TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > السطور الأخيرة:اللعنة وسيدات القصور

السطور الأخيرة:اللعنة وسيدات القصور

نشر في: 29 يوليو, 2012: 09:07 م

 سلام خياط كلما تسعرت نيران أزمة ما – اقتصادية، سياسية، اجتماعية- قيل: فتش عن المرأة! حتى صارت المقولة مثلا متداولا. حفل سجل التاريخ القريب والبعيد بسيرة نساء وقفن وراء الحكام وأهل السلطة، يدفعونهم دفعا، أو يزينون لهم اتخاذ قرارات فجة، فتكون النتيجة كوارث غير محسوبة، وعواقبها وخيمة على الجميع: المرأة والحاكم والبلد.. ومثال السيدة سوزان مبارك وتدخلها في صنع القرار، وإصرارها على توريث ابنها جمال سدة الحكم، غير بعيد عن الذاكرة.. كذلك ما جرته السيدة ليلى الطرابلسي وأقاربها من نقمة عارمة على رئيس تونس السابق والتجاوزات التي حدثت إبان حكمه.
حقب التاريخ شواهد على اللواتي شاركن أو تدخلن بشؤون الحكم.. فدور ونفوذ (إيفا بيرن) زوجة الرئيس الأرجنتيني الراحل، على قرارات الجنرال المصيرية لم يكن ليخفى بغربال. كذلك كان ارتباط اسم (إيفا براون) بهتلر وطغيانها على عواطفه وقراراته، عندما بدأ نجم (جورباتشوف) بالصعود، سلطت الأضواء على (رايسا) زوجته، وحبها للأضواء والظهور بمظهر البذخ، وحين سأل مندوب محطة الـ(إن، بي، سي) عشية زيارة الرئيس الروسي لواشنطون في 7 ديسمبر عام 1987: هل تناقش الأمور السياسية مع زوجتك؟؟ أجاب الرئيس قائلا: إني أتناقش معها في كل شيء. فأعاد المندوب عليه السؤال: والأمور السياسية؟؟ فرد عليه بإصرار: لقد قلت لك، إننا نناقش كل شيء!*ثمة قصص وحكايات متعددة ومتنوعة في عموم العالم، تفصح عن تدخل النساء بشؤون الحكم، سرا أو علنا، أو من وراء حجاب، يتردد اسم جيهان السادات أثناء حكم الزوج، تردد كثيرا اسم سارة الفاضل زوجة الصادق المهدي، رغم إن دورها القيادي في حزب الأمة كان باديا للعيان... أما في تونس (بورقيبة)، فقد كانت التجربة أكثر إثارة وعمقا، إذ تمكنت السيدة وسيلة بورقيبة، من بناء رصيد قوي ونفوذ لا ينازع، يرشحانها لخلافة الزوج، لكن نفوذها وخططها جرت عليها الويل سيما بعد تقدم الرئيس بالسن وضمور دوره في اتخاذ القرارات المصيرية. فقد طلقها الزوج -أو أجبر على تطليقها، كما يشاع- بضغط من ابنة الأخت (سعيدة الساسي) والمحيطين به من الحاشية.سحبني للكتابة عن دور نساء القصور وقصصهن ما يتوارد في الأخبار عن (أم أحمد) زوجة محمد مرسي رئيس مصر، ورصد حركاتها وسكناتها، ورفضها السكنى في القصور الجمهورية! إثر فوز الزوج بالرئاسة، ثم امتثالها للأمر الواقع وانتقالها للعيش بقصر عابدين أو قصر القبة، واعتكافها للصلاة والتعبد، حيث الظل ظليل، والهواء عليل، والماء سلسبيل، كما عزز الرغبة في كتابة الموضوع كتاب عثرت عليه بالصدفة المحضة،للأستاذ عرفان نظام الدين: (حوارات على مستوى القمة). ** للأمانة الصحفية ودلالة التوثيق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram