إياد الصالحيتفتخر الأمم بمواطنيها العلماء والأدباء والفنانين وأصحاب الأعمال الوطنية في تاريخها كما تفتخر برياضييها الأفذاذ أصحاب الانجازات الكبيرة والإطلالة المشرفة في الدورات الاولمبية العريقة ويتم الاحتفاء بهم أيما احتفال ويُخصص لهم يوم معلوم يتم جمعهم فيه لينالوا التكريم المناسب أمام عوائلهم وبحضور كبار مسؤولي الدولة
كي يشعروا بقيمة ما قدموه وأنهم جزء مهم من واقع رياضي مزدهر ومستمر تتوالى فيه الادوار البطولية من جيل الى آخر ويكبر معهم التاريخ الرياضي كلما تقادمت أعمارهم وصولاً الى ذروة النشوة كسفراء له بشهادة عيدهم السنوي.هذا ما تجلى في المبادرة الانسانية لوزارة الشباب والرياضة أمس الأول الاثنين بدعوة 1076 رائداً رياضياً لاحتفالية تكريمهم قبيل حلول عيد الفطر المبارك زادتهم تفاخراً بأنفسهم لما صنعوه لرياضة الوطن عبر اكثر من نصف قرن عاشوا خلاله ظروفا استثنائية لم يشهدها غيرهم على كوكب الأرض ما بين متغيرات الأنظمة السياسية (الملكية والجمهورية) وما تبعها من انقلابات وحروب وحصار دمرت البنى التحتية للبلاد وأعاقت مسيرتهم وحدّت من طموحاتهم تارة وضاعفت تحديهم لانتزاع الكؤوس والألقاب تارة اخرى.كما ان هناك العديد من الرواد قدم نفسه نموذجاً للتضحية بعدما شهد زملاؤه محطات عـدة من إيثاره في العلاقات الاجتماعية وحبه المساعدة وإسهامه في رقي لعبته بالرغم من الخوف والقلق وشحة المال ومتاعب العمل التي واجهها أثناء خدمته ، ومن المؤلم ان هناك رواداً فارقونا من سنين بعيدة لم تمتد لأسرهم يـــد الخير وكأن موتهم دفن سيرتهم ولم يعد أحد يتغنى بأمجادهم في معارك الرياضة وبقيت دموع ابنائهم تعاتب المقصرين ومن تناساهم وتذكرهم بأن السنين لن تصاحب أحداً فهي إن ضحكت لهم اليوم فغداً تبكيهم! لعلنا نجزم أن رواد رياضة العراق ليس لهم نظراء في كل الدول التي يخرج روادها في مسيرات احتجاجية بين الحين والآخر للمطالبة بحقوقهم ولن يتورعوا في إزعاج السلطات وحرق المباني وتمزيق شعارات حكوماتهم التي ترضخ لهم في نهاية الأمر كما حصل في الأرجنتين واسبانيا وجنوب أفريقيا ، بينما روادنا لا ينبسون ببنت شفة ، بل وصل الحال بهم ان يتباهى البعض بمنحهم رواتب شهرية لأغراض انتخابية سرعان ما يجدون أنهم وقعوا في الفــخ ! وكثيراً ما كانت دعواتهم للاحتفاء بهم ترتبط بمناسبات روحية مثل رمضان والعيد ينالون خلالها مبالغ زهيدة أشبه بالصدقات للتخفيف عن كاهلهم وإسعادهم ومدهم بالأمل في الحياة.نقترح هنا أن يلتفت وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر لهذه القضية ويأخذ على عاتق وزارته مسؤولية رعاية الرواد بصورة كاملة من دون أن يصبحوا رهينة ألاعيب شخصيات معروفة خسرت فرصة المنافسة على انتخابات الأندية لتربح أصوات الرواد ، فالوزارة جديرة بأن تولي اهتمامها الكبير بواقعهم الصعب بعدما صاغت لهم قانوناً ملبياً لطموحاتهم نال ثناء أعضاء مجلس النواب في قراءته الأولى ، ليتمكنوا وأُسرهم من تقاضي حقوقهم من الدولة بشرف دون منـّة من أحد ، وليس هذا فحسب ، بل نريد عيداً خاصاً كل عام يسمى بـ(عيد الرواد) يأخذ استحقاقه المعنوي والمادي والتنظيمي أسوة بكثير من المناسبات الرياضية والوطنية التي نحتفي بها وسط اهتمام وسائل الإعلام كافة تؤرشف عناوين بارزة من العيد كدروس مهمة للغد لاسيما أننا بدأنا نفقد العديد من الرواد نتيجة الإهمال الواضح بظروفهم الحياتية والصحية ويأسهم من تكرار نداءات التوسل بمن انتزعوا الرحمة من قلوبهم ولا يستحقون أن تُطرق أبوابهم !
مصارحة حرة : عيــد الــــرواد
نشر في: 14 أغسطس, 2012: 06:29 م