اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > اجازات قسرية لعمال المطاعم في رمضان

اجازات قسرية لعمال المطاعم في رمضان

نشر في: 31 يوليو, 2012: 06:38 م

 بغداد/ معتز رشدي.. عدسة/ محمود رؤوفلا شك في أن شهر رمضان ، شهرُ غفران ورحمة  ولكن السؤال  أتُراه كذلك للصائمين  فقط؟ وماذا عن شريحة واسعة من شرائح المجتمع العراقي، التي جعلها هذا الشهر عاطلة عن العمل لا تجد ما يقتات به أبناؤها سوى ما يعود به معيلها من دنانير معدودات،
هي خلاصة ما تجود به مهنته عليه كبائع أطعمة مكشوفة في عربة صغيرة؟ أو بائع متجول لأكلات شعبية أو لقناني الماء في هذا الشهر المبارك، ماذا عن الآلاف من عمال المطاعم الصغيرة منها والكبيرة؟ وهي - أي المطاعم في العراق -  كما لا يخفى على أحد  كثيرة جداً. تُرى أيحتاج الصائم الكريم إلى تجويع كل هذا العدد الهائل من فقراء البلد المبتلى، وإلى اغلاق أسباب رزقهم لكي يرضى الله عنه يستمر في صيامه؟ ماذا عن مئات من عوائلنا الفقيرة التي اقتاتت، وتقتات، على ما تجود به بعض المطاعم من عظام وأرجل دجاج ، مجاناً ... لوجه الله كهبة من اصحاب المطاعم؟ خصوصاً إذا علمنا ان نسبة الافطار عالية في البلد لاسباب أهمها ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود كم هي نسبة المفطرين؟ ولِمَ يتحول الصيام  إلى وبال على رؤوس شريحة واسعة من المجتمع؟ شهر كريم في بلد يحكمه أبخل لصوص الكون؛ لماذا لم يوزعوا شيئاً من نفط (ابناء الخايبة) على فقراء البلد ولشهر احد فقط  هو رمضان الكريم؟! غاية تحقيقنا اليوم هي لتذكير البعض بالمأثرة الانسانية الهائلة، التي اجترحتها بعض أفضل شعوب المعمورة ، التي مؤداها : ان المجتمع العادل هو المجتمع الطامح إلى صون كرامة وانسانية أضعف فرد أو شريحة فيه.الحل في الاستدانة!أجاب الصائم (علي محمود)، وهو سائق تاكسي، على سؤالنا ، قائلاً : على عمال المطاعم المغلقة الاستدانة لسد احتياجاتهم في شهر رمضان! لأن في فتحها خدش لمشاعر المسلمين! وحين قلت له: من قال لك ان مشاعرنا رقيقة إلى هذا الحد؟ ثم من قال ان كل فرد منهم يقدر على الاستدانة، أو على رد ما استدانه من عمل هو الأبسط في العالم بمورده المالي؟ فلم يجد سائقنا جواباً. أما ( حسين اللامي ) وهو عامل في مطعم شعبي صغير من مطاعم مدينة الصدر، فقد أجاب، متحسراً : ما كنت أملك في أول يوم من أيام شهر رمضان سوى عشرين ألف دينار حاولت العثور على عمل آخر ، فلم أجد  وأنا المعيل الوحيد لعائلة تتكون من زوجة وثلاثة اطفال وأبوين كبيرين في السن. وعن الاستدانة ومبرراتها يؤكد انه لم يفعلها ابدا ولكن، سأفعلها ان أجبرتُ ( ماكو جارة ) و ( عساها بخت وحظ الحكومة ) . يقضون صيامهم ، لا تقبله الله منهم ، في دول أوربا أو في قصورهم المنيعة والمرفهة في المنطقة الخضراء  أو في منتجعات كردستان ، تاركين ابناء شعبهم بين شرور الكون كله ، من جوع وفقر وقتل . مفتوح بثلاثة ملايين !سألنا (ص. ع)، وهو صاحب مطعم مفتوح في شارع من شوارع بغداد الرئيسة ، عن سر بقاء مطعمه مفتوحاً ؟ أليس في ذلك خدش لمشاعر الصائمين ! أبدى الرجل في بادئ أمره قلقه من سؤالي ؛ فهو متخوف من الجهة التي أرسلتني - غير عالم اني مجرد صحفي -  ومتخوف من ذكر اسم مطعمه الشهير إلى حد ما، في قلب بغداد أعتقد ان خوفه من ان تُزج أسباب رزقه في معمعة ( القيل والقال ) ، في محله تماماً . أقسمت له اني لن اذكر اسم مطعمه ، وعنوانه ، في شيء ... من بعيد ولا من قريب. خلاصة الأمر اني أقنعت صاحبنا بالتزامي بوعدي له . فكانت اجابته على سؤالي: بعض أرباب المطاعم يغلقون مطاعمهم عن قناعة دينية منهم ، اما بعضهم الآخر – وهم نسبة لا بأس بها – فيغلقونها مجبرين . ليس سراً ما سأقوله لك : اصدرت وزارة الداخلية قراراً بترك المطاعم التي يدفع اصحابها مبلغاً قدره ثلاث ملايين دينار، مفتوحة ! سألته : كيف ستسترد المبلغ ، مضافاً اليه الربح ؟ أجاب : الله كريم! طبعاً ؛ لم أقل له أني أكلت في مطعمه قبل أسبوعين من الآن، نص نفر كباب بأربعة آلاف دينار، وهاأنذا أدفع له ألفين إضافيين لقاء نص – رمضاني هذه المرة – آخر ، كنت أود سؤاله : وهل رفعت أسعار المأكولات لوجه الله ، أيضاً؟مضاعفة أسعار المأكولاتمحمد العبيدي صاحب مطعم مغلق في حي أور- الشعب: قال مبلغ الثلاثة ملايين رشوة  تمارسها الحكومة علنا ؛ ماذا عن أصحاب المطاعم الصغيرة من أمثالي؟ من أين لي مبلغاً طائلاً كهذا؟ من يدفع مبلغاً كبيراً كهذا سيعمل على استرداده من جيوب زبائنه ، عبر مضاعفة أسعار المأكولات ، مما سيؤثر تأثيراً بالغاً في دخول بعض الناس، خذ مثلاً - والكلام للعبيدي - رواد بعض المطاعم المفتوحة في ساحة ( النصر ) ،اغلبهم من عمال البناء في المسطر ، والكثير منهم مفطرون بسبب طبيعة عملهم القاسية في صيف  هو الأشد حرارة  منذ نصف قرن في العراق . وهؤلاء الناس هم أكثر شرائح المجتمع فقراً . هل فكرت دولتنا المؤمنة الرشيدة بسد احتياجاتهم في شهر رمضان؟ سألته: كم عاملاً يعمل لديك؟ أجاب: ثلاثة وصرفتهم جميعا .  مطاعم ونواد ليلية( ج. ف ) ، أحد منتسبي وزارة الداخلية ، قال مؤكداً : بعض المفطرين من المنتسبين يأكلون مجاناً في المطاعم المفتوحة !!، لاننا استحصل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram