TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن: الرقص مع الحكومة

العمود الثامن: الرقص مع الحكومة

نشر في: 11 أغسطس, 2012: 10:07 م

 علي حسينأنا وأنت أيها القارئ ولا بأس من أن ينضم إلينا الأقارب والأهل والأصدقاء مطالبون بتقديم اعتذار خطي ينشر في الصفحات الأولى من صحف الغد، وآخر علني يبث على جميع الفضائيات على ما اقترفناه بحقّ السيد المالكي من جرائم كان أبرزها اننا اهدرنا  37 مليار دولار في مشاريع وهمية للكهرباء، ومكنا الأقارب والأحباب والمعارف من الهيمنة على مقدرات الدولة،
وساهمنا في الخراب الذي يعم معظم مدن العراق، البطالة في بلد ميزانيته تجاوزت المئة مليار دولار، وساعدنا في تاليب الفتنة الطائفية، وكان لنا يد في غياب الخدمات ، وتردي مستوى التعليم، وانتشار الرشوة والفساد في معظم مؤسسات الحكومة.. هذه هي باختصار نظرية الجراح الشيوعي السابق، والمنظر الحالي لائتلاف دولة القانون عبد الخالق حسين ، وهي النظرية التي تجاوز فيها بمراحل كل "مقربي المالكي" فصباح كل يوم نجد السيد المنظر وقد أخذته الحمية مهرولا رافعا سيفه ،  مهدداً بالقصاص لكل من يحاول أن يقترب من قلعة المالكي الحصينة.. فنحن والعياذ بالله نثير الفتنة الطائفية وننسج قصصا من الخيال عن هشاشة الأمن وغياب الخدمات وانتشار الفساد.. ولهذا يستغرب "منظر المالكي" سكوت المسؤولين عن هذه الافتراءات، إذ يجب عليهم تقديمنا للعدالة بتهمة تظليل هذا الشعب المسكين. السيد الكاتب وفي مقالات شبه يومية يسعى لحرق المراحل فهو لا يريد أن ينتظر سنوات حتى يحظى بنعيم وامتيازات المقربين من مكتب رئيس الوزراء فنراه ينتقل من مرحلة الإشادة بالثنائي بوش ورامسفيلد ومطالبته العراقيين بان يقدموا قرابين العرفان للأمريكان، الى مرحلة حرق البخور أمام كرسي رئيس الوزراء خوفا عليه من عيون الحساد والمشاغبين.. ولأن الرجل يدرك انه يقفز بخفة من مكان إلى مكان فقد خرج علينا قبل أيام بمقال أشبه بالوصايا بعنوان: لماذا يغير المثقفون قناعاتهم فيوصينا جميعا ان لا نثبت على رأي فالذي لا يغير جلده كل يوم لا يستطيع العيش وسيهلك.. فلا يهم أن تؤيد حق علاوي في الحصول على كرسي رئيس الوزراء كما جاء في مقاله المعنون سيناريوهات لتشكيل الحكومة العراقية والذي نشره عام 2010 حيث اقترح فيه : تشكيل الحكومة من ثلاث كتل من الكتل الفائزة الكبيرة بحيث يكون عدد مقاعدها أكثر من نصف المجموع، وذلك كما يلي: العراقية+ الائتلاف الوطني + تحالف الكردستاني بقيادة زعيم كتلة "العراقية"، وفي هذه الحالة يقود زعيم قائمة دولة القانون " المعارضة " مضيفا "أن الحكومة المنبثقة عن هكذا تحالف ثلاثي تكون أكثر تماسكاً وانسجاماً نسبياً، تقابلها كتلة قوية تقود المعارضة.  لكنه واستنادا إلى نظريته "الحرباوية" في التغيير فقد خرج علينا بعد عامين من هذا التاريخ ليندد بحكومة الشراكة الوطنية.. مطالبا بحكومة أغلبية يقودها السيد المالكي، وأتساءل معه لماذا يغير المثقف أفكاره؟طبعا لا استطيع ان أصادر حق احد في ان يضع نفسه في المكان الذي يريد، كل ما أرجوه من طالبي الوظائف عند الحكومة أن يعلنوا عن أهدافهم وأحلامهم بوضوح، بدلا من هذه التمثيليات المضحكة التي دائما ما تنتهي بسؤال يسأله الكاتب المنظر لنفسه "هل انا حقا رايح زايد ويه المالكي". وبصرف النظر عن أن تغيير الجلود بين ليلة وضحاها ، وعن مقالات كتبها المنظر نفسه يندد بغلق طريق الشعب واتحاد الادباء عام 2010، ثم عاد ونشر مقالات يتهم فيها الحزب الشيوعي بأنه يختلق الاكاذيب وان مداهمة مقراته مجرد وهم ،  فلا احد يتعرض لهم ، ولم يقل المالكي يوما : " إننا دحرنا الماركسيين والعلمانيين "  فكل هذه أكاذيب تريد المدى من خلالها الإساءة للتجربة العملاقة التي يقودها السيد رئيس الوزراء .  ولهذا يبدو عبثيا ومضحكا بامتياز ان نقول إن هناك فشلا في العراق، فالسيد الكاتب مصر على خلخلة عقول العراقيين فالعدو اليوم ليس الفساد ولا الطائفية ولا صبيان السياسة الذين حولوا البلاد إلى شركة خاصة.. العدو الحقيقي هو مجموعة من الكتاب يتخذون من المدى الصحيفة وسيلة للإساءة لأعظم تجربة ديمقراطية في تاريخ البشرية،  ولهذا هو  يعتقد أن الناس ستقف مندهشة امام ما قدمته حكومة المالكي من خدمات جليلة لهذا الشعب الناكر للجميل.من اجل هذا أضمّ صوتي له وأطالب من خلاله بتنظيم حملة دولية يقودها الدكتورعبد الخالق من مقره في ضواحي لندن لإلزام جميع العراقيين في الداخل والخارج بشكر الخيرات التي يرفلون بها والنعم التي تحيطهم وهم يعيشون  عصر المالكي السعيد هذا  ، الذي اكتشف فيه منظرنا العزيز ان لا طائفية في مؤسسات الدولة وان كل ما ينشر أكاذيب تعشش في عقولنا ، وهذا ما سنناقشه مع المنظر الدكتور غدا .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram