كربلاء/ أمجد علي تفاجأ جمهور أمسية نادي الكتاب التي أقامها للشاعر ميثم العتابي احتفاء بصدور مطولته الشعرية (قبل أن نصنع السفينة ) بعرض مسرحي لمقاطع عديدة من المطولة شارك فيها ممثلون وشعراء من أصدقاء المحتفى به وهم يتنقلون بين الجمهور ومنضدة التقديم في مغايرة جديدة للأماسي الثقافية.
الأمسية التي بدأها المقدم الشاعر حيدر الحاج بصوته الإذاعي: إننا اليوم نحتفل بانضمام مولود وكائن مكتمل النمو وان كان لم يأخذ الفرصة التي يستحقها لحد الآن على الساحة الشعرية، وأضاف أن العتابي شاعر يصنع المدلول الخاص به ويكتب الشعر في لحظة انفعال وهو يريد أن يقول ما يقوله هو حصرا؛ وهو شاعر نخبوي وليس استهلاكيا ومن الشعراء الذين لا يستهدفون القارئ وسبب أزمة تواصل بينه وبين المتلقي. ووجه للشاعر المحتفى به سؤالا عن كيفية تفكيره بالشعر.وقبل ان تنتهي جمله انبرى الفنان والخرج علي الشيباني الى تقديم عرض مسرحي متداخلا مع مقاطع من المطولة ليشاركه من بين الجمهور الشاعر ماجد الخياط، ليليه الشاعر الشعبي نوفل الصافي مازجا بين المقاطع الشعرية وبين (حسجته ) الشعبية ليتناوبوا على العرض ، ملمحين إلى إن السؤال الأكبر الذي تريد أن تعطيه هذه المطولة هو من سيركب السفينة ومن يصنعها وهي تشبه سفينة أخرى ولمن يريد الشاعر ان يترك صناعتها؟ولم تنته المسرحية حتى بعد إن قدم الناقد الشاعر نبيل الجابري ورقته النقدية التي قرأها بطريقة الشعر، ويشير الجابري في ورقته إلى انه في زمن الغربة عندما يكون الشعر صناعة بيد من لا يجيد التشكيل في زمن يبعد فيه الأصيل ويقرب الوافد دونما هضم في زمن الطلق الشعري والولادات الخديعة للأجناس والأنواع تتكاثر أميبيا الطفيليين على الأدب والثقافة والشعر ونكون في أمس الحاجة لأعمال مجسات ذوائقنا في البحث عن شاعر يعي ما يقوله ويعنيه ويقرا تراثه كما يجب، ويحترمه ويتجذر بصلابة المقتدر على استكناه الأشكال من دون أن يحيد لبعض منها على حساب الآخر ومن دون ألا يكون إلا ذاتا متفردة يمتد في جذورها ينحت في واقع المأساة ..ويشير إلى إن العتابي شاعر يجيد الانتقال من الفعل إلى الانفعال لأنه يعي أن لا شعر من غير انفعال واثقا من تنقلاته الذاتية.. ليفسحوا المجال للشاعر في قراءة ما تبقى له من نصوص المجموعة.في مداخلات الحاضرين انتهت مسرحية الأمسية التي دباها الأديب والمربي مهدي النعيمي الذي تساءل عن صناعة السفينة هل إنها صنعت على خير أم على ضيم وشدة؟ ومتى سنصل إلى شاطئ الأمان؟ ولماذا لا يصنع كل إنسان سفينته؟ وأضاف أن العتابي ما كتب الشعر لذاته بل أن هناك دلالة قطعية على انه يعطي نبضات قلبه للآخرين.. في حين قال الروائي علي لفتة سعيد في المطولة الشعرية خزين من الصور والكثير من التأملات وكذلك الحركة الراقصة في القصيدة بالإضافة إلى اللغة العالية في التأويل ثم أعقبه الشاعر عادل الصويري في مداخلة أشار فيها إلى أن النص بدا لنا على انه مقاطع تم تجميعها بحيث يمكن أن نطلق عليه مطولة مقطعية.. وأوضح المخرج علي الشيباني سبب القديم المسرحي من أنهم أرادوا كسر التقليد ولماذا لا نجعل من الاماسي فحوى للدهشة وشيئاً من الانتباه.
عرض مسرحي وقراءات شعرية.. في أمسية مغايرة لنادي الكتاب
نشر في: 11 أغسطس, 2012: 06:31 م