اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > ماذا يجري في سوريا ؟

ماذا يجري في سوريا ؟

نشر في: 27 يوليو, 2012: 05:33 م

يعقوب الرفاعي ما يدور من أحداث ساخنة في سوريا ؛ يعكس صراعا دوليا بين قوى النقض ( الفيتو ) يرتبط بطبيعة المصالح السياسية والاقتصادية ومستوى نفوذ كل دولة في منطقة الشرق الأوسط وهي المنطقة التي تعدّ من أخطر مناطق التوتر في العالم ، ومن البديهي أن ما يجري في سوريا  يشير بوضوح إلى تنازع سوري سوري تشعل نيرانه  أبرز دول المنطقة ،  وأن هذا التنازع هو  حلقة في مسلسل الصراع الدولي بين الكبار ، مما يؤكد فقدان دول المنطقة سيادتها السياسية والأمنية والاقتصادية ، لأنها دول تفتقر إلى القدرة على التقارب في ما بينها سياسيا لحل مشكلاتها المعقدة دون السماح للكبار الدوليين بالتدخل في شؤونها الداخلية أو الإقليمية .
لو افترضنا أن هذه الدول تملك الإرادة على احتواء مشاكلها الإقليمية فإنها ستتمكن من طي صفحة التدخلات الخارجية وبناء علاقات إقليمية في ما بينها ، لكن يبدو أن هذا الافتراض هو من المستحيلات حسب المعطيات المتوفرة ، فكل بلد إقليمي مؤثر كالسعودية وإيران وتركيا وقطر يرغب في صناعة سياسته الخارجية بعيدا عن مصالح نظرائه بل يصنعها ويخطط لها  وفق مقدار انتفاعه من مصالح حلفائه الكبار .من الممكن أن تتوقف الحرب في سوريا في أية لحظة عن طريق إيجاد تسوية بين النظام السوري ومعارضيه بعيدا عن الأجندات الخارجية ، أو تنتهي بتفعيل الدبلوماسية الذكية بين إيران وسوريا من جهة وتركيا والسعودية وقطر من جهة أخرى ، أو تنتهي عبر البوابة الدولية بإيقاف عجلة الحرب الباردة  بين الكبار  .هل هي حرب استنزاف للشعب السوري لترسيخ نفوذ الكبار في المنطقة وضمان الحفاظ على  مصالحهم ؟ نعم  هي  كذلك ، فالشعب السوري يدفع الثمن الباهظ أرواحا ودماء وتشردا ليطمئن الكبار على ضمان مصالحهم للعقود القادمة . لا يمكن اعتبار ما يدور من أحداث في سوريا له صلة بنظام قمعي ومعارضة مقموعة ،فالطرفان يمارسان القمع ، ولا يمكن اعتبار ما يدور في سوريا هو بمثابة دفاع عن النفس أو الدفاع عن حقوق الإنسان ،فالطرفان ينتهكان حقوق الإنسان ، إذن طاحونة الحرب الدائرة في سوريا تدور عجلاتها بموجب تزايد الأطماع الخارجية الإقليمية والدولية في سوريا والمنطقة.فهل نحن أمام أزمة معقدة متشابكة من الصعب التغلب عليها ؟ إن أفضل الحلول هو الحل السوري السوري وليس الحلول الدولية أو الإقليمية ، فهل يمكن للطرفين المتنازعين أن يمتلكا الإرادة الصلبة للتسوية وتفعيل الهدنة للخروج من الأزمة ؟ ليس الأمر مستحيلا انطلاقا من الحرص على سوريا من الانهيار والسقوط في براثن حرب أهلية واسعة النطاق تحرق الأخضر واليابس .  على السوريين جميعا أن ينتبهوا جيدا لما يحاك ضدهم خلف  الكواليس ، فالحرب الدائرة التي أصبحوا وقودها نشبت ويتصاعد سعيرها لكي يحترقوا أجمعهم بلهيبها حتى يتمكن الكبار الدوليون من تطبيق خريطة جديدة للمنطقة لا تصب في صالح السوريين وشعوب المنطقة إطلاقا ، بل تصب في مصلحة الكبار فقط .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram