اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مسؤولون يحققون أرباحاً خيالية من معامل بدائية!

مسؤولون يحققون أرباحاً خيالية من معامل بدائية!

نشر في: 3 أغسطس, 2012: 09:23 م

 بغداد/ إيناس طارق.. عدسة/ محمود رؤوفسحابة من الدخان المتصاعد من عوادم السيارات جنبا إلى جنب مع الغبار المشبع برائحة كريهة، أحيانا رائحة البنزين وأحيانا أخرى حرق النفايات بشكل عشوائي، ينضم إليها الماء الملوث لتشكل ثلاثيا قاتلا للعراقيين في هذا الصيف اللاهب.
 قناني مياه معبأة من  صنابير مياه الإسالة مغلفة بليبلات ملونة ومطبوعة في أزقة مطابع منطقة البتاوين وما لا نعرفه، حكايات  عجيبة غريبة تحدث أمام كل مسؤول ومواطن ، ولا تعلم أسباب السكوت ،هل هي عملا  بالمثل القائل "السكوت من ذهب"؟ أسباب قادتنا للبحث عن  تلوث الماء في العراق.rnالماء ملوث لقدم الشبكةيقول سلام منصور دكتوراه في التلوث  البيئي - الجامعة المستنصرية لـ(المدى): قِدَم الشبكات الناقلة لمياه الشرب في العراق ،التي تحتاج الى ثورة تغيير من الاساس وبشكل كامل لان  التصميم الأساسي يعتمد نظام التصميم الجانبي،  في حين انه يجب أن يكون شبكيا والذي لا توجد فيه أي نهايات، وإذا استسلمنا لهذا الأمر الواقع نجد بان شبكات نقل المياه الصالحة للشرب (إن كانت صالحة) والمنقولة، من مشاريع التصفية الى المناطق المختلفة قد تعرضت إما للتلف أو التكسر بسبب نفاد عمرها التصميمي الذي تجاوز في بعض مناطق بغداد الخمسين عاما أو انها تعرضت للتلف بسبب الأعمال الإنشائية الأخرى كمد كيبلات الهاتف والكهرباء والاتصالات وأنابيب مياه الصرف الصحي (المجاري)، التي أصبحت رفيقا دائما لمياه الشرب المستخدمة من قبل المواطن، لذلك نجد بان التكسرات الناجمة عن الأسباب التي ذكرناها أعلاه تسببت في تلوث مياه الشرب المنقولة بواسطة الأنابيب المخصصة لهذا الغرض، ونجد أن الكثير من مناطق بغداد وخاصة أطرافها تأخذ مياهاً ملوثة.rnالماء الصافيوالصرف الصحيالمواطنون عبروا عن رأيهم بخصوص استخدام مياه القناني بالقول  بأنه استنزاف مبطن لأموالهم، واعتبروا أن مشكلة تلوث مياه الشرب عولجت بواسطة قنانٍ مختلفة الأشكال والأنواع، لكنهم مضطرون إلى اللجوء إليها لسد عطش أفواههم وإرواء أجسادهم .حيدر كريم، صاحب محل لبيع المواد الغذائية  يقول : انفق يومياً ما مقداره خمسة آلاف دينار لشراء علب المياه المعقمة لأطفالي فقط ،فلا يمكن الاطمئنان وتسليمهم إلى المرض بسهولة لكون الامراض منتشرة بشكل مخيف وقبل شهر اصيبت عائلتي، واحدا تلو الاخر، بمرض التيفوئيد والاطباء اكدوا ان اصابتهم كانت بسبب شرب مياه الاسالة فما العمل وانا ليس بمقدروي توفير المال الكافي لشراء الماء لعائلة متكونة من 8 افراد لكن ما باليد حيلة، واضاف كريم:  منطقة حي الشهداء لا تختلف عن بقية مناطق بغداد بقدم أنابيب توصل مياه الإسالة فحي الإعلام يعاني ذلك أيضا وقبل مدة قصيرة امتزج الماء الصافي إن كان صافيا مع مياه الصرف الصحي وبعد إخبار بلدية قاطع الرشيد التي عالجت الموضوع بمدة زمنية قياسية، أسبوع تقريبا، فهل يمكن الاطمئنان على صحتنا .البكتريا والطفيلياتبينما علقت خيرية علي موظفة وتسكن منطقة علاوي الحلة قائلة :لا يملك جميع المواطنين  المال الذي يمكنهم من  شراء قناني المياه المعدنية او شراء فلاتر لتصفية مياه الإسالة لذا فان الذي لا يملك الاثنين فلا طريق له  بكل الأحوال إلا شرب  المياه غير المعقمة فالبكتيريا والطفيليات تبقى ضيفا عزيزا على صحة المواطن المغلوب على أمره. أما عبد الله كاطع من سكنة منطقة البتاوين فيقول: لماذا نستغرب من  انتشار معامل بيع المياه المعدنية في جميع أنحاء العاصمة ولا يكاد شارع او محلة يخلو/ تخلو من محل صغير علقت على واجهته يافطة معمل ملاءة وبيع قناني المياه المعدنية ،والحقيقة ان البعض منها غير خاضع للشروط الصحية و نحن واثقون ان القناني تملأ بالمياه العادية من دون غسلها او تعقيمها والمتضرر هو المواطن العراقي .غلق المعامل مؤقتا تجارة ازدهرت ببيع هذا النوع من القناني  خاصة في تقاطعات المرور والمحال التجارية، غير أن هذا لم يحل مشكلة تلوث المياه ما دام بإمكان أي شخص أن يفتح معملاً لإنتاج وبيع المياه، بعيداً عن الضوابط والمواصفات الصحية وخاصة في المناطق البعيدة والتي تكون غير خاضعة لأي نوع من الرقابة من اي جهة حكومية ، وإغلاق معامل في منطقة الحسينية والعبيدي ومدينة الصدر والأمين الثانية وحي الرشاد  والمشتل والمنصور من قبل الأجهزة الأمنية خير دليل على أن البعض من المعامل تنتج الماء الملوث وليس النقي ،لكن هذه المعامل تفتح بعد إغلاقها بأيام!rnالخلاف على المالكشف المستور وأكد مصدر من مديرية الجريمة الاقتصادية في تصريح لـ(المدى) قائلا: هناك معامل أهلية غير خاضعة للضوابط الصحية تقوم بملء القناني بمياه الحنفية وإعادة بيعها من دون غسلها وتعقيمها، فضلا عما تفرزه الآلات المستخدمة من مواد تترسب مع المياه، وأضاف المصدر انه نتيجة لغياب الرقابة الصحية، استغل البعض من ضعاف النفوس والحالمين بالربح السريع على حساب حياة المواطنين الفرصة فانشأوا معامل خاصة بتنقية مياه ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram