TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس: انقذوا دجلة

قرطاس: انقذوا دجلة

نشر في: 31 يوليو, 2012: 06:35 م

 أحمد عبد الحسيننهر دجلة يجفّ بسبب جيراننا الأتراك والإيرانيين، وبسبب إهمال حكومتنا المنشغلة بـ"مؤامرات" أبدية تحاك ضدّ قيادتها الحكيمة، وبسبب كسلنا عن رفع أصواتنا لإنقاذ نهرنا الخالد الذي قد ندفن خلوده بأيدينا، ولن يعود العراق عراقاً دون فراتين.
دجلة يجفّ، تركيا تقيم السدود التي تخنق العراق، وإيران تكمل الباقي بقطعها روافد دجلة، ونحن في يأس مطبق من ساستنا فاغري أفواههم ـ مفطرين وصائمين ـ أمام المال السحت، المنهمكين في التغالب مع بعضهم على مراكمة الأموال؛ في يأس منهم لأن هؤلاء لا يحملون في ضمائرهم ذرة حبّ للعراق، هذه الدولة بالنسبة لهم بستان نام نواطيره كما كان بستاناً لقريش "على حد قول معاوية" على مرّ التأريخ يمنح الذهب والفضة لأجلاف الصحراء ويترك أهله حفاة عراة سكارى بأحقاد الطوائف التي تأتي من الصحراء أيضاً.لا أمل في أن يتحرك ضمير لا وجود له لسياسيّ عراقيّ فيعمد إلى رسم إستراتيجية تمكننا من الضغط على تركيا على الأقل "بما أن الضغط على إيران حرام شرعاً" لإنقاذ أمّنا دجلة الخير.لجنة حفظ التراث العالمي في اليونسكو منحتنا أملاً ضئيلاً حين وضعت صفحة للتصويت على جعل نهر دجلة ضمن التراث العالمي الواجب حفظه وحمايته. الصفحة موجودة منذ ستة أشهر وهذا رابطهاhttp://www.change.org/petitions/unesco-world-heritage-committee-save-world-heritage-on-the-tigris-river-in-mesopotamia#وما يحزّ في النفس أن الموقعين حتى كتابة هذه الكلمة 34513 فقط من 50000 وهو العدد الواجب بلوغه لتكون دجلة محمية من قبل هذه المنظمة الأممية.ينقصنا 15487 عراقياً يحب دجلة، يحب العراق، ويكره أن يرى بلده يعطش بسبب جيران سوء وساسة سوء وأعراف سوء وثقافة سوء تتمثل في كلمة "شعلينا!".أخجل من أن أقترح على الحكومة إلزام موظفيها بالتوقيع في دوائرهم على هذه الصفحة، فأنا أعرف أن الحكومة لن تفعل، رغم أن هذا ممكن وسهل جداً، لكنها حكومتنا التي لا تتحرك روح المبادرة لديها إلا أمام مكاسب آنية رخيصة لأشخاص لا يشبعون من حرام.ربما عليّ أن أقترح على رجال الدين حثّ أتباعهم ومقلديهم على الانخراط في هذه الحملة فذلك أجدى وأنفع.فيا شيوخ ويا سادة ويا خطباء جمعة ويا واعظين ومبلغين ومرشدين، من كل الطوائف المتآخية المتحابة المتصالحة في هذا العراق، قولوا لأتباعكم أن يصرفوا دقيقتين من وقتهم، دقيقتين لا أكثر، ينشغلون فيها عن الدعاء أو صلاة الليل أو الذكر أو التسبيح لله، ليكتبوا أسماءهم ثم يضغطوا على الأيقونة التي تضيف اسمهم إلى قائمة الذين يحبون العراق.ساسة العراق القدماء والجدد أشاعوا بين الناس عدوى كراهية العراق، فلا تستسلموا لهذه المشاعر المظلمة أرجوكم، لا تكونوا كهؤلاء المسوخ الذين نزع الله عنهم محبة أوطانهم، بسبب أكلهم السحت وقسوة قلوبهم التي هي كالحجارة أو أشد قسوة، "وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار"، وإن من القلوب الفاسدة لما يسدّ مجرى دجلة فيجفّ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram