TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > العمود الثامن:سماسرة الطائفية

العمود الثامن:سماسرة الطائفية

نشر في: 12 أغسطس, 2012: 09:49 م

 علي حسين يبدو أن منظّر دولة القانون السيد عبد الخالق حسين نسي القراءة بالعربية جيدا، او ان ثقافته الانكليزية  التي ظلت تراوح بين  ادعاء الماركسية والتغزل بالرأسمالية، والوقوف على أبواب السلطان، لم تسعفه ليدرك أو يفهم أن الباطل الذي حاول ان يسوقه  للناس من خلال مقاله الأخير عن المدى  مبني على باطل أكثر سذاجة. فتحت عنوان مثير للاستهجان يرتكب المنظر مجموعة من الأخطاء والخطايا التي لا تليق بكاتب مبتدئ، فكيف بكاتب يدعي انه ترك مهنة الطب ليتفرغ للقضايا السياسية والفكرية
 التي كان يهواها منذ الصغر، باتهامه صحيفة المدى بالطائفية بعبارات مقيتة وغير أخلاقية وغير  محترمة، وانتهاء بتنفيذه لتوجيهات موظفي  مكتب رئيس الوزراء الذين يعتقدون ان كل من يخالفهم في الرأي، فهو عميل وينفذ اجندة اجنبية. في مقدمة مقاله يكتب منظر دولة القانون قائلا: "من هذه الأعمال الخطيرة نذكر ما نشرت صحيفة (المدى)، قبل أيام خبراً مفاده: استبعاد المكون الشيعي من مجموع الطيارين الذين سيتم إرسالهم الى الولايات المتحدة الامريكية لغرض التدريب" وقد تصور الرجل انه استطاع ان يحظى بكشف علمي خطير فختم جملته الركيكة بعبارة مثيرة:  "تبين فيما بعد أن الخبر مفبرك وعار عن الصحة"، ولان الخبر الذي نشرته المدى استند على معلومات صحفية موثقة، بدليل ردود الفعل التي صاحبته.. لكن يبدو ان "المستر عبد الخالق" لا يقرأ، وان قرأ لا يفهم،  وان فهم فلا ينطق بالحقيقة، لان ثمن خداع الناس يحوّل دوماً إلى دولار اخضر على  عنوان احد مصارف  العاصمة البريطانية.لا يهمنا إذا كان "المستر عبد الخالق" يقرأ بعقله أو بجيبه، ولا الثمن الذي يقبضه بعد كل مقالة له  تسبح بحمد اولي الامر، فهذا شأنه وهو رزق لانحسده عليه، لكن ما يخصنا أن الخبر الذي نشرناه له اسانيد  لايريد المستر ان يعترف بها، اول هذه الأسانيد ما صرح به نائب عن التحالف الوطني قبل نشر خبر المدى حيث قال النائب عن كتلة المواطن كريم عليوي ان: "الاقصاء الواضح للشيعة في عملية اختيار الطيارين الذين سيرسلون الى الولايات المتحدة الامريكية للتدريب على قيادة الطائرات الامريكية يأتي ضمن مخاوف أمريكية واضحة من منح الشيعة قدرة استخدام تلك الطائرات".  ثاني الاسانيد تصريح النائب عن التحالف الكردستاني محمود عثمان الذي قال لوكالة الفرات نيوز  إن "وصول المحاصصة الى اختيار الطيارين الذين سيتدربون في الولايات المتحدة، امر في غاية الخطورة كون الخبرة والكفاءة هما المقياس الحقيقي لاختيار الطيارين". ثم ماذا يقول المسيو عبد الخالق في المقال الذي نشره عضو التحالف الوطني محمد حسن الموسوي في صحيفة المواطن قبل نشر خبر المدى بيومين حيث جاء فيه: "واقعة الطيارين"  نعني  بها عملية ترشيح مجموعة من الطيارين للتدرب على قيادة طائرة (أف 16) ضمن صفقة ابرمتها الحكومة العراقية مع نظيرتها الامريكية وسيصار الى تدريب  الطيارين العراقيين في الولايات المتحدة الامريكية على استخدامها, وبالفعل  تم ترشيح مجموعة من الطيارين ولكن المفاجئة كانت ان ليس بينهم شيعي واحد ". واخيرا ما رأيه بتصريح السيد حسن السنيد رئيس لجنة الامن  والدفاع النيابية الذي  قال وبالحرف الواحد ان هناك توازنا دستوريا في جميع الطيارين  لتدريبهم على طائرة "اف16".  لا أتصور ان المسيو عبد الخالق سيتهم هؤلاء الساسة بأنهم ينفذون اجندة سعودية، ويقبضون من امير قطر، او انهم من بقايا  البعث، ولا اتصور منظر دولة القانون سيطالب بتقديمهم للقضاء مثلما طالب بتقديم كادر جريدة المدى للمحاكمة.  لا يستطيع أحد أن يصادر حرية  مفكري الدولار في ان يناصروا اولي النعمة على الحق والباطل.. وان تظل عيونهم تترقب الحوالات البنكية، كما لا يحق لأحد أن يطلب منهم أن يكتبوا عن الفساد واهدار المال العام والرشوة والمحسوبية. هذا حقهم حتى وإن كانوا  بكتاباتهم الساذجة عن الخيرات التي ينعم بها العراقيون  يثيرون  السخرية ممن يدفعون لهم الثمن أكثر مما يثيرون التعاطف معهم. ويهمني ان ألفت عناية  مسيو عبد الخالق  إلى أن  المدى وهي تكتب عن موضوعة الطيارين، انما كانت تستهجن الطريقة التي تم بها الاختيار، والتي اعتمدت على المحاصصة الطائفية لاعلى الخبرة والكفاءة، وهي الطريقة التي تدار بها كل مرافق الدولة من الوزير حتى ساعي البريد.. .ملاحظه: نصحني العديد من الأصدقاء الاعزاء بأن لا اكتب ثانية عن المسيو عبد الخالق  وان أغلق باب المساجلة معه، من اجل أن لا اجعل منه ضحية تستدر عطف الحكومة ومقربيها  فتدفع له بدل تعويض،  وسأستجيب لطلبهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram