علاء حسن من ابتكارات النظام السابق الغريبة العجيبة انه قرر اعتماد احصاء عام 1957 لامتلاك العقار في العاصمة بغداد، وحدد بيع وشراء العقارات في حي الاعظمية بابنائها فقط ، ولايجوز لغيرهم من احياء العاصمة الاخرى شراء منزل في ذلك الحي .
قرار النظام السابق مجحف بامتياز ، ولكنه بحسب تخريجات وتشريعات ذلك الوقت ينطلق من الايمان بالمشروع النهضوي العروبي ، لتحقيق النصر الناجز على العدوان الثلاثيني الغاشم ، ومثل هذه الشعارات كانت وقتذاك لافتات رسمية للتغطية على انتهاكات حقوق الانسان .اعتماد احصاء عام 57 للتملك في بغداد ، خلف مشاكل مازالت تنتظر الحسم في المحاكم ، والامثلة كثيرة فهناك من رفض تسجيل العقار المسجل باسمه لغيره ، ومن مثل هذه الافلام لم تصل بعد الى نهايتها وانها بحاجة ماسة الى تدخل جهات متعددة لانهاء معاناة من اشترى عقارا في بغداد وسجله باسم غيره . قرار النظام السابق وبكل ما يحمل من انتهاك فاضح لحقوق الانسان ، يراه بعض العراقيين بانه ينطوي على فوائد مستقبلية ، شلون ؟ معظم اعضاء مجلس محافظة بغداد ، لم يولدوا فيها ، ولم تعرفهم الاحياء الشعبية ، وصلوا الى العاصمة بقطار حزبي ، قادمين من قرى جنوبية ، ومرحبا بهم بالعاصمة ، ولكنها رفضتهم لانهم لم يمنحوها ما تستحق من رعاية وخدمة ، بل اسهموا بانحطاطها، ولو كان المسؤولون المحليون من سكنة العاصمة لكانت الصورة بشكل اخر ، وهنا تبدو الفائدة من قرار جائر ، ولاسيما ان العراق لا يصنف ضمن دول المؤسسات وبعد الوصول الى هذه المرحلة ، والله وحده يعلم تاريخها، يمكن الغاء مسقط الرأس شرط الترشح لخوض الانتخابات المحلية ، والمسألة لاتحتاج الى قرار توافقي فليس من المعقول ان يخدم ابن الطارمية كحلاء ميسان ، وابن دواية الناصرية حي المنصور في بغداد ، المعادلة غير متوازنة ياجماعة الخير ، واعلموا ان للجغرافية عوامل تاثير مهمة في حركة التاريخ ، وتطور المجتمعات وتاسيس الدول . في ستينات القرن الماضي كان صويلح شراد غير قادر على الوصول الى باب الدروازة في منطقة الكاظمية ، لانه يخشى المدينة ، واخر نقطة له تكون قرب كراج التاجي ، يتناول نفر الكباب ويشتري علبة سجائر من نوع غازي ثم يعود الى قريته بباص الخشب ، وفي المساء يتخلى عن كيس التتن ، وفي مضيف شيخ العشيرة يدخن سيجارته المفضلة وكأنه فتى اعلان بنسخة اميركية . بعد مرور سنوات وتحديدا في العام 2009 اعلن صويلح استعداده لخوض الانتخابات المحلية عن العاصمة بغداد ، وله كامل الحق في هذا الخيار انه يعيش في اجواء الحرية والديمقراطية ، ويمتلك مواصفات لا تتوفر لدى غيره فهو بحسب سجل عام 1957 من مواليد العاصمة بغداد ، وليس امامه سوى ان يقدم معاملة لتغيير اسمه من صويلح شراد ، الى صلاح شاكر لكي يمنحه الاسم الجديد صفة حضارية تؤهله لخوض العملية الانتخابية المقبلة ، ثم تحقيق اهدافه في تطوير باب الدروازة المنطقة التي كان يحلم في الوصول اليها قبل عشرات السنين ، ومن ابي جعفر المنصور الى صويلح شراد بغداد تنهض من جديد.
نص ردن: بغداد" صويلح شراد
نشر في: 30 يوليو, 2012: 08:58 م