TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن: يا حادي الحمير

نص ردن: يا حادي الحمير

نشر في: 26 يوليو, 2012: 05:18 م

 علاء حسن وأخيرا أعلنت الحكومة بناء مخيمات على الحدود العراقية  السورية  لاستقبال النازحين ، بعدما  صخمت  الوجوه  ونكست العكل  برفضها  استقبال المكاريد الهاربين من  الجحيم السوري ، إعلان بغداد جاء بعد حملة انتقادات شنها إعلاميون، وطالبوا الجهات الرسمية بان تتخذ  موقفا إنسانيا في التعاطي مع الملف السوري بعيدا عن  المؤثرات السياسية والإرادات الخارجية الداعمة لبشار الأسد .
 بعد يوم من إعلان المتحدث الرسمي باسم الحكومة رفضها استقبال النازحين أعلن وعبر شاشة إحدى الفضائيات بان  النظام السوري استبدادي ولا بد ان يرحل ، والناطق قال بصريح العبارة أن كل نظام استبدادي لا يمتلك شرعية البقاء ومن حق شعبه أن يختار الأسلوب  المناسب لإسقاطه وتغييره ، وعلى وفق هذه القاعدة فان القوى العراقية التي أكدت دعمها إرادة الشعب السوري لا تستحق أن تتهم من جهات  ووسائل إعلام مدعومة من إيران  بأنها من عملاء إسرائيل وأميركا.قبل شن حرب تحرير الكويت،  اجتمعت القيادة الحكيمة وقتذاك لبحث سبل مواجهة قوات التحالف فاقترح عزة الدوري استخدام أكثر من 5000 بعير من قبل القوات المسلحة  لتقوم بمهمات التمويل والنقل وتوفير المستلزمات اللوجستية ، وقوبل المقترح بتأييد القيادة،  وكلف  الرئيس الرفيق عزة بتشكيل لجنة يتولى رئاستها لتتولى مهمة الإشراف على البعران، وخلال ما يعرف بالعدوان الثلاثيني، حرب عاصفة الصحراء لم يعرف مصير البعران، ولا شك أنها سجلت ضمن الخسائر،  أو سيطر عليها البدو وهربوها إلى السعودية .في عاصفة الصحراء دمرت الجسور والطرق، وكل وسائل الاتصال، ومقترح الرفيق في استخدام البعران لأغراض لوجستية لم يحقق أهدافه ، ومنذ ذلك الوقت فقد العراقيون محطاتهم الكهربائية، واتجهوا نحو العصور الحجرية عكس شعوب المنطقة بفضل سياسات قادتهم وقسوة  الضربات العسكرية وحماقات جنرالات الحروب، وضاعت البعران واللجنة المكلفة بالإشراف عليها لم تقدم أي تقرير رسمي عن مصير الاباعر. مخيمات الحكومة لاستقبال النازحين السوريين،  تحتاج إلى تشكيل لجنة مركزية  تنبثق منها أخرى فرعية ،  للإشراف على بناء الخيم وتوفير تناكر الماء الصالح للشرب وقوالب الثلج، والعلاج الطبي، ولغرض أن تستكمل المستلزمات اللوجستية فلا بد من الاستعانة بمئات الحمير لضمان أفضل الخدمات لسكان المخيم.من الضروري جدا تشكيل لجنة للإشراف على مئات الحمير والشخص المؤهل والمناسب لرئاستها هو من اثبت جدارة في إدارة الأزمات، وعلى وعوده انتظر العراقيون زيادة الامبيرات وتطوير مفردات البطاقة التموينية ومثل هذا الشخص يصلح أن يكون حاديا للمطايا، فالحمير ستكون مرشحة أيضا لتقديم خدماتها لمسؤولين سوريين يبحثون عن ملاذ امن بعد سقوط نظامهم ، فليس أمامهم غير الحدود العراقية للتوجه إلى دولة سخرت كل  شيء لإنقاذ الأسد ونظامه ، وجعلت من وسائل إعلامها في بغداد وبيروت غرفة عمليات لإدارة المعركة ،  وأخيرا سينتهي الفيلم ، بلقطة عامة لحادي المطايا وهو يضمد جروح الأسد المطارد من الواوية ، وهذا الفيلم جزء من سلسلة  أفلام  عالم الحيوان وليس له علاقة من قريب أو  بعيد بأي زعيم عربي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram