أربيل/ المدى تحمل "ساكار" رضيعها في حضنها مسرعة قاصدة مكتب الولادات والوفيات لتسجيل اسم وليدها. في البدء عندما شاهدت الزحام الشديد انتابها القلق من عدم انجاز معاملتها في اليوم نفسه، لأن بعض الأقارب اخبروها أن انجاز مثل هذه المعاملات يتطلب وقتا طويلا، لكن الذي حدث أنها أنهت المهمة في وقت قصير. زحام الأمس في هذا المكتب، أنهاه إعلان نظام جديد، ينهي العمل به كل الروتين الممل في تسجيل حالات الولادة والوفاة ويتم انجاز معاملات الموطنين في اقصر وقت.
من الورق إلى الحاسوبيوضح وزير الصحة في حكومة إقليم كردستان ريكوت حمه رشيد، بحسب تقرير لـ" شفق نيوز" إن "هذا النظام جاء للتعجيل بانجاز معاملات المواطنين وفي برنامج الوزارة تعميم النظام على باقي دوائرها". "يستطيع هذا النظام تسجيل الأسماء في مدة لا تتجاوز الخمس دقائق"، حسبما يفيد به المدير الإداري لمكتب تسجيل الولادات والوفيات في أربيل فريدون عبد الرحيم. ويقول إن عملية تسجيل الاسماء كانت تستغرق وفق النظام القديم أكثر من 20 دقيقة، وعدا هذا كان يتم بشكل بدائي من دون استعمال أي جهاز حاسوب، الآن يتسنى للمواطن الذي يريد نسخة من شهادة وفاة احد من ذويه مات قبل عشر سنين أن يحصل عليها في غضون خمس دقائق، في وقت كان نفس الإجراء يستغرق أكثر من أربع ساعات وبعض الأحيان عدة أيام وفي أحيان أخرى قد لا يتم العثور على الاسم.وفضلا عن القضاء على الروتين الإداري، فان النظام الجديد يمنع الالتباس في حالات تشابه الأسماء، لان البعض كانوا يسجلون الاسم نفسه مرتين وبعد فقدان سجل الولادة، كانوا يقومون بطلب الوثائق باسم آخر أو يستغلونه لأغراض أخرى. وولد في عام 1980 وحتى 1989، 151 ألفا و53 شخصا في أربيل، وفي عام 1990 لغاية 1999 ازداد العدد إلى 349 ألفا 574 شخصا، ومن عام 2000 لغاية 2009 ولد 294 ألفا و296 شخصا، وفي مجموع الأعوام الثلاثين الماضية كان مجموع الولادات في أربيل 794 ألفا و923 شخصا.أما على صعيد الوفيات فقد شهدت أعوام 1980 لغاية 1989 وفاة 14 ألفا و414 شخصا في أربيل ومحيطها، فيما كان عددها في الأعوام من 1990 لغاية 1999 انخفض العدد إلى 8 آلاف و733 متوفى، اما الأعوام من 2000 ولغاية 2009 ارتفع عدد المتوفين إلى 17 ألفا و336 شخصا، ليكون المجموع خلال الثلاثين عاما الماضية 40 ألفا و483 حالة وفاة، وهذا يعني أن مقابل كل حالة وفاة واحدة شهدت أربيل ولادة 19 طفلا. وشهدت الفترة منذ بداية العام الحالي ولغاية اليوم ولادة ثلاثة آلاف و468 طفلا سجلت أسماؤهم في هذا المكتب، كان 1672 من الإناث و1796 من الذكور. في عقد الثمانينيات من القرن المنصرم كانت مقابل كل حالة وفاة واحدة عشر حالات ولادة، وفي التسعينيات من القرن نفسه كانت مقابل حالة وفاة واحدة توجد 40 حالة ولادة، أما في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فقد كانت النسبة بين الوفيات والولادات هي 1 – 16. وبصورة عامة شهدت العقود الثلاثة الماضية ولادة 19 شخصا مقابل وفاة شخص واحد.وكانت وزارة التخطيط في حكومة إقليم كردستان العراق قد أعلنت في تموز الماضي و بالتعاون مع منظمة اليونيسيف في العراق عن مجموعة مسوحات أجرتها منظمات الأمم المتحدة مع المؤسسات المعنية في العراق وإقليم كردستان تخص المرأة والطفل والتربية والتعليم والبطالة والصحة والنفقات في العراق. وقال مارزيو بابيل مدير منظمة اليونيسيف في العراق في مؤتمر صحفي إن " هذا المسح يهدف إلى الحصول على معلومات جديدة وضرورية بخصوص الأطفال والنساء وإعطاء إحصائيات ضرورية لمتابعة الأعمال التي نفذت للحصول على نتائج معينة ووضع الاستراتيجيات المستقبلية وإعداد البيانات الخاصة عن أوضاع الأطفال والنساء من خلال تحديد نقاط الضعف والخلاف لاغناء السياسات الخاصة بهم". وكشف المسح أن "نسبة الاطفال حديثي الولادة في إقليم كردستان هي 28 من كل ألف طفل وان نسبة الوفيات ما دون سن الخامسة هي 23 لكل ألف طفل في الإقليم". وبحسب المسح "هناك اختلاف كبير لإقليم كردستان مع باقي المناطق العراقية الأخرى حيث أن نسبة الوفيات هناك تصل إلى 74 من بين كل ألف طفل حديثي الولادة، وان نسبة الوفيات لسن دون الخامسة تصل إلى 47 لكل ألف طفل".
كل حالـة وفـاة تقـابلـهـا 19 ولادة جديـدة فـي أربيل
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 11 أغسطس, 2012: 09:11 م