عدنان حسين وهو يلقي كلمته في الاحتفالية التي أقامتها وزارة الشباب والرياضة في يوم الشباب العالمي أمس، بدا رئيس الوزراء نوري المالكي كما لو انه يتعمد تقديم صورة وردية لأوضاع الشباب في البلاد، أو انه كان يتحدث عما يريده ويتمنى تحقيقه في المستقبل على هذا الصعيد.
المالكي قال ان " الجميع شركاء اليوم في البلد ولا فرق بين عراقي وعراقي على أسس طائفية أو مذهبية أو قومية، والشباب شركاء وتقع عليهم المسؤولية من أجل ضمان مستقبل البلاد، ومسؤولياتهم قائمة على أساس البناء والألفة والمحبة". وأضاف مقارناً بين ما كانت عليه فئة الشباب في عهد صدام حسين وما صارت عليه اليوم "الصورة اليوم تغيرت، ولا أحد يُجبر الشباب على عمل شيء أو يضطهدهم أو يقصيهم عن العملية السياسية أو الاقتصادية أو العلمية". غير صحيح ان "الجميع شركاء" وان "لا فرق بين عراقي وعراقي"، فليس الجميع شركاء. الشراكة قاصرة على الأحزاب السياسية الحاكمة والمجموعات المحيطة بقياداتها. وهناك فروق كبيرة في ما بين العراقيين، فروق تستند الى أسس دينية وقومية ومذهبية وحزبية. هناك فرق بين أن تكون عضواً في أحد الأحزاب المنضوية في التحالف الوطني أو ائتلاف العراقية أو التحالف الكردستاني وسواها من الكتل الممثلة في البرلمان والحكومة، وبين أن تكون من حزب ليس له تمثيل في البرلمان والحكومة. بل هناك فرق بين أعضاء الحلقات المحيطة بكبار المسؤولين في الدولة وبين غيرهم. الأولون مقضية مصالحهم ومُلبّاة مطالبهم، بما في ذلك الحصول على الامتيازات والعطايا والصفقات، فيما الآخرون مقصون ومهمشون.هناك فرق كبير في المعاملة في معظم دوائر الدولة تجاه موظفيها ومراجعيها، وهو فرق يستند الى دين المسؤول أو مذهبه او قوميته أو الى عقيدة هذا المسؤول السياسية.. دوائر الدولة موزعة مذهبياً وقومياً وحزبياّ (الأحزاب الحاكمة).ليس من المصلحة نكران هذا أو التعمية عليه، وليست الأمور بالصفاء الذي عكسه كلام رئيس الوزراء أمس.الشباب ليسوا شركاء في عملية بناء الوطن والنظام الجديد، فالأغلبية الساحقة متروكة لمصيرها تتخبط في البطالة والفقر المادي والروحي. لم يعد شبابنا مجبرين على السوق الى ساحات الحروب، لكنهم مجبرون على أن يموتوا بالمجان في أعمال الإرهاب والعنف التي لا تقوم بها "القاعدة" وفلول النظام السابق وحدهما وانما أيضاً عناصر مسلحة وتنظيمات سرية من القوى الحاكمة المتصارعة في ما بينها. كثير من شبابنا مجبرون على العمل بعيداً عن اختصاصاتهم إن توفرت لهم فرص العمل، ومحرومون من حقوق السكن والزواج والتمتع بالحياة، بما في ذلك القراءة وتذوق الموسيقى وارتياد دور السينما والمسرح ومدن الألعاب والسفر والسياحة داخل البلاد أو خارجها.شبابنا لا يحتاجون الى كلام الصور الوردية والتمنيات الطيبة، فما يلزمهم خطط وبرامج عملية، وهذه لا تتحقق في ظل التمييز الديني والمذهبي والقومي والسياسي وتفشي الفساد المالي والإداري على وجه الخصوص.
شناشيل:ما يحتاجه شبابنا
نشر في: 12 أغسطس, 2012: 09:34 م