علاء حسن في مثل هذا اليوم من العام 1990 بدأ رسميا صخام الوجه العراقي والتوجه بفضل القيادة الحكيمة نحو العصور الحجرية، يوم غزو الكويت بنظر خبراء السياسة الأجانب، وليس المحللين في مساطر الفضائيات، يعد بداية تدمير ما تبقى من الدولة العراقية وانهيار اقتصاد العراق وتدني المستوى المعيشي لشعبه،
وجاء في كتاب "المنازلة الكبرى" الصادر عن وزارة إعلام النظام السابق أن لا احد من المسؤولين العراقيين، وقتذاك يعلم بموعد الغزوة وتنفيذها باستثناء عدد من قادة الحرس الجمهوري، وهؤلاء كانوا لا يعرفون ساعة الصفر وتفاصيل واجباتهم، ومعلوماتهم تقتصر على تنفيذ الأوامر بعد وصولها إليهم بشكل مباشر من القائد العام للقوات المسلحة، في صبيحة 2 آب "هجم الويلاد " على الكويت التي كانت معروفة لدعمها للعراق في حربه ضد إيران، وسخرت وسائل إعلامها لتسليط الضوء على البطل التاريخي، وفي يوم الغزو استغرب كويتي كان يقضي إجازة الصيف في لندن من غزو بلاده "شلون يصير القزو وصدام حسين موجود" وكان ذلك الكويتي ضحية تأثير وسائل إعلام بلاده التي شنت في العام 1986 هجوما عنيفا على منتجي فيلم "أفضل دفاع" لان أحداثه كانت تصور بأسلوب كوميدي غزو العراق للكويت. بعد أيام قليلة من غزو الكويت فرضت العقوبات الاقتصادية على العراق، وخضع لطائلة البند السابع ومازال، احتلال الكويت قوبل بارتياح رافعي شعار تحرير فلسطين من دنس الغزاة الصهاينة، فخرجت تظاهرات تأييد في عمان وغزة ونواكشوط وصنعاء تعلن دعمها للقائد العروبي صاحب مبادرة توزيع الثروة النفطية بين الفقراء العرب، بعدما لعب بها حكام الكويت "شاطي باطي" فبددوا ثروة العرب على موائد القمار في عواصم الدول الأوربية، والمبادرة صدقها العرب، فعلقوا آمالهم على قائدهم الرمز ليمنحهم المجد في زمن النكوص والتخاذل العربي.شاركت دول عربية في طرد القوات العراقية من الكويت، بعد أن فشلت جهود الوساطة والتوسلات بالانسحاب، لكن القيادة المعروفة بالعناد أبت الاستجابة للمناشدات الدولية، وفضلت الخروج من الكويت ببساطيل العرب وطائرات الولايات المتحدة.غزوة 2 آب ليس من المستبعد ان يعيد استنساخها سياسي او مسؤول ارعن، ولاسيما ان البلاد تعيش أزمة مستعصية، والاستنساخ هذه المرة يتجه شمالا وليس جنوبا، كما أعلن ذلك نائب عن دولة القانون كان مستشارا لرئيس الحكومة، المعروف بنظرته الثاقبة للأشياء وحكمته الاستشرافية وهجومه المستمر على إقليم كردستان، وهذا النائب وزميله الآخر الذي أعلن أن الطائرات الإسرائيلية حطت في مطار أربيل لنقل الأسلحة للمعارضين السوريين، وثالث يطل على الفضائيات بعنوان محلل سياسي وتارة قيادي في دولة القانون ومقرب من رئيس الحكومة، هؤلاء الثلاثة وغيرهم، لهم الدور الفاعل في خلق رعونة السياسي والمسؤول، ونزعتهم العدائية ضد الآخرين حجبت عنهم رؤية الأشياء بوضوح، وأصواتهم تنادي دائما الى القيام بصولة او غزوة جديدة لضمان استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق بعد "القزو".
نص ردن: غــــــزوة 2 آب
نشر في: 1 أغسطس, 2012: 11:02 م