اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > العراقيون يخشون خدمة القتل المجاني ..كاتـم الصوت سلاح صـامت يزهق الأرواح

العراقيون يخشون خدمة القتل المجاني ..كاتـم الصوت سلاح صـامت يزهق الأرواح

نشر في: 11 أغسطس, 2012: 06:58 م

 بغداد /إيناس طارق ....... تصوير/ محمود رؤوف أطلقوا النار على الهدف ،واختفوا بسرعة ، رجال أدمنوا بساطة حمل سلاح كاتم الصوت واستخدامه، كقاتل  جاهز وسريع ، بهدوء ينفذون إستراتيجية الموت الصامت في العراق . سيارة منطلقة  تسير على طريق الخط السريع لشارع محمد القاسم، سيارة (ستاركس )
 تحاول اجتياز المركبات بأي طريقة كانت ، العجلات الأخرى تنظر ماذا يحدث ؟ ولماذا هذه السرعة الجنونية، قائد العجلة الستاركس يحاول التقرب من  سيارة الهدف، القاتل يقترب من الجانب الايسر لجهة الضحية يطلق النار من "الستراكس" وتسير العجلة بسرعة البرق والهدف يصطدم بأحد الجدران الكونكريتية الموجودة، والناس تتسارع كان ظنهم أنه حادث اعتيادي ،لكن الضحية أصيب بطلق ناري من مسدس كاتم للصوت، ركضنا مسرعين لنجدته لكن الأوان قد فات، فالرصاصة أصابت رأسه بصورة مباشرة وأزهقت روحه.لا احد يستطيع إخبار رجال الأمن عما حدث لان السيارة الستراكس لم تكن تحمل لوحة أرقام، هذه قصة حقيقية رواها احد الشهود الذين كانوا على مقربة من الحادث قبل عدة أشهر وعدم إخباره الجهات الأمنية كان بسبب لوحة الأرقام لم تكن موجودة  فماذا يخبرهم، وإذا لم يحدد الرقم على حد قوله سوف يكون هو في خبر كان!لوحات الأرقام المذنبةاغتيالات، انفجارات، سجالات، مهاترات سياسية، تصريحات مخيبة للآمال تسرع في تصفية الحسابات ، ولا احد يتابع ما يحدث، الداخلية تعزو السبب إلى زيادة الانفجارات والاغتيالات تارة لنشاط القاعدة وتارة أخرى الى دخول مجاميع مسلحة، والسبب الحقيقي يكمن في عدم وجود رقابة صارمة على السيارات  الحديثة التي لا تحمل لوحة الارقام. المهلة المخصصة للحصول على الرقم تتجاوز اغلب الأحيان 6 اشهر بسبب الروتين الممل والبطيء لمديرية المرور العامة... من يقف وراء ذلك ومن المستفيد؟، والضحية هو المواطن المغلوب على أمره؟اغلب الاغتيالات بكاتم الصوت تتم بطريقة مباغتة دون أن تثير الانتباه، حيث روت إحدى الموظفات في وزارة الزراعة في منطقة حي العدل عن حادثة اغتيال موظف الأسبوع الفائت قائلة : "حدث الأمر بسرعة خاطفة، ترجل شخصان من سيارة حديثة بعد أن ابطت سيارة نوع سني بيضاء كان يقودها رجل كبير في العمر نتيجة وجود جزرات وسطية مهشمة "حفريات كبيرة"، كان موظف في وزارة الزراعة وهذا هو الطريق المعتاد الذي يسلكه يوميا.. الموظفة تقول :عندما كانوا ينتظرون مرور خط وزارتهم من الخط السريع ،هذان الرجلان  شهرا مسدسين صوبوهما نحوه ثم لاذا بالفرار في سيارة سوداء لا تحمل رقما وهي حديثة الموديل نوع سوناتا!مصادر الأسلحةتضاربت الآراء حول مصادر هذه الأسلحة، فيشير عدد من المسؤولين الأمنيين الى انها تدخل من خارج البلاد،  لان الوضع الأمني  ما زال هشا وأصبح جليا انه الآن يرتبط - الى حدود كبيرة - بالأجندات السياسية للقوى والكتل المتصارعة على السلطة وعلى النفوذ والهيمنة، وبأجندات دول تريد ضمان مصالحها وأمنها القومي، فقد اكد عضو لجنة الأمن والدفاع النائب شوان محمد طه في تصريح لـ(المدى): لا يمكن السكوت على العنف وما يسببه من خسائر بشرية والمجتمع العراقي لم يعد يتحمل هذا الوضع، فالامر اصبح يمثل كابوساً يخافه العراقيون متمثلا بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاسلحة الكاتمة التي يستخدمها أناس متدربون على القتل فلا يمكن ان يقوم إنسان بسيط بإطلاق النار على  الضحية وبقدرة التصويب على الرأس إلا أن يكون مدربا، وحقيقة نحن نحاول ان نقدم المساعدة الى السلطات الأمنية بالمعلومات والتعليمات ، لكن الأمر اكبر من ذلك لان مثلما قلت هناك جهات تحاول التصفية وفرض هيمنتها بالقوة على الوضع السياسي والتصفية في ما بينهم ،ليقولوا إنهم موجودون على الساحة ،الأمر يحتاج الى جهود اكبر ومراقبة الشركات الأمنية التي اصبح عددها لا يعد ولا يحصى .استهداف العاملين كاتم الصوت يحصد أرواح العراقيين، لا سيما في بغداد، مستهدفا العاملين في مؤسسات الدولة، العسكرية والمدنية. فيما التفجيرات والمفخخات تلحق الأضرار بالممتلكات الشخصية والعامة، وقبل ذلك تسفح دماء المزيد من الموطنين الأبرياء، فالأمر أصبح لا يقتصر على منتسبي وزارة الدفاع والداخلية الذين يشكلون نسبة 90% من المستهدفين بأسلحة الكاتم. اللواء محمد العسكري الناطق الرسمي لوزارة الدفاع في حديثه مع (المدى) قال "إن الأمر أصبح معروفا بوجود السلاح الكاتم في مناطق عديدة من بغداد وهناك عدة طرق لدخوله أو حتى وجود ورش حدادة محلية حيث يقومون بحلزنة فوهة المسدس وتركيبه على أنبوب حديدي بدون ثقوب، وهناك رقابة  على الورش ومعامل الخراطة في بغداد والمحافظات حتى لا تستغل لصناعة الكواتم لكن هناك خروقات أيضا فالسلاح يهرب من عدة منافذ حدودية والجهات الأمنية القت القبض على الكثير من هؤلاء العصابات المنظمة لأنهم يخضعون إلى تدريب، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة تشريع قانون جديد يعاقب على حيازة كاتم الصوت، لان حامله على حد تعبير العسكري لديه نية القتل والإصرار عليه، ويمكن تفهم من يحمل مسدسا اعتياديا خوفا من تعرضه لهجوم او

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram