علاء حسن في ظل النظام الديمقراطي بامكان اي عراقي الحصول على منصب وزاري سيادي والطريق الى تحقيق هدفه لا يحتاج الى عناء كبير، فباستطاعته خوض العملية الانتخابيةـ وربما باصوات رئيس قائمته يحصل على مقعد في مجلس النواب، وفي ضوء هذه القاعدة يصبح ممثلا للشعب في البرلمان، وبحساب التوافقات والاستحقاق الانتخابي قد تتوفر له فرصة حمل الحقيبة الوزارية ، فيتحقق الحلم الكبير.
بعد الحصول على المنصب الوزاري تبدأ الخطوة الاخرى بتعيين المقربين والمعارف،وعلى طريقة صويلح شراد في الدخول الى المعترك السياسي، تصبح الوزارة ماركة مسجلة باسم صاحبها لاربع سنوات، وبالإمكان تجديدها لدورة اخرى، اذا اثبت ابن شراد انه من التكنوقراط، وبذل المزيد من الجهد لإرضاء رئيس قائمته او زعيم كتلته النيابية.تشكيل الحكومة الحالية استغرق أكثر من ثمانية اشهر، لان الكتل النيابية كانت تبحث عن طريقة تضمن لها تقاسم المناصب الوزارية مع مراعاة ما يعرف بالتوازن وتمثيل المكونات، وبعد مفاوضات ماراثونية ولدت الكابينة الوزارية منقوصة، وحتى الان الجدل مستمر حول من يشغل منصبي وزارتي الدفاع والداخلية.لكل طرف مشارك في الحكومة نموذج لا يختلف عن صويلح شراد فهذه الماركة هي السائدة في السوق السياسية،لذلك استحقت هذه الماركة المنصب الوزاري بغض النظر عن المؤهلات والاداء،لانها مدعومة باغلبية برلمانية، ولذلك حرصت جميع الكتل النيابية بلا استثناء على الوقوف ضد استجواب او استدعاء وزرائها، لتؤكد حقيقة تعطيل الدور الرقابي البرلماني.ما يتردد حول إمكانية إجراء تعديل وزاري محدود في الحكومة الحالية، لا يثير قلق ومخاوف الوزير صويلح شراد لانه يعلم بان الحكومة الحالية توافقية، والتعديل المرتقب يعني الدخول في مارثون جديد يستغرق عدة أشهر للتوصل الى اتفاق بتغيير الوزير الفلاني واستبداله بآخر، لا يختلف عن صويلح بالمؤهلات والرغبة الحقيقية في خدمة ابناء الشعب، على الطريقة العراقية.أسهل الطرق في الوصول الى الوزارة يبدأ بالتقرب الى زعيم سياسي، والعمل على تسخير جهود ابناء العشيرة لدعمه في الانتخابات المقبلة، وبهذه الطريقة تتكون القاعدة الشعبية وتأخذ شكلا مناطقيا يدعي صويلح الحالم بالمنصب الوزاري بان قاعدته تجاوزت الاصطفافات الطائفية وتبنت المشروع الوطني، وبعد ظهور النتائج والدخول في المارثونات الطويلة تمنح المناصب الوزارية للماركات المسجلة باسم الكتل، ويندحر المشروع الوطني كغيره من المشاريع الاخرى المركونة او المعطلة بانتظار تحقيق التوافق بين القادة السياسيين.أخيرا انتبه السياسيون الى أهمية إجراء إصلاحات جذرية لضمان نجاح العملية السياسية، وهذه الدعوات جاءت متأخرة، والبعض يراها بأنها مجرد محاولات لكسب الوقت لترتيب أوضاع أحزاب متنفذة، لتحقيق مصالحها، وأول خطوة لتحقيق الإصلاح تبدأ بإبعاد صويلح شراد من منصبه ومنح حقيبته الوزارية الى شخصية معروفة بالكفاءة، جميع الاطراف المشاركة في الحكومة تعلم قبل غيرها أسباب تعثر الاداء الحكومي، لكنها ليست مستعدة للتخلي عن الوزير صويلح شراد.
نص ردن:"وزارة" صويلح شراد
نشر في: 31 يوليو, 2012: 09:03 م