بغداد/ أحمد عبد ربه رحب خبراء مصرفيون بدخول المصارف العالمية البلاد عن طريق فتح فروع ثابتة لها مشيرين إلى أن ذلك من شأنه أن يدفع بعجلة الاستثمار فضلاً عن إدخال التكنولوجيا المصرفية الحديثة .وأعلنت مصارف عربية عن فتح فروع لهم في بغداد والمحافظات بينما هناك مصارف عالمية أخرى كالأوروبية والأمريكية
أبدت استعدادها لفتح فروع لها في العراق خلال الفترة القادمة. واعتبر مدير المصارف الحكومية في وزارة المالية هلال الطعان دخول المصارف العالمية البلاد عن طريق فتح فروع لها عملية مربحة للطرفين لأن سوق الاستثمار بالعراق بحاجة إلى رؤوس الأموال الضخمة الموجودة في المصارف الأجنبية وأن الأخيرة تهدف إلى تحقيق الإرباح .وقال الطعان لـ (المدى ):إن القطاع المصرفي بالعراق غير قادرعلى مسايرة التطور في الواقع الاستثماري الذي تشهده القطاعات الاقتصادية ،موضحاً أنه من الضروري دخول المصارف العالمية كونها تمتلك رؤوس أموال ضخمة من شأنها أن تنهض بالمشاريع الكبيرة فضلاً عن خلق منافسة مع المصارف المحلية الموجودة بالإضافة إلى تدريب الكوادر العراقية الموجودة .ودعا الحكومة إلى ضرورة إصدار تشريعات قانونية لحماية هذه المصارف فضلاً عن الإعفاءات الضريبية .إلى ذلك عد الخبير المصرفي باسم عبد الهادي قانون البنك المركزي الجديد المحفز الأساسي لدخول هذه المصارف البلاد مشيراً إلى أن وجودها سوف يدعم الخبرات إلى حد كبير من خلال نقل التكنولوجيا المصرفية المتطورة إلى المصارف المحلية .وقال عبد الهادي لـ (المدى ) : إن النظام المصرفي بالعراق شهد انقطاعا كبيرا عن مواكبة التطور المصرفي العالمي ما أحدث حالة من الإرباك في المصارف العراقية بشكل كبير جداً لافتاً إلى ضرورة إصدار تعليمات من قبل البنك المركزي تنص على توجيه المصارف نحو الاستثمار بالإضافة إلى اعتماد طرق الائتمان بعيدة الأمد .من جانبه قال الخبير المالي فاروق الرمضاني لـ (المدى) :إن عمل المصارف العالمية بالعراق يعد دليلاً واضحاً على قوة ومتانة الاقتصاد العراقي موضحاً انه لم يتأثر بالربيع العربي .وأضاف الرمضاني : إن الاحتياطي النقدي الذي حققه البنك المركزي والبالغ 60 مليار دولار لم يتحقق بتاريخ العراق بالإضافة إلى جدية قرارات البنك المركزي بزيادة رؤوس أموال المصارف التي كان لها الأثر الكبير في رغبة المصارف العالمية بدخول العراق .في غضون ذلك أكد الخبير الاقتصادي باسم جميل انطون أن الأزمة العالمية والكساد الاقتصادي التي تشهده بعض الدول الأوروبية خلال الفترة الأخيرة وحاجة البلد للبناء والإعمار والمشاريع الاستثمارية جعل المصارف العالمية تتسابق لفتح فروع لها في العراق ،مبيناً أنها تسعى لأخذ دورها بتمويل المشاريع والاستفادة من الإرباح المتحققة ،مشيراً إلى أنها ستنقل التجربة العالمية في مجال البنوك إلى القطاع المصرفي الأمر الذي يؤدي إلى تطويره والنهوض به.وقال انطون إن العراق يمتلك مقومات اقتصادية كبيرة تتمثل بالمعادن الاستخراجية الموجودة في باطن الأرض كالنفط والغاز والفوسفات، إضافة إلى البيئة الاستثمارية الخصبة التي تفتقر لها معظم دول العالم ما دفع الشركات الاستثمارية إلى المجيء لغرض الاستثمار ،علما أن البنوك العالمية بدأت تفتح فروعاً لها في بغداد والمحافظات.وأضاف: إن العالم يعيش حالة من الإشباع بالنسبة للمشاريع الخدمية والعمرانية وأصبح هناك كساد اقتصادي عالمي، بينما العراق بسبب الحروب والحصار المفروض عليه في تسعينات القرن المنصرم، أدى إلى وجود حاجة ماسة لمشاريع بنى تحتية وخدمية وصحية ومشاريع تجهيز الطاقة الكهربائية، ما جعل أنظار الشركات والبنوك العالمية تتجه نحو العراق للخروج من الأزمة الاقتصادية العالمية. ويذكر أن مصرف أبو ظبي الإسلامي ومصارف لبنانية وكويتية أعلنت في الفترة الماضية عن فتح فروع لها في بغداد والمحافظات بينما هناك مصارف عالمية أخرى كالأوروبية والأمريكية أبدت استعدادها لفتح فروع لها في العراق خلال الفترة القادمة.
مصرفيون يعدّون دخول البنوك العالمية البلاد دافعاً حقيقيّاً للاستثمار
نشر في: 31 يوليو, 2012: 06:57 م