TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:مسؤولون دفانة

نص ردن:مسؤولون دفانة

نشر في: 5 أغسطس, 2012: 08:38 م

 علاء حسن في الأيام  القليلة الماضية تقصدت وسائل إعلام سعودية وإيرانية الترويج لشائعة وفاة  العاهل السعودي والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ، الشائعات أثارت ردود أفعال متباينة لدى  القوى السياسية  العراقية عكست بشكل واضح مثل عين الديج أن  الارتباط بالرياض  وطهران تتقاسمه بالتساوي الأطرا ف المشاركة في الحكومة.
 العراقيون  لا يتمنون الموت لأي زعيم أو مسؤول عربي أو إيراني ، ولكنهم   وبعد أن يأخذ الله أمانته،  سيواجهون صعوبات كثيرة  ترتبط بتراجع الأداء الحكومي ،  فكبار المسؤولين سيتوجهون إلى إيران لتقديم التعزية ، وربما يدخلون في مفاوضات لإقناع رجال طهران بدفن  الراحل في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف ،  أما في الجانب السعودي فان مراسيم الدفن والصلاة على الراحل  لا تتجاوز ثلاث ساعات ، ثم يعلن الحداد ،  ويفقد  الجمهور فرصة متابعة المسلسلات الرمضانية . نحمد الله ونشكره أن  الأخبار كانت كاذبة ، ويا طويل العمر ، ويامولاي ،  لكما تحية من العراقيين وتمنيات بدوام العز والمجد والشموخ  ومواصلة المسيرة على طريق النضال لتحقيق  الرفاهية لشعوب المنطقة ،  والعرب  من عادتهم في حال فقدان الأحبة المشاركة في  صلاة الجنازة ومراسيم التشييع ،   والجنّازة واحدهم جنّاز  يعرف بوضع النقاب على وجهه  ، وهو على أتم الاستعداد ليكون مع الدفانة لتوسيع اللحد وبين آونة وأخرى يطلق الصرخات والعويل ، ويشج النساء على رثاء الفقيد :" ياملج الموت سو للزين جرباية " ياملك الموت  اصنع لزين الرجال سريرا يليق بمكانته .لعن الله من كان وراء  بث تلك الشائعات ،  فقبل تكذيبها رسميا دخل مسؤولون وسياسيون في حالة الإنذار القصوى ، فأبدى بعضهم رغبته  في التوجه إلى معبر المنذرية  الحدودي ليطلق صرخات الرثاء للتعبير عن حزنه العميق  ، وكذلك الأمر في معبر عرعر الحدودي مع السعودية ، وعلاقة  معظم المسؤولين بطهران والرياض متينة وفي بعض الأحيان توصف بأنها إستراتيجية ، وهذه الصفة  تعد عاملا مهما في أن يتخلى  عن ربطة عنقه وبدلته ويرتدي  الدشداشة والشروال ليحفر قبرا  لعزيز قلبه . الجهات التي تقف وراء بث مثل هذه الشائعات تهدف إلى سرقة فرحة الشعوب بوجود رموزها  بإعلان موتهم القسري  ، وهي تتحمل مسؤولية تضليلهم والتلاعب بمشاعرهم   قبل  أن يتوجه عزرائيل وبموجب أوامر عليا بقبض أرواح عباد الله  ، وهذا النوع من الموت  السائد في العراق  منذ مطلع عقد الثمانينات وحتى الآن  وهذا النوع من الموت بوصفه ارضيا وليس  سماويا  لايندرج  ضمن  الوضع الطبيعي لقبض الأرواح  ، وربما لهذا السبب اعترض احدهم مستغربا:" شلون تموت جارك وانت موصي بسابع جار " عندما  فارق جار الله الحياة بحادث مروري. العراقي غير مستعد إطلاقا لتحمل هموم جديدة من وراء بث الشائعات ، فهو من طبعه أن يتعاطف  ويتضامن مع القوى السياسية المحتفظة بعلاقاتها الجيدة مع دول الجوار ، وهو على  استعداد أيضا أن يكون ضمن المسؤولين  الدفانة  والتوجه نحو المراكز الحدودية سواء في  المنذرية أو عرعر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram