TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :شيء عن المعارضة

سلاما ياعراق :شيء عن المعارضة

نشر في: 15 أغسطس, 2012: 06:48 م

 هاشم العقابي لامني بعض القراء إذ يرون أني أشغلت نفسي وضيعت وقتي بالرد على من لا ينفع معه الرد.  فالحوار، برأيهم، قد ينفع مع صاحب العقل والطائفي لا عقل له. أعترف أن لومهم فيه شيء من حق، لكني مقتنع بأن في داخل كل إنسان بذرة خير حتى وإن ضحك عليه الطائفيون ونجحوا في غسل دماغه، فصار يدافع عنهم رغم أنهم حرموه أبسط مستلزمات العيش الكريم وهم منعمون. لذا سأكمل الحديث عما وعدت القراء أمس، مبتدئاً بمقدمة عن مفهومي للمعارضة، قبل أن أجيب أصحاب أسطوانة "لماذا المالكي وليس البارزاني؟".
المعارضة حق من حقوق الإنسان إن كفلها وإن لم يكفلها الدستور. والدليل أننا عارضنا صدام رغم أن دستوره يجرّم من يعارضه. والمعارضون وإن كانت تجمعهم صفة المعارضة، لكنهم يختلفون في ما بينهم من حيث الأهداف التي ينشدونها والوسيلة التي يتبعونها. ومن هنا لا يصح القول بأن كل معارضة نبيلة أو وطنية. حتى صدام، ورغم كل ما ألحقه بالعراق من خراب ودمار، ثبت بعد سقوطه أن هناك من عارضه حسدا لعيشة الترف التي كان يعيشها ليس إلا، كما قال السيد إياد جمال الدين، والواقع يؤيده. وفي مقابل هؤلاء هناك من عارضه بنكران ذات ونية خالصة لا تهدف إلى غير تخليص البلاد والعباد من شروره. واليوم إذ يكفل الدستور العراقي حق كل مواطن أو حزب في معارضة السلطة سلميا بغض النظر عن مذهب وقومية من يقودها، تعددت أيضا أهداف ووسائل المعارضين أحزابا كانوا أو جماعات أو أفرادا. فمنهم من يرى نفسه أصلح من المالكي لقيادة البلد أو أن حزبه أفضل للعراق من حزب الدعوة الحاكم. وهذا هدف مشروع دستوريا وديمقراطيا شريطة أن لا يتم عن طريق السيف أو الدبابة. مثلما لا يجوز قمع المنادين به بمثل تلك الطريقة التي استخدمت في قمع المتظاهرين بساحة التحرير من قبل السلطة الحالية. وإن كانت الأنظمة على أنواع منها الشمولية والاستبدادية والفاشية والديمقراطية، فالمعارضة أيضا فيها المسلحة والسياسية والدينية والمدنية والشعبية. وكما للسلطة أدواتها في تحقيق غاياتها طبقا لطبيعة نظامها، فإن المعارضة لها أدواتها التي تتنوع بأنواع أغراضها.  فالمعارض الطالب للسلطة تختلف أدواته عمن يعارض من أجل أن تنال المرأة حقوقها. وقد يعارض العامل بطريقة تختلف عن الصحفي ورجل الدين.ومن هنا تختلط الأوراق فنجد الحاكم الظالم قد يعارضه رسام ينشد الحياة والحرية بكل تحضر، وفي الوقت ذاته يعارضه ظلامي اشد منه ظلما، لكنه يريد إزاحته ليحكّم سيفه برقاب الناس لذبحهم بطريقته الـ "حلال"، لان الحاكم كان يذبحهم بطريقة "حرام". وهذا الخلط هو ما يلعب عليه الحكام المفسدون والفاشلون ويتصورنه طوق النجاة الذي يطيل أمد ولاياتهم. ومن هنا تنطلق الماكنة الدعائية للنظام مستهدفة الناس لإيهامهم والضحك على عقول البسطاء منهم لغسل أدمغتهم، فتصفق الضحية لجلادها، ويبزخ المظلوم المحروم حتى من الكهرباء، فرحانا في حضرة ظالمه "الفايخ" تحت ظل مكيفات الخضراء التي لا تكل ولا تمل. فمن لهؤلاء الناس المظلومين والمضحوك عليهم في آن واحد  غير الإعلام  الحر والمعارض؟ للحديث صلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram