اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ضحايا جشع الأطباء وغياب الرقابة الحكومية يرفعون صوتهم

ضحايا جشع الأطباء وغياب الرقابة الحكومية يرفعون صوتهم

نشر في: 5 أغسطس, 2012: 05:39 م

 بغداد/ إيناس طارق عدسة/ محمود رؤوفجس نبض حالة التردي والإهمال في مؤسساتنا الصحية والكشف عن المسببات باتا أمراً ضروريا،  ويمكن أن تكتشف ذلك ببساطة شديدة جدا..  تخيل أو تصور  أن لديك مريضا في البيت، والوقت متأخر، ماذا ستفعل؟  ستتصل بالإسعاف الفوري أولاً،
وحتى إن اتصلت فلن يرد عليك أحد، وإن تصادف وردّ عليك أحد رجال الإسعاف الفوري، سوف يعجز عن الوصول إلى عنوان بيتك لكثرة السيطرات وغلق معظم المنافذ المؤدية لأغلب الشوارع والفروع الداخلية .إذن عليك نقل المريض بسيارتك أو الاستعانة بصديق يساعدك في الذهاب إلى اقرب مستشفى، وهناك سوف تكتشف لحظة وصولك، أن الوضع الصحي وما آلت إليه مؤسساتنا الصحية من تردي وصل إلى درجة الإنهيار ، مستشفيات عامة لا تملك أغطية لنزلائها، مرافق منهارة ودورات مياه لا تستطيع أن تدخلها من الأوساخ والروائح النتنة،  تذهب  إلى طبيب في مستشفى عام ، يكشف عليك وينصحك بزيارته في عيادته الخاصة ليظل المواطن المريض بين أوساخ المستشفيات العامة وغلاء  العيادات والأدوية المنتهية الصلاحية وان لم تكن منتهية فهي غالية الثمن ، هكذا وجد المواطن العراقي نفسه يفقد الثقة في كل ما يتعلق بالصحة ويهجرها إلى مستشفيات الأردن وإيران والهند على حساب لقمة عائلته، هذه حقيقة مرة المذاق: أن يريد المريض الدواء فلا يمكن شراؤه لعلاج نفسه أو أفراد عائلته .أدوية وماركاتفي  تحقيقنا هذا سوف نركز على انتشار الأدوية المنتهية الصلاحية والغالية الثمن فقبل عدة أيام تعرضت إحدى الزميلات الى حالة  مرضية تطلبت منها الذهاب إلى طبيبة خارجية مختصة، بسبب إصابتها بنزف شديد جعلها تفقد الجنين في أشهره الأولى، بعد أن أكدت لها الطبيبة - التي تتطلب رؤيتها لإجراء الفحص - الحجز في الساعة الرابعة صباحا (نعم الرابعة صباحا) فالسكرتيرة لا تقبل الحجوزات إلا في هذه الساعة وحسب تعليمات الطبيبة، إذن مسألة العودة إلى الطبيبة بعد شراء الدواء سوف تكون صعبة، رحلت الزميلة تشتري الدواء الذي يجب أن يكون  سعره 350 ألف دينار حسب تعليمات الدكتورة، وان يشترى فقط من صيدلية تقع في منطقة الحارثية وإلا لن تتحمل أي مسؤولية في فشل العلاج! المريضة لم تكن تعرف أن الدواء له مناشئ عديدة وشركات مقلدة تنتجه ، اشترته بسعر 150 ألف دينار فقط ، لكن الزميلة كانت تتألم واستعجالها في تناول الدواء وعدم الانصياع إلى أوامر الطبيبة، بل الانسياق  لكلام  احد الأقارب بشراء النوعية المقلدة، وعملا بالمثل "هو الدواء نفس الدواء"... كل هذه الأمور جعلتها تفقد الجنين وتخضع لعملية إجهاض وتنفق 850 ألف دينار على العملية وشراء الدواء .صيدليات الأرصفةأدوية تنتشر على الأرصفة وفي بعض المحال التجارية دون رقيب أو حتى محاسبة ضمير.. مواطن يفتقر الى الوعي الصحي. لا اهتمام من وزارة داخلية أو محاسبة من وزارة الصحة، فمن يهرب الأدوية؟!  العلم عند الله! الأمر يمتد ليشمل الصيدليات الأهلية التي أصبحت سكينا يذبح المواطن الغني والفقير، فالأسعار نار ومن يمرض عليه أن يبيع قطعة ذهب أو شيء ثمين لشراء الدواء، ومن كان يملك المال فهو محظوظ لأنه يستطيع السفر والحصول على العلاج وهو مطمئن على حياته والعودة سالما .في عيادة احد الأطباء في منطقة الحارثية حقيقة وليس قصة من نسج الخيال.. طبيب متخصص بعلاج المفاصل يوصف الدواء من صيدلية واحدة فقط تقع في منطقة الكرادة سعر الدواء 300 ألف دينار، عبارة عن 10 كبسولات وعلبتين من المسكنات، هذه الوصفة السحرية تكررت لعدد غير قليل من المرضى ويجب الرجوع إليه ليرى أن الدواء قد تم صرفه من الصيدلية الصديقة، الحقيقة التي استطعنا الحصول عليها أن دواء هذه الصيدلية يعتبر من مناشئ ايطالية وأمريكية وعلاجها واحد ، في حين أننا أخذنا الوصفة إلى صيدلية في منطقة الحارثية فوجدنا سعر الدواء لا يتعدى 100 ألف دينار! عجيب غريب ما يحدث.. المرض نقمة والتجارة نعمة! انتهاء الصلاحيةامرأة  تندب حظها على ابنها الوحيد الذي  أدخلته احد المستشفيات الحكومية لأنه يشتكي من التهاب الأمعاء الحاد، أو هكذا شخّص لها الطبيب الخفر، لكن عليها الانتظار حتى الصباح، لان الدواء  المسكن غير موجود  وبكل الأحوال عليها شراؤه من الصيدليات الخارجية، وقفت الام تندب حظها العاثر أمام الطبيب الخفر قائلة " لو كان عندي فلوس جان جبته للحكومة، المرأة تحمل ابنها بين ذراعيها ومع تباشير الفجر ذهبت به إلى عيادة خاصة،  دفعت "الكشفية" البالغة 20 ألف دينار استدانتها من الجيران ليكشف الطبيب على ابنها ، خرجت  لشراء الأدوية وجدتها غالية الثمن، اشترت المقلد منها ، فبدلا من صنع في ألمانيا، اشترت صنع في مصر ، والفرق بينهم 15 ألف دينار فقط تجاوز الأسبوع ولم تتحسن حالة الطفل ، ومع بداية الأسبوع الثاني تأزمت حالته حتى انه لم يتوقف عن البكاء،  التقط زوجها علب الأدوية وقرأ معلوماتها، كانت كلها منتهية الصلاحية .أدوية فاسدةظلت قضية الأدوية الفاسدة محل جدل وتنازع وتقاضٍ.. ووحده الم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram