عدنان حسينالقرار الذي اتخذه مجلس النواب يوم الأربعاء ونجم عنه قانون جديد سيئ لانتخابات مجالس المحافظات، يمكن أن يُصبح في خبر كان اذا ما بادرت مجموعة من المواطنين الشجعان لرفع شكوى الى المحكمة الاتحادية تطعن في القانون بوصفه يتعارض مع مبادئ الدستور وأحكامه، ولكن ما لا يمكن أن ينساه أحد من الواعين في هذا الشعب هو موقف النواب الكرد خصوصاً.
وموقف ممثلي الكرد في البرلمان الاتحادي مخيب للآمال على نحو موجع للغاية، بل يمثل طعنة غائرة في جسد الحركة الديمقراطية العراقية، قوى وشخصيات وجمهوراً، التي كانت على الدوام النصير الوحيد للحركة التحررية الكردية.نعم لقد خذلتمونا خذلاناً شديداً وكبيراً أيها النواب الكرد بسماحكم لهذا القانون العار بالمرور في قبة البرلمان برضاكم وقبولكم. ومتى؟ في عزّ الحرب الضروس التي تُخاض ضدكم ومن أجل الانتقاص من حقوقكم، وهي حرب تنادى إليها وتألّب فيها كل القوى الشريكة لكم في الحكومة والبرلمان الاتحاديين، "حلفائكم" في العملية السياسية ، ولم يرابط في الساحة الى جانبكم غيرنا .. نعم نحن ديمقراطيي العراق وحدنا نقف معكم بصدور مكشوفة. فأي كلمة شكر وأي عبارة تقدير وأي موقف تضامن قابلتم به موقفنا بسلوككم المنافي للديمقراطية داخل قبة البرلمان يوم الأربعاء؟كيف لكم أن تقنعونا وتقنعوا غيرنا بعد اليوم بأنكم تريدون بناء نظام ديمقراطي في العراق يكون الضمانة لاستمرار فيدراليتكم وتطورها وللتمتع بحقوقكم والاحتفاظ بمكاسبكم ؟ كيف لكم أن تقنعونا وتقنعوا غيرنا بأنكم مناهضون أشداء للدكتاتورية وللنزعات الدكتاتورية المتجلية في تصرفات بعض من في يده السلطة في بغداد اليوم؟ كيف سنطمئن الى أنكم حلفاؤنا الموثوق بهم والمعوّل عليهم في كفاحنا للتصدي لهذه النزعات؟نحن نفهم لماذا صوتت القوى الكبرى لصالح القانون غير الديمقراطي.. ببساطة لأنها قوى غير ديمقراطية .. وتستوي في هذا القائمة العراقية والتحالف الوطني بمكوناتهما المختلفة ( نميز بعض الشخصيات الديمقراطية المعروفة، وهي بأسف شديد قليلة) .. هذه القوى مع هذا القانون من أجل فرض سطوتها وسيطرتها طمعاً في احتكار السلطة والنفوذ والمال.. كلٌ يسعى إلى أكبر قطعة من الكيكة الدسمة. ولكن ما بالكم أيها الكرد تسيرون في ركابهم؟ ألا تعلمون ان القانون بصيغته القديمة التي أعدتم إجازتها يحول دون دخول أنصاركم الديمقراطيين الى البرلمان، بل ويمنح أصوات ناخبيهم إلى من لديكم مشاكل معهم الآن ؟ ألم تدركوا ان كل ما تعانونه اليوم سيبقى على حاله، بل قد يتضاعف مع هذا القانون؟ماذا حلّ بكم؟ وما الذي غيّب الوعي عن عقلائكم يوم الأربعاء اللعين؟ كيف تأتّى لكم أن تفعلوا هذا بنا؟لن نسامحكم أبداً عن هذا الخطأ الشنيع حتى تعودوا عنه وتعتذروا ألينا وتعملوا على إلغاء القانون بنصرة ودعم النواب والمواطنين الشجعان الذي سيرفعون دعوى الى المحكمة ضد قراركم المخالف لأحكام الدستور.سنراقب ونرى ما الذي ستفعلونه.. وسيكون لكل حادث حديث.
شناشيل: أيها الكرد.. لِمَ تخذلوننا !؟
نشر في: 3 أغسطس, 2012: 10:02 م