TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : غضبة الجعفري

سلاما ياعراق : غضبة الجعفري

نشر في: 3 أغسطس, 2012: 08:55 م

 هاشم العقابيالشتم لغة، يعني قبيح الكلام كما جاء في لسان العرب لابن منظور. ومن يكثر من الشتم يسمى عند العرب شتّام وشتيم وشتّامة، والتي تعني عندهم قبيح الوجه. يقولون عن الحمار القبيح والكريه الوجه بأنه "حمار شتيم".
أما الشتم كسلوك فهو دليل أو عرض نفسي من أعراض الشخصية المعطوبة بأمراض الحقد والعصبية والفسق. جاء في الحديث النبوي "سباب المسلم فسوق". وإن كنا قد نجد عذرا للجاهل الضعيف إن لاذ بالشتم لغة أو سلوكا، فمن الصعب أن نلتمس سببا منطقيا للسياسي حين يلوذ به. هكذا أخذتني الحيرة حين سمعت بالنائب احمد العلواني قد شتم السيد حسن نصر الله واصفا إياه بالكذّاب. لم اسمع ولم اقرأ حكاية حتى لو كانت خيالية عن فائدة سياسية أو اجتماعية واحدة عادت على شخص أو امة لانتهاجها الشتم أسلوبا لإيصال الرأي أو تحقيق الأهداف. لذا لم يترك لي العلواني إلا أن أقف مع رئيس التحالف الوطني السيد إبراهيم الجعفري حين طالب العلواني بالاعتذار. وان كان العلواني يتذرع بان ما قاله يعبر عن رأيه الشخصي فهو مخطئ لان النائب شخصية سياسية تتسلم مصدر عيشها من المال العام. ومن يعش على المال العام ليس حرا في أن يقول ما يحلو له  كما يفعل الذي يعيش على الخاص منه. اليريد شي يعوف شي.أما السيد الجعفري الذي أوضحت أني معه في مطالبته للعلواني بالاعتذار، إلا انه حيرني مثلما حيرني العلواني. لا استكثر على الرجل غضبته لكن الغضبات، كما تعلمون، أنواع. فمنها غضبة لوجه الوطن وأخرى للطائفة. والفرق كبير بين الغضبتين.لقد تزامن شتم السيد نصر الله تقريبا مع مذبحة ساحة الأندلس التي نفذها الإرهابيون باحتراف واستهانة كبيرين بقوى الأمن والحكومة والدولة كلها. وكان اقتحام دائرة الجرائم الكبرى والسيطرة عليها من قبل أربعة إرهابيين فقط، رسالة واضحة حتى لمن لا يجيد القراءة والكتابة. رسالة تقول انه ليست هناك دولة بالعراق. وهل هي دولة حقا تلك التي يهجم المجرمون فيها على دائرة مكافحة الجرائم؟!إنها اهانة للعراق ولدماء العراقيين جميعا. فلماذا بلعها رئيس تحالف خرج من صلبه من يمسك الملف الأمني بيديه ويدعي دائما بأنه حامي الحمى ولولاه لضاع العراق؟ فيا أبا احمد الجعفري، الذي اهتزت غيرتك حين شتم نائب سني سيدا شيعيا، لا أقول أنك غير محق، لكني أسألك: أين هي غضبتك وغيرتك وأنت ترى الإرهابيين يتحكمون بمصير الوطن وحياة الشعب ولم تطلب من وزير الداخلية أن يعتذر على الملأ مثلما نفذ الإرهابيون جريمتهم على الملأ؟هل انتم أم غيركم أيها التحالف الوطني، وأنت رئيسه، من اختار رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، والأمن، والداخلية، والمخابرات .. الخ، لمنصبه؟ كم من الأرواح زهقت، ومن الأجساد عُوقت، ومن النساء ترملت، ومن البنات تيتمت، ومن الأحلام قبرت، ومن الأصوات كممت، خلال فترة من انتم وحدكم راضون عنه؟ أما آن الأوان أن تغضب وتقول له كفى؟أناشدك، ولو ليلة واحدة، أن تقف عند مفترق الطرقات لترى الشحاذين من الشيوخ والنساء والأطفال. وان تجلس ساعة واحدة في بيت من بيوت التنك. وان تجلس نصف ساعة على حافة المستنقعات في حي التراث أو أي مستنقع تختاره. ثم عد إلى دائرة الجرائم التي اخترقت وهناك صلي صلاتك وتناول إفطارك. وحين تنتهي اسأل نفسك بصدق: هل أن شتم  العلواني للسيد نصر الله فعلا اشد وقعا على نفسك مما عشته أو رأيته؟وأخيرا، هل وحده العلواني يجب عليه الاعتذار، أم أنك أيضا عليك أن تجمع أوراقك وتعتذر؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram