إكرام زين العابدين منذ سنوات مضت ونحن نسمع ان انديتنا الرياضية تعاني القحط المالي والإهمال وعدم وجود ملاعب نظامية خاصة بها حسب المواصفات الدولية واتضح ذلك من خلال النقل التلفازي لمباريات دوري النخبة التي تعيدنا الى عصر الستينيات عندما كانت كرة القدم تلعب على ارض ترابية، والاستثناء الوحيد من ذلك ملاعب اقليم كردستان الجيدة والخاصة بناديي أربيل ودهوك.
موضوع الملاعب المتهالكة أثـّر سلباً على انديتنا وجعلها تتراجع فنياً خاصة وأن القائمين على الاندية ومنها الجماهيرية لم ينجحوا في إقناع المسؤولين عن الرياضة العراقية بضرورة احداث ثورة في هذه الملاعب واعادة إعمارها لتكون معدة لاستقبال المباريات الرسمية وكذلك المساهمة في تطوير رياضتها لان الدول المجاورة بدأت تهتم بها وتعدها بوابة عصر الاحتراف الحقيقي من خلال الاهتمام بهذه الملاعب وبنائها وفق احدث المواصفات العالمية التي تسمح لها بالمشاركة في بطولة التصنيف الاول على آسيا وهي دوري ابطال آسيا للمحترفين .وبالعودة الى اندية النخبة الكروية التي تعد الأفضل حالياً خاصة وانها دخلت سباقاً محموماً من اجل انهاء تعاقداتها مع اللاعبين للموسم الجديد والتي تحاول ان تدخل عالم الاحتراف وتطبقه وفق اجتهادات رؤسائها والقائمين عليها من خلال العقود المالية المُبالغ بها التي يحصل عليها اللاعبون في موسم كروي واحد من دون ان يقدموا اداءً فنياً مقنعاً مقابل هذه المبالغ علماً ان بعضهم يقضي الموسم مصاباً او متنقلا بين المنتخبات الوطنية . إن موضوع العقود للموسم الجديد أثارت اكثر من علامة استفهام لانها مرتفعة ولا تدل على انها تدفع الى لاعبين محترفين قدموا اداءً فنياً كبيراً ، بل على العكس كان بعضهم متقاعساً وجليس مصطبة الاحتياط في اكثر من مباراة مهمة .وللاسف فان اغلب هذه الاندية لا تملك كما اكدنا سابقاً ملاعب جيدة وكان الأحرى بإدارات هذه الاندية بناء او اعادة إعمار او تأهيل ملاعبها بالشكل الجيد بدلاً من الاسراف في تقديم عقود كبيرة الى لاعبين غير مؤهلين بان يسهموا في تحقيق المعجزات للاندية ، ومنها ناديا النفط وبغداد اللذان دخلا الى خط التعاقدات الكبيرة للموسم الجديد وخصصا مبالغ مالية كبيرة الى لاعبين دوليين يعتقدون بأنهم مؤهلون لتحقيق طموحات الادارة بالتواجد في المراكز المتقدمة للنادي علماً ان الناديين لا يملكان ملعبين متواضعين لا يصلحان لتضييف المباريات الرسمية وكان الأحرى بوزارة النفط وامانة بغداد المسؤولتان عن الناديين ان تُعيدا النظر ببنائهما وفق المواصفات العالمية بالاتفاق مع الشركات المتخصصة وبشكل الذي يُليق باسم اكبر وزارة ومؤسسة تملك المال والامكانيات التي تؤهلهما للنهوض بواقع الملاعب الرياضية المتردي حالياً .ونتمنّى ألا يكون المال السائب وعدم وجود رقيب في هذه المؤسسات الحكومية سبباً في ارتفاع ارقام العقود ووصولها الى حد يثير الشبهات والشكوك خاصة وان اغلب لاعبينا لا يفقهون معنى الاحتراف الحقيقي ولا يعطون للعبة حقها لانهم يعيشون عصر اللامبالاة في ظل وجود الجهلة على رأس ادارات الاندية التي لا تعرف ما شروط الاحتراف الحقيقية التي يبحث عنها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم .وما زالت تخبطات الاتحاد العراقي لكرة القدم مستمرة من حيث عدم انتظام مباريات دوري النخبة الذي لم ينتهِ بالرغم من دخولنا للنصف الثاني من شهر آب الحالي علماً ان منافسات الموسم الجديد انطلق او على وشك في بعض الدول المجاورة لنا ، واننا مازلنا بعيدين عن التخطيط السليم للموسم المقبل وان الفوضى العارمة ستستمر وتتواصل في ظل مشاركة (18) نادياً بالموسم الكروي الجديد ، وكنا نتمنى ان يكون الاتحاد جريئاً وشجاعاً ويقلص الفرق الى (16) لكي يتخلص من (56) مباراة ستكون وبالاً عليه في الموسم الجديد وتؤدي بلا شك الى تأخر اتمام مبارياته ايضاً.
في المرمى : أندية بالية وعقود غالية!
نشر في: 15 أغسطس, 2012: 06:40 م