TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نص ردن:المتحدث الملصوم

نص ردن:المتحدث الملصوم

نشر في: 7 أغسطس, 2012: 08:26 م

 علاء حسن "الملصوم"  هو الساكت أو المصرّ على الصمت ،  وأحيانا يكون ملصوما من فوق وتحت ،  بحسب المثل العراقي الشائع ،  وهناك ملصوم بسبب الخوف والخرعة ، أو التعرض لأزمة نفسية حادة ، منذ الصغر ، وملصوم آخر بسبب سلب إرادته من الزوجة لأنها وزير مالية  المنزل وبيدها  صلاحية الصرف والإنفاق ، وشراء سجائر الزوج الملصوم .
 ويوجد ملصوم على النطاق الرسمي ، وغالبا ما يأخذ موقع المتحدث الرسمي باسم  هذه الوزارة  أو تلك الدائرة ،   وصفة الملصوم اكتسبها برفضه الرد على وسائل الإعلام واستفساراتهم ،  وأثناء حصول الاحداث كهروب سجناء ،  يغلق "المسؤول الملصوم" هاتفه  بوجه  جميع وسائل  الإعلام ، لكنه يبدي استعداده للإدلاء بحديث لفضائية تابعة لحزب متنفذ اعترافا منه بان الحزب كان وراء حصوله  على منصبه متحدثا  رسميا باسم وزارة " أعوذ بالله منك يالساني " . الإعلاميون العاملون  في مؤسسات غير عراقية  كثيرا ما أكدوا بتقاريرهم أن   المتحدثين الرسميين باسم   جهات مسؤولة ومعنية بشؤون القوانين وتطبيقها  وتنفيذها ورعاية "المحابيس " في سجون  مشيدة وفق المعايير الدولية  أكدوا أنهم يعانون صعوبة الاتصال بالمتحدث    ، لأن تلفونه مغلق على الدوام ومفتوح  لفضائية جلد النمر وثوم العجم  ،  وفضائية أخرى متخصصة  بتغطية نشاطات مسؤول كبير متخصص بشؤون الإعدامات  ، والمتحدث الملصوم  يرفض الحديث للآخرين ، لأنه إعلامي  اكتسب هذه الصفة  كغيره من عشرات الآلاف وجدوا في هذه المهنة فرصة لتحقيق الوجاهة ، وخدمة الأحزاب رافعة شعار الانتصار لمظلومية الشعب العراقي والمتورطة إلى حد العكس بالفساد المالي والإداري ،  وخير دليل على ذلك فضيحة وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني ."الملصوم " يتمتع  بكامل عافيته ويحتفظ بحواسه ، فضلا عن امتلاكه خبرة مهنية،  اكتسبها من العمل في فضائيات مدعومة من دول الجوار صاحبة الريادة في الإعلام الموجه ، مازالت حتى الآن  تدافع عن السوداني ، وبطانته ، ومنهم من كان يتولى مهمة الناطق باسم الوزير الفاسد  المتهم بسرقة أموال الشعب العراقي. للمخرج المسرحي الراحل قاسم محمد قصة مع "الملصوم " فأثناء  إجراء التمارين على مسرحية بغداد الأزل بين الجد الهزل دخل عليه احد طلاب أكاديمية الفنون الجميلة وقتذاك وطلب من المخرج أن يمنحه دورا في المسرحية ، ونظرا لتوزيع الأدوار  قال الراحل لصاحب الطلب "اصعد مع المكادي" أي ضمن جوقة  المتسولين .خلال عرض المسرحية لفت صاحبنا الملتحق بجوكة المكادي أنظار النقاد والمشاهدين على حد سواء ، لأنه كان يمتلك حضورا  على الرغم من صمته  ، وهذا ما دفع احد النقاد أن يكتب مقالا يركز فيه على الأخرس الصامت في جوقة المتسولين ،  وعندما قرأ الممثل المقال ، اتصل بالناقد لترتيب لقاء بين الطرفين لبيان حقيقة "المكدي الأخرس "  ونحن اليوم وفي ظل وجود مئات المتحدثين والناطقين الرسميين ومكاتب إعلام المسؤولين بأمس الحاجة   للتعرف على  حقيقة وسر المتحدث الملصوم .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram