بغداد/وائل نعمةانتظرت "ام علياء " الأرملة هي وبناتها الثلاث الوجبة المجانية التي وعدت بها وزارة التجارة في شهر رمضان ،الا ان بعض المناطق لم تصلها حتى الان مفردات البطاقة التموينية وشارف شهر الصيام على نهايته.
اشتعلت أسعار المواد الغذائية في اسواق العراق قبيل رمضان ،وباع التجار أسوأ وأردأ المنتجات كما يقول بعضهم " الاقبال كبير والمستهلك يأخذ اي شيء في رمضان ". بالمقابل يقيم مسؤولون ونواب موائد طعام رمضانية "خرافية " يدعى لها اهل السياسة واعضاء الحكومة .يقول حسين مولى 30 عاما ان " موائد المسؤولين في رمضان لايدعى اليها الفقراء " .يشبه مولى موائد رمضان الحكومية باحدى المشاهد في مسرحية لعادل امام "يقول عادل امام في مشهد مسرحي :ناس عنده لحمه تعزم ناس عنده لحمه حتى ياكلوا لحمه ".في اشارة منه الى ان الافطار المجاني الذي يقيمه مسؤولون لغرض الدعاية والمصالح السياسية.الى ذلك نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية تقريرا امس الاول عن الوضع السياسي والمسؤولين في العراق حيث كتبت ان الساسة العراقيين يحصلون على ألف دولار للدقيقة الواحدة دون أن يضعوا قانونا واحدا يهم البلد ويسكنون مجانا في أرقى فنادق بغداد .وتؤكد الصحيفة في مقالها "يحصل السياسيون في العراق على أكثر من ألف دولار للعمل لمدة عشرين دقيقة فقط في هذا العام، فقد حصلوا على رسوم بقدر 90.000 دولار وراتب شهري قدره 22.500 دولار وسكنوا أرقى فنادق بغداد مقابل لا شيء يذكر من جانبهم. ظهرت الامتيازات الخاصة بهم فيما يخص الفخامة والرواتب عندما استعد الـ 325 نائب لعقد الجلسة البرلمانية الثانية منذ انتخابات اذار عام 2011". تذكر "ام علياء " ان "العدس الذي حصلت عليه عن طريق البطاقة التموينية سد فراغا كبيرا على مائدتها الرمضانية "، متابعة " بدأنا في الايام العشر الاخيرة للشهر و أطفالي يطالبوني بملابس العيد ...لا اعرف هل ابيع ما تبقى من العدس قبل العيد؟". وتمضي صحيفة ميل في حديثها بالقول هناك استياء زائد في الأوساط العراقية العادية لأن النائب العراقي يحصل على 22.500 دولار في الشهر وإكراميات في أرقى فنادق بغداد في حين يكافح الكثيرون من أجل تغطية نفقاتهم. موظف حكومي من المستوى المتوسط يحصل على حوالي 600 دولار في الشهر، والناس العاديون يفتقرون إلى الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء. أما الراتب الشهري الأساسي للسياسيين فهو 10.000 دولار ما يعني أن السياسيين في العراق يحصلون على 4500 دولار أكثر من عضو في الكونغرس الأمريكي، بالإضافة إلى ذلك يحصل النائب على إعانة من 12.500 دولار شهريا لترتيبات السكن والأمن. ويمكن للسياسي أن يقضي ليالي مجانا في أرقى الفنادق في بيئة آمنة من المنطقة الخضراء، بغض النظر عما إذا كان البرلمان في الدورة، وهذا يساوي 600 دولار في اليوم عند السفر داخل أو خارج العراق. وبعد الاستقالة يحصلون على 80 بالمئة من رواتبهم الشهرية مدى الحياة ويسمح لهم بالاحتفاظ بجوازاتهم وجوازات عائلاتهم الدبلوماسية.ويسخر عامل عراقي من موضوع الجوازات فيقول " قضيت أسبوعا لاستخرج جواز سفر ،وانتهت مدة صلاحيته ولم اخرج عن محيط بغداد ". مضيفا "دعنا نترك الجوازات للمسؤولين ولايفاداتهم ".
الفقير يخشى العيد ... والسياسي ينفق ألف دولار كل دقيقة
نشر في: 8 أغسطس, 2012: 09:39 م