عباس الغالبي ما زالت أجور الطيران مرتفعة بالقياس إلى دول الجوار الإقليمي وبلدان العالم الأخرى، ويعزو المتخصصون هذا الارتفاع إلى ارتفاع تكاليف شركات التأمين على الحياة والتي تتعامل مع المعايير العالمية للطيران، والتي تعتبر العراق من المناطق الساخنة غير الآمنة.
وفي نظرة متمعنة لحركة المطارات العراقية كافة لم تتعرض إلى أحداث أمنية من شأنها أن توصف غير آمنة، وتحدث عراقيل في حركة الطيران بينها وبين مطارات العالم الأخرى، فلم يغدُ هذا التبرير واقعياً ، بل إن هذه النظرة لا تمت للواقع بصلة، ذلك أن المعايير التي تستند إليها شركات التأمين على الحياة غير موجودة، ولا يمكن أن يبقى المستهلك هو من يتحمل وزر ارتفاع تكاليف الطيران والتي تصل بعضها إلى أضعاف أسعارها في بلدان أخرى مجاورة.وإزاء ذلك فإن وزارة النقل كجهة حكومية تقف مكتوفة الأيدي، ولم نلمس عملاً جدياً بهذا الاتجاه، حيث يتطلب الأمر تدخلها والتفاوض مع شركات التأمين وشركات النقل الجوية الخاصة على إعادة النظر بمنظومة الأسعار الحالية والتي تعد عبئاً ثقيلاً على المستهلك ولاسيما ذوي الدخول المتوسطة والضعيفة ، كما لا بد من جهد دبلوماسي مواز لجهد وزارة النقل لتحسين صورة المطارات الأمنية والاستقرار الذي تشهده خاصة بعد تكثيف رحلات الطيران بين العراق وبلدان العالم كافة ، وعدم تسجيل أي حادث يذكر على مدى السنين الثمان الماضية، وهي فترة كافية لتقييم الوضع الأمني للمطارات العاملة في العراق .ولكن هذا السكوت من الحكومة واللامبالاة اتجاه هذا الموضوع الذي أصبح ظاهرة لافتة للنظر في بلد مثل العراق يتطلع الى إعادة الجسور الجوية مع العالم الآخر، مع الإشارة الى ان العراق يعد أيضاً سوقاً واعدة للاستثمار الأجنبي والذي يتطلب وجود انسيابية في حركة المطارات والنقل الجوي تعد من أهم عناصر وسمات نجاح الاستثمار ، حيث نرى أن تضطلع الحكومة بمؤسساتها التنفيذية والقطاعية مع جهد مشترك للقطاع الخاص ممثلاً بشركات الطيران المحلية والأجنبية الأخرى العاملة في العراق لرفع الهاجس الأمني امام الجهات التي مازالت ترى العراق بؤرة للعنف ، وهي مهمة مشتركة يفترض أن تتكامل باتجاه تذليل العقبات أمام منظومة أسعار الطيران التي استمرت طيلة هذه الفترة مرتفعة من دون أدنى مراجعة او تعديل تحت هذه المبررات التي أصبحت حالياً وبعد انقضاء هذه الفترة الطويلة غير واقعية بالمرة .ومن الطبيعي أن تؤثر أسعار الطيران المرتفعة في منظومة الأسعار للسلع والبضائع المستوردة وبالمحصلة النهائية على المشهد الاقتصادي برمته، ما يتطلب مراجعة جدية لأسبابها ووضع العلاجات الناجعة لها على المستويات كافة وبشكل يضمن خفض هذه الأسعار في وقت فيه تتنافس شركات الطيران على تنظيم رحلات مكثفة للعراق وبشكل متصاعد ومتنامي.
اقتصاديات :أجور الطيران
نشر في: 6 أغسطس, 2012: 07:10 م