للرياضة قليلة لان معظمهم استسهل الحصول على الشهادة العليا بالجانب الرياضي وابتلت الرياضة بهم وبأميتهم ، وانا على استعداد لمناقشة اي اكاديمي في الجانب الرياضي يؤكد انه نجح او أسهم في صناعة بطل نافس بقوة على المستوى العالمي وحصد احد المراكز الخمسة الاولى في الاولمبياد في السنوات العشرين الاخيرة .للاسف الواقع مؤلم ومرّ والجميع يبحث عن الحلول والمعالجات باقامة المؤتمرات والندوات السنوية لبحث واقع الرياضة المزري خاصة بعد كل مشاركة في الدورة الاولمبية وان البعض يطل علينا بين الحين والآخر بأسماء والقاب وصفات كبيرة اكبر من حجمه الطبيعي وامكانياته الفقيرة .للاسف أيضا التشاؤم سيبقى قائماً خاصة وان الجهة الحكومية المسؤولة عن قطاع الرياضة ( وزارة الشباب والرياضة ) واللجنة الاولمبية لا تسهما في تطورها ، بل على العكس تكونا حجر عثرة في بعض الاحيان بطريق تطورها من خلال اختيار بعض الاشخاص غير الكفوئين لإدارة مفاصلها المهمة او قيادة اتحاداتها الرياضية .قاعة الشعب ومسبح الحرية الاولمبي مثال على عجز الوزارة في اعادة اعمار المفصلين المهمين للرياضة برغم مرور اكثر من سنتين على عمل الشركات التي أخذت على عاتقها مهمة إعادة الإعمار .ولن ننسى تأخر انجاز بعض المشاريع الرياضية المهمة او انجازها بطرق بدائية وغير مطابقة للمواصفات الرياضية الدولية والعالمية ، ما يمنع الرياضة من الحصول على افضل المنشآت الرياضية ، وكنا نتمنى ان نشاهد قاعات مغلقة لمختلف الاغراض ومسابح وميادين رمي وفق المواصفات العالمية لكي تكون مقدمة لاستقدام مدربين عالميين يقبلون العمل لتطوير رياضتنا اذا كنا نبحث عن تحقيق ميداليات في المستقبل القريب .
في المرمى : مشاركة أولمبية فقيرة
نشر في: 26 يوليو, 2012: 05:09 م