علاء حسن الرئيس المصري ظهر يوم الجمعة الماضي وعبر وسائل إعلام بلاده بصورة أخرى يقف وراءها مستشارون يعرفون شغلتهم بشكل صحيح الرئيس ألقى خطابا وخلفه عشرات السياح الأجانب من جنسيات مختلفة ، وألقى كلمة باللغة الانكليزية ليؤكد للمجتمع الدولي أن مصر لن تكون منغلقة ،
وستسعى لتطوير قطاع السياحة بتشجيع الأجانب على زياراتها في أجواء أمنية مستقرة ، ولا خوف عليهم من تهديدات المتشددين والساعين إلى قطع شريان مهم في الاقتصاد المصري.صورة مرسي ، كانت نسخة مصرية لصور أميركية ، فرؤساء الولايات المتحدة وخصوصا قبل وبعد شن الحرب على العراق ظهروا بين جنودهم من الجنسين والابتسامات العريضة مرتسمة على الوجوه ـ لإعطاء إيحاء الى الرأي العام بان الرئيس يستمد القوة من الأمة الأميركية ، وقوات بلاده تحارب من اجل تحقيق الديمقراطية في جميع العالم وسلاحها ليس للدمار الشامل ولكن للقضاء على كل الأنظمة الديكتاتورية في العالم ، الصورة هي التي تعكس هذا التوجه وربما يكون الواقع خلاف ذلك . الإعلام العربي الرسمي وخاصة العراقي لم يلتفت بعد الى أهمية تسويق الصورة، فالرئيس يخطب في مكان مخصص له في أستوديو التلفزيون الرسمي او في مكان داخل القصر الجمهوري أو الملكي ، وأمام الكاميرات العلم والشعار والرئيس يلقي خطابه :" اطلق لها السيف لا خوف ولا وجل ، اطلق لها السيف وليشهد لها زحل " وتنتهي الخطبة وبعد اقل من شهرين يختفي الرئيس ثم ينتهي الفصل الاخير من مهزلة استمرت عشرات السنين .في زمن النظام السابق واثناء زيارة احدى قرى محافظة صلاح الدين بعد ايام من اعدام احد ابنائها بتهمة التآمر ، قام الرئيس بأداء رقصة الجوبي في منزل المعدوم بعد تجريفه بالشفلات ، أحد فريق التصوير طلب من الأهالي اثناء تصوير الزيارة واداء رقصة الجوبي ان يظهروا فرحهم بالتصفيق والزغاريد ، وربما تحت التهديد، هناك اكثر من امرأة اطلقت هلهولة امام الكاميرا لكن الوجه لم يعبر عن اي فرح او سعادة ، وفشل المشهد في ان يصنع صورة عراقية للرئيس لان الاسلوب كان قسريا ، وحماية الرئيس المصري مرسي لم تطلب من الاجانب الوقوف وراءه ، فجاء المشهد عفويا حقق الخطاب المطلوب .في الامانة العامة لمجلس الوزراء هناك مجموعة من الخبراء يعملون بصفة مستشارين يقال ان عددهم تجاوز الثمانين شخصا ، وبالاستعانة بالجهات الاخرى يصبح العراق البلد الاول في عدد المستشارين ، وواجب هؤلاء رسم الخطوط العامة لكل القضايا التي يحتاجها المسؤول ، وبوجود مستشار في وزارة النقل تحرك القطار من بغداد الى البصرة من دون كهرباء ، وبوجود العقول الامنية تحصل الخروقات بين يوم واخر ، وبالخبير المتخصص بشؤون المرجعيات الدينية رفض رجال الدين استقبال اي سياسي او مسؤول ، وبخبرة ابو الداطلي صنعنا الزلابية وزنود الست ، وهذا النجاح الوحيد المتحقق في العراق لانه ليس رسميا ويعتمد على الجهد الذاتي ، وفي حال الاستعانة بجهات رسمية ، سنفقد زنود الست في شهر رمضان ، ومن الضروري ان نتعلم من صورة مرسي الكلام .
نص ردن: صورة مرسي
نشر في: 6 أغسطس, 2012: 09:17 م