مؤيد البدري كسائر العراقيين الذين يشاهدون او يقرأون ما تبثه محطات التلفزة والوكالات الاخبارية عن اولمبياد لندن 2012 ، تحسرت مثلهم على نتائج الوفد العراقي في أهم محفل رياضي دولي.لا أُريد أن ألوم هؤلاء الرياضيين على نتائجهم التي حققوها والتي لم تصل الى مستوى الطموح وجاءت كمحصلة للوضع الرياضي المرتبك ،
وانما نلوم أنفسنا لاننا برغم عملنا في المجال الرياضي لسنوات طوال إلا اننا فشلنا باضافة ميدالية أولمبية أخرى للميدالية التي حققها رباعنا الراحل عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما 1960 حيث كنت حاضراً المنافسات مع من حضر من اعضاء الوفد الاولمبي العراقي ورأيت كيف خسر الراحل عبد الواحد عزيز الميدالية الفضية لان وزنه يزيد بـ ( 200 ) غرام عن الرباع السنغافوري ، لذلك فاز رباعنا الراحل بالميدالية البرونزية التي بقيت الميدالية الوحيدة في تاريخ العراق الاولمبي.أقول: فشلنا لان اهتماماتنا اقتصرت على تحقيق النتائج الآنية من دون الالتفات الى التخطيط على المدى البعيد لصناعة نجم أولمبي .. وبقينا نشارك في بطولات هامشية كي يقال اننا حققنا الفوز بها حتى أن مشاركتنا بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم تأخرت الى عام 1971 بسبب مشاركة (اسرائيل) فيه الى ان نجحنا في طردها منه وبدأنا نشارك في البطولات الآسيوية.كنا نفرح عندما نلتقي اليابان وكوريا الجنوبية بكرة القدم لان فوزنا عليهما شبه مؤكد ، ونتحسر الان الى الوضع الذي وصلنا اليه حيث صرنا نعجز عن تحقيق الفوز على منتخبات كنا نهزمها باهداف غزيرة !لا نلوم احداً إلا انفسنا لاننا لم نخطط للمستقبل جيداً ، ولعلي لا أكون مخطئاً إذا ما قلت ان الاتحادات الحالية تسير على منوالنا نفسه ووقعت بالاخطاء التي وقعنا فيها والتي لم تبشر بمستقبل رياضي أولمبي مشرق للعراق.كتبت مرة أن أحد أصدقائي الآسيويين سألني كيف للعراق ان يفوز آسيوياً بسباق 400م عدو ، و 400م موانع ، و4 في 400م بريد ، بينما نحن في الصين أو اليابان لا نستطيع ان نجاريكم بذلك بالرغم من ان نفوسنا اكثر عدداً منكم ونتمتع بتكنولوجيا عالية المستوى في المجالات كافة.لقد ذهبت تلك الايام ، وذهب الاشخاص الذين مارسوا الرياضة ليس حباً بالمال وانما التفاني بكل شيء لتحقيق الهدف المنشود .. وهاهي الصين تتصدر جدول الميداليات مشاركة مع الولايات المتحدة في اولمبياد لندن ، وهاهو المنتخب الاولمبي الياباني يُهزم منتخب مصر بكرة القدم .. إنهم وصلوا الى هذه النتائج لانهم خططوا بصورة علمية من أجل الوصول الى هذا المستوى من الابداع .. كانت لديهم خطط سنوية واخرى خمسية وشيدوا البنى التحتية لتنفيذ هذه الخطط وأنشأوا المراكز التدريبية والمدارس المتخصصة ليتدربوا فيها ، ولم ينتظروا نتائج آنية ، بل كانت خططهم ذات اهداف بعيدة الأمد حتى وصلوا الى هذا المستوى من الإنجاز.إنني أُناشد اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية التي ستنبثق بعد الاولمبياد ألا يقعوا بالخطأ الذي وقعنا به .. عليهم أن يخططوا للمستقبل البعيد الذي يوصلنا الى تحقيق الانجازات التي غابت عنا كثيرا وألا يهتموا بالانجازات الهامشية التي لا تساعد على ولادة بطل دولي أو أولمبي.
من الدوحة: الانجازات الهامشية لن تصنع بطلاً
نشر في: 7 أغسطس, 2012: 06:32 م