TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : زمالة الزهاوي

سلاما ياعراق : زمالة الزهاوي

نشر في: 7 أغسطس, 2012: 06:13 م

 هاشم العقابيعندما يصل العراقي إلى أي بلد غريب، عربي أو غير عربي، ويعثر على صديق عراقي سبقه إلى الغربة أو المنفى، يطمع بالحصول منه على نصائح تخفف مشاكل غربته. ولا تخلو النصائح من تحذيرات حتى لا يقع القادم الجديد بمطبات قد تعرضه "لكارثة" إرجاعه قسرا أو طوعا للعراق.
 وفي أول زيارة لي لسوريا، بعد أن حصلت على اللجوء ببريطانيا نصحني، احد أصدقائي القدامى باستخدام كلمة "زمال" إن احتجت إلى "ذم" احد هناك لأن "الزمال" كلمة لا يعرفها غيرنا نحن العراقيين. وقد أضاف لي الصديق مفردات أخرى يصعب علي قولها حياء.وبعدما نشرت عمود الأمس وذكرت به موالات خص بها احد شعرائنا الحمار، كاتبني أستاذ وباحث سوري مستغربا عدم مروري على اسم "الزمال" واكتفائي بذكر الحمار، منهياً رسالته بسؤال: أما سمعت بزمالة الزهاوي؟ أول ما خطر ببالي أن نصيحة صاحبي كانت "مغشوشة" فهذا الرجل سوري ويعرف الزمال حق المعرفة. فحمدا لله أني ما احتجت لاستعمالها في زيارتي تلك. كذلك ظننت أن "زمالة الزهاوي" قصيدة مشهورة سميت على غرار "لامية العرب" أو "يتيمة الدهر" أو "ألفية بن مالك"، فيتحدث عنها. ومن خلال البحث وجدت أن "زمالة الزهاوي" ليست قصيدة بل "زمالة" حقيقية. جاء في كتاب "الفرج بعده الشدة" للتنوخي الذي حققه عبود الشالجي: "كانت زمالة الشاعر جميل صدقي الزهاوي مضرب المثل في جمال الهيئة والنظافة، وكانت بيضاء، عالية الظهر، حساوية، وكان الزهاوي يعنى عناية فائقة، بعلفها، ونظافتها، وكان- رحمه الله- مصاباً بارتخاء في عضلات ساقيه لا يمكنه من المشي إلا بمعونة، فكان يركبها في روحاته وغدواته".وفي الكتاب ذاته شرح لسبب إطلاق العراقيين تسمية "الزمال" على الحمار: "زمال، من الزمل بكسر الزاي وميم ساكنة أي الحمل، ويقال: زمل بفتح، أي حمل، والزاملة، مؤنث الزامل: الدابة". وقد جاء في "لسان العرب" أن السيدة أسماء بنت أبي بكر قالت: "كانت زمالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزمالة أبي بكر، واحدة، أي مركوبهما".ولقد جرني البحث، في ذلك الكتاب، لطرائف وحكايات عن "الزمايل" تستحق القراءة خاصة عن علاقتها بالشعراء وعلماء الدين والأمراء والولاة والسلاطين. كان من أشهرها "زمال" الشاعر بشار بن برد. فقد زعم بشار أن "زماله" كان شاعراً غزلاً أي "رومانسيا". وبعد أن مات "الزمال" ادعى بشار انه رآه في المنام وسأله عن سبب موته فأجابه انه مات من غرامه بأتان أي "زمالة" رآها واقفة عند باب الأصبهاني، وانه انشده هذه الأبيات:                سيدي مل بعناني                                                       نحو باب الأصبهاني                 إن بالباب أتاناً                                                     فضّلت كلًّ أتان                تيمتني يوم رحنا                                    &am

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram