هاشم العقابيتعد مشاركة النساء في مسابقات الألعاب الاولمبية عند الأمم الراقية انجازا حضاريا وإنسانيا. أما إذا اقترنت مشاركتهن بنيل إحدى الميداليات، فذلك هو الفوز العظيم. أما الأمم المتخلفة والجاهلة، فإنها ترى مشاركة المرأة في الاولمبياد عارا وخيما ودعارة وطعنا في شرف الأمة وعقيدتها.
ففي الوقت الذي باركت فيه صحف عالمية ومنها الـ "فايننشال تايمز" مشاركة العداءة السعودية سارة العطار في اولمبياد لندن، لأنها تجربة أولى بالنسبة لها وللسعوديات، جوبهت بالإهانة والاحتقار لدى عودتها لبلادها. والأمر ذاته حصل لزميلتها السعودية وجدان الشهرخاني التي اشتركت في مصارعة الجودو.لقد سل فرسان الظلام سيوفهم وتراجفت لحاهم وتطايرت أذيال دشاديشهم القصيرة فوصلت حد الركب استعدادا لخوض بحور دم الشرف المراق. تراكض هؤلاء المعتوهون إلى صفحات التواصل الاجتماعي يحشمون أتباعهم للطعن بهاتين البريئتين رغم أنهما لم تلقيا الحجاب عن رأسيهما فاتهموهما بالعهر وبالخروج عن الشريعة. ومثلما سأل متخلف الناس، بالأمس، عندما ركبوا القطار: "أتتركون حمير الله وتركبون الشمندفر؟"، سأل الشيخ السلفي محمد العريفي رئيسَ اللجنة الاولمبية السعودي: "أترضاه لأختك؟". ولا تدري أتضحك على حال هؤلاء أم تبكي؟ الغريب أن هذا الشيخ "العرّيف" لا يمانع اشتراك المرأة بالمسابقة الرياضية شريطة أن لا تركض أو تضحك أو تبكي أو تتمازح حتى مع زميلاتها المتسابقات. بالمختصر المفيد: باكه لا تحلين، كرصة لا تثلمين، اكلي لمن تشبعين. عبقري!ورغم كثرة جيوش المهاجمين الظلاميين، وكيف لا وهو زمنهم، كانت هناك نبرات وعي من داخل السعودية تثلج الصدر. احدهم قال: نعم أرضاه لأختي وليتها تفعلها وترفع رأسي. وآخر رد بعفوية الإنسان المؤمن بربه بصدق: "عيب عليكم فشلوتنا قدام خلق الله ترى هي تلعب رياضة ما تمارس دعارة". إن طريقة "اترضاه لأختك؟" وأخواتها، التي تستعمل لغسل أدمغة الناس والضحك على عقولهم ليست حصرا على متأسلمي السعودية، بل تجدها عند كل المتاجرين باسم الإسلام في أي بلد ومنها العراق. إنها سلاحهم الذي لا يجوز لغيرهم "شرعا" مواجهتهم به. فلو سألت عراقية من ساومها بزواج المتعة مقابل فرصة عمل: "أترضاه لأختك أو ابنتك؟"، فقد يكفرها أو يتهمها بالمادة 4 إرهاب. ولمن يحتاج مني دليلا يثبت قولي، ادعوه لقراءة تحقيق صحفي نشر في أكثر من موقع الكتروني تحت عنوان: "ماذا يجري في قسم البنات في النجف الأشرف؟". تصفحوه واستمتعوا ببركات "شمعة" دولة القانون ووزير تعليمها "العالي" و "حنكته" في اختيار مدراء الأقسام الداخلية الذين يشرفون على رعاية بنات العراق. إنها ليست أقسام داخلية بل مقرات مخابراتية للتعذيب النفسي والجسدي. سألت طالبة مدير القسم بعد أن وجدت نفسها وزميلاتها في عربات نقل تلف بهن الشوارع ليلا لتنقلهن من دار إلى دار، أن كان يسمح أن يحصل هذا لابنته؟! أجابها السيد المدير المؤمن التقي: "هل تعلمين ماذا انتن؟ اهلكن غير شرفاء لأنهم إذا كانوا شرفاء ما كنتن هنا". أما حين شكت أخرى من سوء الخدمات المزرية، لم يحمل المدير وزارة حزب الدعوة السبب بل رماه على أولياء الطالبات! وكيف يا ملا حنتوش؟ لأنه "لو كانت عوائلكن من العوائل المحترمة ما كانت لتسمح لكن بالسكن هنا". وهلهوله "للدعوة" الصامد.كلهم هكذا، وفي أي بلد كانوا، يصح فيهم المثل العراقي القائل "هالشنكة من هالعجين". أما المثل الأصح والأقرب، برأيي، فهو "الـ ... أخو الـ ...".
سلاما ياعراق : أترضاه لأختك؟!
نشر في: 12 أغسطس, 2012: 06:50 م