TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :عن أيّ خصومة يتحدثون؟

سلاما ياعراق :عن أيّ خصومة يتحدثون؟

نشر في: 14 أغسطس, 2012: 08:38 م

 هاشم العقابي لا يختلف منصفان على أن الحكومة العراقية الحالية تعد، من ناحية الإعمار وتوفير الخدمات وحماية أرواح المواطنين والنزاهة المالية، من أفشل الحكومات التي مرت بتاريخ العراق الحديث. ومع هذا تجد من يخرج علينا من أتباع السلطة مدافعا عنها وكأنها قد حولت العراق إلى جنة.
 أو أن الناس في بلادنا لا تسمع أو ترى. ومن يدعي عكس ذلك فهو، برأيهم، إما مأجور أو عميل أو يشتغل لحساب أجندات خارجية. والتهم، طبعا، تزداد كما ونوعا كلما اقترب النقد من رئيس الحكومة وتقل إن ابتعدت عنه. على قدر أهل العزم تأتي "التهائم".ما كتبت مرة منتقدا فشل الحكومة استنادا لمعلومة مؤكدة، أو طرحت رأيا قابلا للنقاش ووجدت أحدا من "حماة" المالكي يقف عند تلك المعلومة أو الرأي. صار هدفهم واحدا وهو أن يصورا المالكي بصورة المسكين والضحية الذي دارت عليه الأقلام. إنهم يعرفون الحقيقة بأعماقهم لكن التعصب الطائفي أعماهم، فقالوا "إنهم" حاربوه لأنه شيعي. إنها لعبة مكشوفة ورخيصة لاستدرار العواطف وكسب الشعبية بالضحك على عقول البسطاء من أبناء المذهب. يضحكون عليهم وكأنهم لا يعرفون أن التقارير، في زمن حكم المالكي الطويل، تشير إلى أن نسبة الشحاذين وبيوت التنك في مدن الجنوب الشيعية هي الأعلى بين مدن العراق. وان اكبر وأشهر "مساطر" النساء موجودة في كربلاء والكاظمية والعمارة. وان اشد مدن وأحياء العراق بؤسا هي المدن الشيعية، ومدينة الصدر (الثورة) واحد من عشرات الأمثلة تشهد على ما أقول. أما إذا وجدوا كاتبا شيعيا ينتقد المالكي، مثلي، فهذا عندهم عاص وعاق يجوز لهم "شرعا" أن يكذبوا عليه وأن يلفقوا له ما يشتهون من تهم. وهكذا تجد اسطوانة اتهامهم لي حين اكتب عن فشل الحكومة ورئيسها ظلت تدور في فلكين. الأول: أن لي "خصومة شخصية مع المالكي". والثاني يتساءلون فيه: "لماذا المالكي وليس بارزاني؟".فبالنسبة للأول إن "الخصومة"، أي الخصام، أي "العركة"، قد تحدث بين تاجرين على صفقة أو شابين على حب فتاة أو عشيرتين على ثأر. وإطلاق هذا الوصف على نقد الحكومة، أي السلطة المكلفة حصرا بحماية أرواح المواطنين وتوفير ابسط أساسيات الحياة لهم من كهرباء وماء وشوارع بلا أزبال، لا أقول فيه غير انه  يثير الشفقة على عقلية من أطلقه. وعن مسألة "شخصية"، فهذه تهمة بات توجيهها شائعا هذه الأيام للمعارضين. وهي عملية "غسل دماغ" محضة. فهي تعني إن المثقف أو الصحفي أو كاتب الرأي، أيا كان، عندما يعارض سياسيا، أي صاحب سلطة، فهو يهدف لاستجلاب مصلحة شخصية أو دفع ضرر شخصي. وكلا الأمرين، استجلاب المصلحة ودفع الضرر، يتطلب عكس ذلك تماما. أي مهادنة صاحب السلطة وامتداح سياسته والتملق له. هل فعلا صرنا نحتاج لتوضيح بديهية تقول إن مداراة المصلحة الشخصية تتطلب السير مع التيار والتكيف مع الواقع القائم لا عكس ذلك؟ سلوا النائب علي الشلاه ليوضح لكم  ذلك إن كنتم لا تعلمون. أما اسطوانة "لماذا المالكي وليس بارزاني" فهذه سأتحدث عنها غدا. لا يختلف منصفان على أن الحكومة العراقية الحالية تعد، من ناحية الإعمار وتوفير الخدمات وحماية أرواح المواطنين والنزاهة المالية، من أفشل الحكومات التي مرت بتاريخ العراق الحديث. ومع هذا تجد من يخرج علينا من أتباع السلطة مدافعا عنها وكأنها قد حولت العراق إلى جنة. أو أن الناس في بلادنا لا تسمع أو ترى. ومن يدعي عكس ذلك فهو، برأيهم، إما مأجور أو عميل أو يشتغل لحساب أجندات خارجية. والتهم، طبعا، تزداد كما ونوعا كلما اقترب النقد من رئيس الحكومة وتقل إن ابتعدت عنه. على قدر أهل العزم تأتي "التهائم".ما كتبت مرة منتقدا فشل الحكومة استنادا لمعلومة مؤكدة، أو طرحت رأيا قابلا للنقاش ووجدت أحدا من "حماة" المالكي يقف عند تلك المعلومة أو الرأي. صار هدفهم واحدا وهو أن يصورا المالكي بصورة المسكين والضحية الذي دارت عليه الأقلام. إنهم يعرفون الحقيقة بأعماقهم لكن التعصب الطائفي أعماهم، فقالوا "إنهم" حاربوه لأنه شيعي. إنها لعبة مكشوفة ورخيصة لاستدرار العواطف وكسب الشعبية بالضحك على عقول البسطاء من أبناء المذهب. يضحكون عليهم وكأنهم لا يعرفون أن التقارير، في زمن حكم المالكي الطويل، تشير إلى أن نسبة الشحاذين وبيوت التنك في مدن الجنوب الشيعية هي الأعلى بين مدن العراق. وان اكبر وأشهر "مساطر" النساء موجودة في كربلاء والكاظمية والعمارة. وان اشد مدن وأحياء العراق بؤسا هي المدن الشيعية، ومدينة الصدر (الثورة) واحد من عشرات الأمثلة تشهد على ما أقول. أما إذا وجدوا كاتبا شيعيا ينتقد المالكي، مثلي، فهذا عندهم عاص وعاق يجوز لهم "شرعا" أن يكذبوا عليه وأن يلفقوا له ما يشتهون من تهم. وهكذا تجد اسطوانة اتهامهم لي حين اكتب عن فشل الحكومة ورئيسها ظلت تدور في فلكين. الأول: أن لي "خصومة شخصية مع المالكي". والثاني يتساءلون فيه: "لماذا المالكي وليس بارزاني؟".فبالنسبة للأول إن "الخصومة&q

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram