TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :طريق لندن وقمـة العرب

مصارحة حرة :طريق لندن وقمـة العرب

نشر في: 28 يوليو, 2012: 06:53 م

 إياد الصالحي لم يدر بخلد الزميل سهيل بن عمر مقدم برنامج (طريق لندن) في قناة الدوري والكأس القطرية أن تكون الحلقة الرابعة التي خصصها عن استعدادات دول (غرب آسيا) العراق والأردن ولبنان وسوريا وفلسطين واليمن لمنافسات دورة الألعاب الاولمبية 30 التي انطلقت أمس الأول الجمعة تحمل هماً عربياً مشتركاً غارقاً بالتشاؤم لما ستؤول اليه النتائج وما تحفل به التجربة من وقائع مريرة على الصعيدين النفسي والفني لصعوبة وصول
 رياضيي الدول المعنية الى مراحل متقدمة في جولات التصفيات وليس النهائيات التي غالباً ما تكون من حصة محترفي اقتناص الميداليات لا هواة  الاحتكاك والاطلاع!لقد كان حوار ابن عمر مؤثراًً ومفيداً مع ضيوف الحلقة ولم يجامل أحدهم على حساب المنطق، بل إتفق الجميع على ان التخطيط وبرمجة مراحل الإعداد لهكذا دورة عالمية يحتاج إلى عقول متفتحة لمسؤولياتها ، تدرك التزاماتها جيداً قبل ان تورط الرياضيين في مشاركات خائبة تعود عليهم بالصدمة لفارق الإمكانيات الشاسعة بينهم وبين نظرائهم في آسيا وأفريقيا وأوروبا.كانت أكثر دقائق اللقاء حراجة بالنسبة لي عندما اشار الضيف من الأردن الى ان القاعدة المادية لأغلب دول غرب آسيا ضعيفة ولا تشكل رقماً مهماً أمام دولة مثل العراق التي كانت مصنعاً لأبطال كبار في مختلف الألعاب أيام السبعينيات والثمانينيات، ويكفيها فخراً ان رباعها المرحوم عبد الواحد عزيز خلــّد إنجازه الفريد بميدالية برونزية في دورة روما 1960، لكنها اليوم تحتاج الى الاستقرار وتكامل منشآتها الرياضية لتعاود ألقها، فما كان مني إلا القول المنصف الذي لا يُداهن ولا يُراوغ في حوار مفتوح بأن بلاء رياضة العراق في العصر الراهن هو تصارع رجالاتها على المناصب وهدر مال الشعب على رحلات سياحية غير مجدية فضلاً عن غياب المتابعة والمحاسبة للاتحادات التي أخذت تتكابر على اللجنة الاولمبية وترفع بوجهها هراوة سحب الثقـة كلما دنا الحديث عن التقييم وتحديد موافقات الإيفاد حسب مستويات البطولات ونوعية الفرق المشاركة وتقنين الميزانية!إن وصفنا الاتحادات بـ(السياحية) لقي تأييداً من الضيوف حـدّ الإزدراء بواقع الرياضة العربية بعد ان أثبتت الدورات الاولمبية عقم نتائج رياضيينا وتهافتهم على الرحلات لأجل التوثيق الشخصي في البومات فوتوغرافية وفيديوية كحرص مسؤولي الاتحادات على زيارة الأماكن التاريخية والحدائق ومدن الملاهي وغيرها من وسائل الترفيه وكأن الدورة الاولمبية نافذة لشمّ نسيم النقاهة كل اربع سنوات للخلاص من ضغوط العمل الذي لم يحسنوا فيه صناعة بطل اولمبي واحد يمكن ان نراهن عليه لتشريف العرب في الدورة.ان اولمبياد لندن بنسخته الثلاثين يلوح بضعف الأمل العربي في حصد عدد من الميداليات لسوء التحضير وانشغال اللجان الاولمبية في الدول العربية بدورات وبطولات محدودة لا تُسمن ولا تُغني من جوع ، وذلك مؤشر سلبي يؤكد حاجة العرب لإعادة النظر في سياسة إدارة الرياضة والاتحادات وعدم الركون إلى تكهنات فنية مستمدة من نتائج الدورة العربية أو البطولات الدولية الودية التي غالباً ما تفتقد الجدية في تحقيق الأرقام المطلوبة لاسيما الألعاب الفردية ، ولا ننسى دور الخبراء في المبالغة احياناً لرسم ستراتيجيات غير موائمة مع قدرات الرياضيين وفيها قصور كبير من ناحية عدم مصارحة رؤساء اللجان الاولمبية عن بعض النقوصات والتلكؤات المرافقة لمراحل الإعداد المبكر للمنتخبات الوطنية قبل ان يقع الفأس بالرأس وتصاب بالخيبة وتعود بدروس الندم!إن رسالة الإعلام الرياضي مثلما شاهدنا وتفاعلنا مع حلقة (طريق لندن) لا تقل أهمية عن بقية مفاصل المسؤوليات في منظومة الرياضة العربية، ونحث المؤسسات الإعلامية المعروفة على حذو خطوة الدوري والكأس في إطلاق العنان لأصوات مهنية تمارس النقد المباشر من دون تزويق او تلوين للمواقف بغية فضح ملفات المشاركة في وقت مناسب .وليت اتحاد اللجان الاولمبية العربية بالسعودية يستبق المنافسة الاولمبية ويدخل على خط الاهتمام بعقد " قمة عربية اولمبية " تتناول جميع المشكلات التي تواجه الرياضيين وتضع لهم الحلول السريعة طالما إن مصيرنا واحد والحلم العربي يداعب الأجيال من صلالة الى تطوان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram