د. مهند البراك بعيداً عن تفاصيل كثيرة . . لابد من القول إن إعادة تنظيم الاحتكارات العالمية المتعددة الجنسية وإعادة بنائها و ظهور جديدة و اصطفافها و آلياتها، بسبب تغيّر ثنائية توازن العالم من جهة. . إضافة إلى تغيّر لغات و أدوات التغيير الأكثر تأثيرا، ونشوء أخرى خطرة تعتمد الإرهاب وسيلةً، و غير ذلك ،
16:41:33فإن نشاط وتأثير تلك الاحتكارات على حكومات بلدانها الصناعية، صار يتحكّم بقرارات تلك الحكومات أكثر، بل صار لايتقيّد بسياساتها إن لم يصطدم بها عند (الضرورة) . . و يأتي ذلك متزامناً مع التغييرات العالمية للثورة التكنيكية العاصفة المتواصلة، التي صارت تسخّر الفضاء و الأثير و مكوّنات الذرة و جزيئاتها، في العمليات الإنتاجية و تحقيق الأهداف . . في ظل ضعف و انعدام مرجعية قانونية دولية مؤثرة معترف بها عملياً كالسابق، كالأمم المتحدة و دوائرها بآلياتها، حين كان التوازن العالمي قائماً أساسا على القطبين الأعظمين في العالم . . لأنها صارت لاتغطيّ المتطلبات الأساسية كالسابق . بل نشأت و تعددت مرجعيات قانونية شبه دولية، قاريّة و إقليمية جديدة، تستند إلى قوى فاعلة، سواء كانت عسكرية و جيوسياسية، مالية فلكية و ذات خامات ثمينة، علمية ـ النوهاو ـ أو معلوماتية، إضافة إلى القدرات التحريضية و الإعلامية . . وفيما يجتهد علماء و اتحادات دولية فاعلة في محاولة لإعادة تكوين و بناء مرجعية قانونية دولية موحدة قادرة على مواكبة تطورات العصر و الحدّ من العدوان و في سبيل السلم و حياة أفضل للشعوب، يتواصل صراع و تنافس الاحتكارات الدولية بكل الطرق المشروعة و غير المشروعة . . جارّاً إليه دولاً و مكوّنات دينية و مذهبية و إثنية . .و صار ذلك يترك تأثيرات واضحة كبيرة على بنية دول و على عمليات إعادة بناء الدول المنتجة للخامات ودول الصناعات التكميلية و دول الصناعات الضارة بالبيئة بشكل عام . . و خاصة التأثيرات على الدول الداخلة بشكل مباشر في المعادلات العالمية للأمن و الطاقة و الثقافة و الأديان، التي منها العراق بلادنا.من جهة أخرى انتبهت الاحتكارات العاملة على خامات البلاد، من غربية و آسيوية، و بعد جهود متواصلة انتبهت في أواسط الثمانينات أثناء الحرب العراقية ـ الإيرانية، عن طريق المسح الفضائي المتطوّر إلى حقائق مذهلة عمّا يحتويه باطن الأرض العراقية، و توصّلت إلى حقيقة أن البلاد تعيش على كنوز من النفط الخام ـ و معادن نادرة الثمن ـ لم تعرفها في السابق و لم تدخل حتى إلى حيّز الترشيح للاستثمار . . فعملت بكل الطرق على التعتيم على المعلومات، و على التحرّك بكل الوسائل للاستئثار بها وحدها، و خاصة بعد سقوط الدكتاتورية و انحلال الدولة . . و أخذت تلك العمليات تجري ـ كما أشارت وسائل الإعلام الدولية و الغربية طوال سنوات: من بي.بي. سي و سي. ان. ان . . إلى ويكيليكس ـ سواء عن طريق السرقات الكبيرة المتواصلة مستفيدة من شبكة السوق السوداء التي نشأت بأحضان الدكتاتورية السابقة، من عملاء داخليين و طرق تهريب و أسواق خارجية قائمة عليها، التي انتعشت و تفرّعت و تزايدت منذ سيادة الفوضى في العالم ثم في البلاد . . حتى البدء بإعلان دولة تقوم على مؤسسات دستورية و انتخابات ـ مهما حملت من ثغرات ـ حين صار على الاحتكارات أن تتحرّك علناً و وفق صيغ قانونية . .و بعيداً عن تفاصيل كثيرة أخرى، تسعى احتكارات متنوعة كبرى لتحقيق غاياتها الأنانية بالسرعة الضرورية لقطع الطريق على منافسيها، سواء كانت احتكارات متعددة جنسية غربية أو آسيوية أو . . إسلامية ـ تعمل بنفس الآليات التي لاتحدّ منها حدود الأخوّة الإسلامية أو المذهبية : شيعية كانت أم سنيّة، كما تروّج و تحرّض في بياناتها ـ فإنها تتراكض لعقد الصفقات بكل الطرق، في بلاد تمزقها محاصصة جامدة، لم تتفق بعد على قانونها الموحد لاستثمار النفط و الغاز، بل و لم تتفق بعد على نظام يدير مؤسساتها الحاكمة و خاصة سلطتها التنفيذية مجلس الوزراء، وسط تزايد مخاطر الانحراف نحو الفردية، وفق أكثر وكالات الأنباء استقلالية و انتشاراً . و فيما يشير القاصي و الداني إلى أن إقليم كردستان العراق، هو المنطقة الأكثر استقراراً قياساً بعموم العراق، فإن الاحتكارات النفطية تسرع لعقد الاتفاقيات الاستثمارية مع حكومة كردستان مستندة إلى حقيقة أن رأس المال يذهب إلى حيث الأمان . .و من جهة أخرى، فيما تشير أوساط واسعة إلى ضرورة استفادة الحكومة الاتحادية في بغداد من تجربة الإقليم على ثغراتها ليست الخافية . . و يستمر نهج السيد رئيس الوزراء الاتحادي و للأسف في تكريس النهج الفردي، الذي يصفه سياسيون بكونه الأسهل لضمان البقاء في الحكم و مواجهة التحديات . .استقبلت أوساط شعبية واسعة تصريح السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان، الذي أعلن فيه استعداده لتلبية دعوة البرلمان الاتحادي للحضور و للإجابة و توضيح الكثير من المستور حتى الآن، و هي سابقة هامّة تسجّل للسيد بارزاني من جهة، و من جهة أخرى تعبّر عن سعي القيادة الكردستانية الجاد لبناء دولة اتحادية فيدرالية برلمانية، الذي لابدّ له أن يكتمل بدعم الكتل الكردستانية للقوى الديمقراطية العراقية الحليف ا
قوّة أيّ مكوّن من قوّة وتعاون كلّ المكوّنات
نشر في: 10 أغسطس, 2012: 04:41 م