عدنان حسين "تدريب إقليم كردستان للمسلحين وإرسالهم إلى سوريا أمر خطير وغير مقبول"، وهو "تدخل في شأن داخلي لدولة أخرى". "موقف حكومة إقليم كردستان مخالف لموقف الحكومة العراقية الذي يؤكد على ضرورة عدم التدخل في الشأن السوري". "هذا التدخل سيزيد حدة الأزمة ويزيد من وتيرة الاقتتال".
هذه المقتطفات مأخوذة من تصريح أدلى به النائب عن التحالف الوطني علي شبّر إلى "السومرية نيوز" ونشره عدد من الصحف. والسيد شبّر كما نعرف هو نائب عن المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم في البرلمان. ويبدو أن السيد شبّر لا يعرف، كما نعرف جميعاً، ان المجلس الأعلى قد تأسس في إيران العام، 1982 تحت اسم (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية)، من الفصائل الإسلامية (الشيعية) التي هاجرت إلى البلد الجار بسبب قمع نظام صدام مثلما هاجرت الفصائل الوطنية إلى سوريا ولبنان واليمن الجنوبي وأوروبا والجزائر وسواها.ولمعرفة السيد شبّر أيضاً فان المجلس تولى رئاسته في البداية آية الله محمود شاهرودي رئيس السلطة القضائية السابق في إيران (يقيم الآن في النجف لتهيئة نفسه لخلافة السيد علي السيستاني كما يقال). وزيادة في معرفة النائب شبّر فان المجلس الأعلى شكّل قوة مسلحة باسم "فيلق بدر" (سميت لاحقاً: منظمة بدر) بإشراف وتدريب وقيادة الجيش الثوري الإيراني، وكان أول قائد للفيلق ضابط إيراني اسمه إسماعيل دقائقي. واشترك الفيلق في القتال إلى جانب القوات الإيرانية ضد القوات العراقية حتى توقّف الحرب في 1988، وقتل قائده الأول في إحدى المعارك. وظل مقاتلو المجلس بعد ذلك ينطلقون من قواعدهم في الأراضي الإيرانية للهجوم على قوات نظام صدام، وخاصة في منطقة الأهوار.مرة أخرى لمعرفة السيد شبّر إن المجلس الأعلى كان له ممثلون ومقرات في سوريا، ومنذ 1991 كانت عناصر من المجلس تعبر من سوريا إلى كردستان العراق مثلما يعبر عناصر سائر قوى المعارضة العراقية. وإذا كان السيد شبّر لا يعرف بهذه المعلومات فليسأل السيد بيان جبر والسيد جابر الجابري، وسواهما.من حق السيد شبّر أن يصرح بما يشاء، ولكنه كنائب يتعيّن عليه أن يتجنب الوقوع في خطأ كبير وهو يتحدث بصفته العامة. مثلنا الشعبي يقول: "أقعد أعوج واحكي عدل"، لكن النائب شبّر الذي لا نعرف كيف كان قاعداً وهو يصرّح، إنما حكى أعوجَ. فإذا كان تدريب أكراد سوريين في اقليم كردستان "أمراً خطيراً وغير مقبول"، وهو "تدخل في شأن داخلي لدولة أخرى"، فعلى السيد شبّر والمجلس الأعلى ومنظمة بدر ودولة ايران والنظام السوري أن يقدموا اعتذاراً الى صدام حسين ونظامه، فما كان يفعله المجلس وفيلق بدر وإيران وسوريا هو أيضاً تدخل في شأن داخلي لدولة أخرى.. بمنطق السيد شبّر الأعوج. بل يجب أن يكون اعتذار السيد شبّر والمجلس الأعلى ومنظمة بدر وإيران وسوريا إلى صدام ونظامه شديد اللهجة لأن تدخلهم أدى إلى سقوط قتلى بين العسكريين العراقيين، بالمقارنة مع السوريين الكرد المتدربين في إقليم كردستان، فحتى الآن لم نسمع ان هؤلاء قد تورطوا في عمليات قتل داخل سوريا.. إنهم تدربوا في ما يبدو للدفاع عن أنفسهم إذا ما حدث وقرر النظام السوري ضرب مناطقهم كما يضرب سائر المناطق السورية بكل أنواع الأسلحة.
شناشيل:السيد شبّر..اعتذر لصدام إذن
نشر في: 31 يوليو, 2012: 09:41 م