علاء حسن في الأيام القليلة الماضية تقصدت وسائل إعلام سعودية وإيرانية الترويج لشائعة وفاة العاهل السعودي والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ، الشائعات أثارت ردود أفعال متباينة لدى القوى السياسية العراقية عكست بشكل واضح مثل عين الديج أن الارتباط بالرياض وطهران تتقاسمه بالتساوي الأطرا ف المشاركة في الحكومة.
العراقيون لا يتمنون الموت لأي زعيم أو مسؤول عربي أو إيراني ، ولكنهم وبعد أن يأخذ الله أمانته، سيواجهون صعوبات كثيرة ترتبط بتراجع الأداء الحكومي ، فكبار المسؤولين سيتوجهون إلى إيران لتقديم التعزية ، وربما يدخلون في مفاوضات لإقناع رجال طهران بدفن الراحل في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف ، أما في الجانب السعودي فان مراسيم الدفن والصلاة على الراحل لا تتجاوز ثلاث ساعات ، ثم يعلن الحداد ، ويفقد الجمهور فرصة متابعة المسلسلات الرمضانية . نحمد الله ونشكره أن الأخبار كانت كاذبة ، ويا طويل العمر ، ويامولاي ، لكما تحية من العراقيين وتمنيات بدوام العز والمجد والشموخ ومواصلة المسيرة على طريق النضال لتحقيق الرفاهية لشعوب المنطقة ، والعرب من عادتهم في حال فقدان الأحبة المشاركة في صلاة الجنازة ومراسيم التشييع ، والجنّازة واحدهم جنّاز يعرف بوضع النقاب على وجهه ، وهو على أتم الاستعداد ليكون مع الدفانة لتوسيع اللحد وبين آونة وأخرى يطلق الصرخات والعويل ، ويشج النساء على رثاء الفقيد :" ياملج الموت سو للزين جرباية " ياملك الموت اصنع لزين الرجال سريرا يليق بمكانته .لعن الله من كان وراء بث تلك الشائعات ، فقبل تكذيبها رسميا دخل مسؤولون وسياسيون في حالة الإنذار القصوى ، فأبدى بعضهم رغبته في التوجه إلى معبر المنذرية الحدودي ليطلق صرخات الرثاء للتعبير عن حزنه العميق ، وكذلك الأمر في معبر عرعر الحدودي مع السعودية ، وعلاقة معظم المسؤولين بطهران والرياض متينة وفي بعض الأحيان توصف بأنها إستراتيجية ، وهذه الصفة تعد عاملا مهما في أن يتخلى عن ربطة عنقه وبدلته ويرتدي الدشداشة والشروال ليحفر قبرا لعزيز قلبه . الجهات التي تقف وراء بث مثل هذه الشائعات تهدف إلى سرقة فرحة الشعوب بوجود رموزها بإعلان موتهم القسري ، وهي تتحمل مسؤولية تضليلهم والتلاعب بمشاعرهم قبل أن يتوجه عزرائيل وبموجب أوامر عليا بقبض أرواح عباد الله ، وهذا النوع من الموت السائد في العراق منذ مطلع عقد الثمانينات وحتى الآن وهذا النوع من الموت بوصفه ارضيا وليس سماويا لايندرج ضمن الوضع الطبيعي لقبض الأرواح ، وربما لهذا السبب اعترض احدهم مستغربا:" شلون تموت جارك وانت موصي بسابع جار " عندما فارق جار الله الحياة بحادث مروري. العراقي غير مستعد إطلاقا لتحمل هموم جديدة من وراء بث الشائعات ، فهو من طبعه أن يتعاطف ويتضامن مع القوى السياسية المحتفظة بعلاقاتها الجيدة مع دول الجوار ، وهو على استعداد أيضا أن يكون ضمن المسؤولين الدفانة والتوجه نحو المراكز الحدودية سواء في المنذرية أو عرعر.
نص ردن:مسؤولون دفانة
نشر في: 5 أغسطس, 2012: 08:38 م