TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان :اكتشافات المالكي الذهبية!

كتابة على الحيطان :اكتشافات المالكي الذهبية!

نشر في: 14 أغسطس, 2012: 09:12 م

 عامر القيسي أخيرا اكتشف السيد المالكي أن نار الربيع العربي أشعلها جهلة وحاقدون! وهو اكتشاف سيريحنا من ضلالنا ويهدينا إلى الصراط المستقيم ومعنا شعوب العالم، لأننا سنتوقف نهائيا عن ضرب الأخماس بالأسداس لكي نعرف من أشعل نار الربيع العربي ونرسو على الحقيقة الكبرى التي اكتشفها وأطلقها رئيس وزرائنا من أن ملايين الناس الذين خرجوا واسقطوا أنظمة حسني مبارك وزين العابدين والقذافي وعلي عبد الله صالح وفي طريقهم لإسقاط نظام الأسد الابن، هذه الملايين من وجهة نظر السيد المالكي
 مجموعة من الجهلة والحاقدين أو في أحسن الأحوال ينفذون إرادات خارجية، وأضاف المالكي: هناك دول ستتهاوى مرّة أخرى، دون أن يوضح لنا سيادته من هي هذه الأخرى، هل هي نفس الأنظمة التي أسقطها الجهلة والحاقدون أم أن الأخرى هذه ستتهاوى أيضا على أيدي نفس الفئة الحاقدة الجاهلة الضالة أم هناك ملايين أخرى يرضى عليها المالكي؟ ونقترح عليه أن يسميها " الدنيا ربيع والجو بديع"!ربما تناسى أو نسي السيد المالكي انه قال في أكثر من لقاء إن الربيع العربي، الذي أطلق عليه خريفا أيضا، قد انطلق من العراق إبان الانتفاضة الآذارية عام 1991 ولم يوضح لنا المالكي إن كانت البداية قد حصلت على أيدي جهلة وحاقدين وهم ينفذون أجندات خارجية سياسية أم أنها كانت انتفاضة شعبية حقيقية استثمرت فرصة تأريخية في محاولة لإسقاط نظام صدام، لكن المهمة لم تنته لأسباب يعرفها المالكي قبل غيره!المدهش في السيد المالكي، ومن خلفه رهط دولة القانون، انهم يناصبون العداء الخفي لانتفاضات الشعوب العربية، تحت ستار الوقوف مع التطلعات المشروعة لهذه الشعوب في التحرر من أنظمة القمع الهمجية، لكنهم في لحظات التجلي الحقيقية "تزل" ألسنتهم المباركة ليعلنوا عن اكتشافاتهم الحقيقية أيضا التي ينضح منها موقف طائفي بامتياز وتحت ستار جديد هو الخوف على العراق من تأثيرات ما يجري في سوريا على سبيل المثال، التي ينتفض فيها الجهلة والحاقدون منذ أكثر من سنة ونصف لإسقاط النظام البعثي الذي أذاقنا ويلات المفخخين وحثالات البشر!يريد السيد المالكي أن ينأى بالعراق والعراقيين عن العاصفة ولا يريدنا أن نتفاعل معها ليقينا نارها، حسب خطابه في افتتاح مهرجان للشباب في بغداد، لكنه ربما لم يدرك أن تصريحه عن الجهلاء والحاقدين الذين يقدمون آلاف الضحايا يوميا على مذبح الحرية، هو موقف سياسي ورسمي لا ينأى بالعراق والعراقيين عن العاصفة وإنما انحياز سافر ضد تطلعات الشعوب الجاهلة والحاقدة،وان التناقضات في الموقف الرسمي للحكومة، على سبيل المثال في الحالة السورية الأقرب نحن إلى جهلتها وحاقديها،بين الامتناع عن التصويت والموافقة والتحفظ ورفض استقبال اللاجئين في البداية، هو اللعب بالنار حقيقة لأنه سير عكس حركة التأريخ التي يرسم ملامحها في هذه الحقبة الشعوب وليس الأنظمة، وأنها حركة لا يمكن إلا  للخاضعين لمصالح الغير أن لا يروها ولا يجيدوا قراءة اتجاهاتها ولا يدركوا مكامن الخطر في تأثيراتها المستقبلية بناءً على مواقف سياسية نتمنى على الجهلة والحاقدين المكتوين بهمجية أنظمتهم، أن يحسبوها على حكومتنا رسميا وليس على التعاطف الشعبي العام مع انتفاضاتهم، من مختلف أطياف الشعب العراقي.  مثل هذه النعوت ليست غريبة على السيد المالكي ودولة قانونه الخاص، فالذين يصفون متظاهري ساحة التحرير بأنهم من بقايا البعث وينفذون أجندة خارجية،ويأمرون بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في البصرة والناصرية،الذين يطالبون بالخدمات وليس حتى بالإصلاح،ويتهمون بان إيد خفية تحركهم.. فما أسهل عليهم أن يطلقوا على شعوب تنتفض ضد طغاتها بأنهم مجموعة من الجهلة والحاقدين!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram