TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث :الحدود الأردنية السورية.. وابتدأ التسخين

في الحدث :الحدود الأردنية السورية.. وابتدأ التسخين

نشر في: 27 يوليو, 2012: 09:28 م

 حازم مبيضين لا يمكن النظر إلى الاشتباك العسكري " المحدود " بين الجيشين السوري والأردني عند حدود البلدين باعتباره حدثاً عابراً، أو قليل الأهمية، قياساً بالأحداث الكبرى التي تشهدها الساحة السورية، سواء تصاعد الحرب الضروس في حلب، أو سيطرة الجيش الحر على أجزاء من دمشق،
حتى وإن كانت قصيرةً، أو خروج بعض المعابر الحدودية السورية من قبضة النظام، أو تفجير خلية الأزمة، ومقتل أربعة جنرالات من عظام رقبة النظام، أو حتى التهديد باللجوء إلى السلاح الكيماوي المحرم، في حال تعرض النظام لتدخل عسكري خارجي، إذ كل هذا يظل في إطار الصراع الداخلي، وهو كان متوقعاً، بصورة أو بأخرى، وظلت نتائجه محصورةً داخل جغرافيا الدولة السورية، أما الاشتباك الحدودي مع قوة عسكرية " خارجية "، فإن التعامل معه يجب أن يكون من باب انتقال الصراع من داخل سورية إلى جوارها.كان طبيعياً أن يسعى الأردن للتخفيف من مفاعيل الاشتباك، حتى وإن كان ذلك في الإطار الإعلامي، لكن سبق ذلك على الأرض، انطلاق البارود من بنادق الجيش الأردني، وهو حدث يؤشر مآلات العلاقة بين عمان ودمشق، وهي علاقة لا بد من النظر إليها من زاويتين، الأولى تتعلق بالموقف الأردني الذي ظل في ظاهره محايداً، واكتفى بإيواء اللاجئين السوريين، سواء قدموا بطريقة شرعية أو غير ذلك، لكنه في الجهة المقابلة استضاف مناورات الأسد المتأهب، التي دارت على أرضه، وتمحورت على السيطرة على أسلحة كيماوية، خشية استعمالها في أي مواجهة عسكرية، والثانية بموقف دمشق التي دأبت مؤخراً على اتهام الأردن بالانخراط في تسهيل عبور " الجهاديين أو الإرهابيين " إلى أراضيها، صحيح أن هذه الاتهامات لم تصدر بشكل رسمي، لكنها صدرت عن أجهزة إعلام تابعة للنظام بشكل أو بآخر.هل يعني ذلك أن الأرض ضاقت على النظام السوري بما رحبت، حتى يسعى لنقل المعركة إلى خارج الحدود، سواء مع لبنان حيث تتم توغلات للجيش السوري، دون رد من نظيره اللبناني، لأسباب تتعلق بموازين القوة العسكرية بين الجيشين من ناحية، وبالتوازن السياسي الطائفي الهش من الناحية الثانية، أو مع تركيا التي أحجمت حتى اللحظة، عن الرد على بعض التحرشات، بما في ذلك إسقاط إحدى طائراتها، خشية اعتبار ردها إعلان حرب أطلسية ضد النظام السوري، في حين يبدو التأهب الإسرائيلي في أعلى مستوياته، للرد بقسوة على أي تحرك عسكري، وإذا كان الأمر يتعلق بتوسيع دائرة العنف لتشمل المنطقة بأسرها، كما هدد الأسد كثيراً، فهل نتوقع من إيران وهي حليفه الرئيس، أن تظل واقفةً على الحياد، وهل تتبنى المنظومة الخليجية المواجهة المباشرة، بديلاً للحرب بالوكالة، التي تدور اليوم على الأرض السورية.من هنا تنبع خطورة الاشتباك الحدودي " المحدود "، بين الجيشين الأردني والسوري، وهو اشتباك لن يحد من أثره إعلان الأردن عن عدم مشاركة جيشها فيه، وحتى لو لم تتبناه أجهزة الإعلام السورية، الجاهزة لتوزيع الاتهامات بالجملة لكل من هب ودب. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram