فخري كريميتذكّر العراقيون الذين شاءت الأقدار لهم أن يعيشوا في ظل سلطة الدكتاتوريات المتعاقبة منذ ثورة ١٤ تموز وانفلات عقبان ١٤ رمضان (٨ شباط) المشؤوم، حتى نهاية المستبد الأخير في تلك الحقبة، يوم ٩ نيسان عام ٢٠٠٣، ما كان يُرسم للبلاد من سيناريوهات، كلما شاءت القوى الشوفينية المغرقة في الجمع بين معاداة الحركة الديمقراطية والحركة القومية للشعب الكردي،
بل ولكل المكونات المتآخية في إطار النسيج الوطني العراقي، أن تغرق البلاد في أتون حروبها الداخلية، وتصفية المكتسبات التي تحققت للعراقيين، أو شن حملات الإبادة والتصفيات الجسدية ضد خصومها الوطنيين، كوسيلة لتكريس سلطتها المطلقة وانتزاع الشرعية لنهجها وسياساتها المعادية للشعب.لقد تغيرت الأوضاع بعد إسقاط نظام صدام حسين، بفعل الاحتلال الأميركي وحلفائه، وليس بفضل من يتسلطون على مقدرات البلاد اليوم، رغم ادعاءاتهم عكس ذلك. لكن السيد نوري المالكي الذي استطاع كما يبدو، ولو إلى حين، أن يستدر الوعي العام لمن يدعي تمثيلهم، يعود الآن ليكرر تلك المشاهد، نفسها، في سيناريوهات الأنظمة المستبدة، وقد تمثلت بأجلى صورة فيما كان يفعله صدام حسين طوال حكمه، سوى أن المالكي، في غفلة من قادة التحالف الوطني أو رغماً عنهم وليّاً لإرادتهم، يتعكز في نهجه الاستفزازي على مكون كان جزءا من استهدافات سلفه ما قبل ٢٠٠٣. المقال كاملاً ص3
الافتتاحية: ما أشبه اليوم بالبارحة..مع الدكتاتوريات
نشر في: 30 يوليو, 2012: 09:33 م