TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :سحور سياسي أم فطور فضائح؟!

مصارحة حرة :سحور سياسي أم فطور فضائح؟!

نشر في: 11 أغسطس, 2012: 07:24 م

 إياد الصالحي في خضم التنوع اللافت في البرامج الرمضانية العراقية عبر قنواتنا الوطنية وهي تتنافس في جذب المشاهد العراقي والعربي على حد سواء نحو شاشاتها بالرغم من سحر بقية البرامج العربية الذي لا يقاوم ، أبقى الزميل عماد العبادي برنامجه الشهير "سحور سياسي" متقداً سنة بعد أخرى بعد منتصف ليالي رمضان نظراً لإمكانيته المهنية العالية وأسلوب إدارته الحلقات بطابع سلس يتفاعل معه الضيف تدريجياً قبل ان تتكور روحيته كالبركان الساكن وتصل درجة الانفجار وسرعان ما تعيده شقة تمر الى نقطة الهدوء
 في الختام وذلك سر نجاح البرنامج وقيمته الإعلامية لما يسلط ضوء جرأته على خفايا غاية في الخطورة تكشف المستور في سحور العبادي ليضع العراقيين جميعاً في دائرة الحدث لاسيما عندما يتعمد البعض التعتيم عنه خشية من الفضيحة!وبما أن لكرة القدم تأثيرا سحريا على ملايين العراقيين هذه الايام تحديداً بعد تصاعد أزمة المدرب البرازيلي زيكو مع اتحاد الكرة عبر الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية وسط ترقب الجميع لما سيؤول اليه لقاء الاُسود الصعب والمثير مع المنتخب الياباني في 11 ايلول المقبل ، فقد وفق العبادي في اختيار ضيفه رئيس الاتحاد ناجح حمود ظناً منه ان مأدبة سحوره ستكون غنية بما لذ وطاب من حقائق ومعلومات تحرّق المواطن العراقي على جمر الصبر لسماعهما بعد صيام حمود نفسه عن مصارحة الإعلام وتفنيد الأقاويل والاتهامات التي تفنن البعض من المحسوبين على الصحافة بتزويقها بهدف تسويق مطبوعاتهم بخلاف مؤتمراته الصحفية الدؤوبة في عهد رئيس الاتحاد السابق حسين سعيد التي تحمّل إبانها سهاماً كثيرة بسبب تبنيه حملات الدفاع عن سياسة الاتحاد المثيرة للجدل آنذاك ، فماذا تغيـّر في حمود؟لم نألفه متوتراً وعصبياً ونافراً أية همسة أو إيماءة من زميلنا العبادي حتى أيقنا أننا نشاهد حلقة من برنامج ( فطور الفضائح) بعدما ارتضى حمود التهميش والتسطيح والسخرية من وثائق مهمة لا نشك وهلة واحدة أنه صدوق مع نفسه في الحكم على (تفاهتها) كما وصفها ، لكن مسؤوليته تحتم عليه أن يكون مستعداً على الدوام في التعامل مع اية معلومة بمنتهى الحكمة والاسترخاء والثقة بعيداً عن الشعور بالاستياء والتظاهر المصطنع بأنه لا يبالي لهذه الوثيقة او تلك مع ان بعضها صادر عن مجلس النواب ولجنة النزاهة ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية وغيرها من الاوراق التي كان لابد من احترامها وفضح مضامينها بأدلة مقنعة إن كانت لا تشكل قيمة لدى حمود واعضاء اتحاده الذين دافع عن قراراتهم (الديمقراطية) بشدة بينما سرّب لنا أحدهم أنه غير مسموح لأي منهم الحديث عن عقد زيكو - مثلاً- غير الرئيس فقط!لن نستغرب صمت العبادي أمام طلب حمود منه بيان سرّ تراجع منتخبنا في التصنيف الدولي وقيمة راتب المدرب ناظم شاكر ايام توليه تدريب منتخبنا الاولمبي والدور الحيوي لوجود الملاعب في المحافظات تمهيداً لرفع الحظر الدولي عن العراق بحكم الإشارة العرضية لها أثناء اللقاء وعدم تخصص زميلنا بالشأن الرياضي ، لكن الغريب أن يردد حمود (ما أعرف) أكثر من مرة أزاء تساؤلات طبيعية مثل سبب صرف مبلغ 96 الف دولار لزيكو أو 10 ملايين دينار للحكام والأغرب من ذلك أن يطالب حمود العبادي الاستفسار من (المحاسب) في الاتحاد الذي تأسف لعدم مرافقته في البرنامج لتوضيح موجبات الصرف ! إذن من يصادق على الصرفيات الشهرية؟إننا نقدر الوضع النفسي الذي يعيشه رئيس الاتحاد وهو يواجه حملات نقد عنيفة نشهد ان بعضها مؤدلج ضمن مخطط يستهدف تسقيط فريقه الفائز في الانتخابات مجدداً ، علاوة على الضغوطات التي سببها عدم التزام زيكو (الأدبي) بعقده مع الاتحاد وتركه المنتخب الوطني من دون إعداد حتى يومنا هذا وكأنه يخوض تصفيات دورة رمضانية ، وكذلك الانتظار القلق لقرار محكمة (الكاس) الدولية بشأن شكوى المعترضين على الانتخابات ، لكن ذلك لا يبرر مطلقا ان يستهين حمود بمقدم البرنامج قائلا له : إن الجمهور يضحك عليك الآن لعدم دقة معلوماتك! ، أو أن ينتزع الوثائق من طاولة الحوار ويدفع المقدم للترجي باعادتها فيستجيب على مضض ويطلق كلمات ينعت الـ(....) بالخسة والنذالة لأنها سرّبت محاضر اجتماع الاتحاد وكشفت حساباته من أمانتها المالية! فما الضير من اطلاع الجمهور على مفردات صرف فعلية مصادق عليها رسمياً ومتطابقة مع الصلاحيات طالما لا يوجد بينها ما يُثير مخاوف حمود عند كشفها للملأ؟!إن الحقائق تبقى بحاجة الى رجال للدفاع عنها حتى آخر يوم على كرسي المسؤولية ، أما الانهزام امامها يعني ضرورة إعادة النظر في الأشخاص وظروف توليهم المناصب حتى أولئك الذين ننظر اليهم بفخر كبير لما بذلوه من جهد سخي بحسب ما اجتهدوا وضحوا من أجل البلد فشجاعة المواجهة أنبل الاعمال في تاريخ مَن يتصدون لمهامهم وإن أختلفوا في الثقافة والحكمة و..نقاء السريرة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram