ثامر الهيمص اللجان البرلمانية نشطة هذه الأيام رغم تمتع النواب بالعطلة البرلمانية ،وهذا شيء عظيم إضافة إلى قفشات السحور السياسي وما أثارته في الفنجان . ويبدو أن الأمر التراجيدي في عراقنا حسب هذه الفعاليات أصبح موضوعا مسليا ،إذ لا حلول في الأفق سوى ما يعني أولياء الأمور مباشرة مثل قانون مجلس المحافظات . والآن مشكلة المحكمة الدستورية ، أي التي تؤيد العطالة في البطالة، فالبطالة لها عوامل موضوعية تقابلها حلول مناسبة سواء كانت هيكلية أو موسمية أو مقنعة .
حيث الأخيرة أصبحت جزءا رئيسياً في عملية العطالة التي تحول دون حل مشكلة البطالة . فمثلاً لا نستطيع أن نعلم بالضبط ما هي نسبة البطالة لان الموضوع دخل في السياسة ،فهناك إحصائيات دولية عليها ملاحظات غير دقيقة وربما تخدم أغراضا أخرى ، ولكن في كل الأحوال تتجاوز نسبة من هم تحت خط الفقر أو تواكبها . فالسيد رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس النواب ( شدد ) ولجنته على ضرورة تفعيل القطاع الخاص ( لا جديد ) في هذا وقد خاطبو الجهات الحكومية أكثر من مرة بتسهيل عمل دخول الشركات الاستثمارية . أيضاً ( لا جديد ) ويبدو أن هذه حدود اللجنة بأنها قالت ألا هل بلغت ؟ في حين ومن خلال دعوة وزارة الزراعة للبرلمان إلى إقرار قانونها مع المبادرة الزراعية حيث أن ( 60 % من الأيدي العاملة في هذا القطاع البركة ويحقق الأمن الغذائي وما يتعلق بأمن البلد . وأيضاً ( لا جديد ) إلا إذا تضافرت جهود لجنة العمل والشؤون الاجتماعية مع وزارة الزراعة لإقرار قانونها الذي تراهن عليه خصوصاً وأنها تتباهى بالمبادرة الزراعية . وفي الآونة الأخيرة ومن ضمن النشاط البرلماني استقبال السيد وزير الزراعة رئيس لجنة النزاهة ، وبحث معه المشاكل والمعوقات التي تواجه القطاع الزراعي وأيضاً ( لا جديد ) . إذن البرلمان نشط ولكن يبدو أنه ليس في اليد حيلة على صعيد البطالة رغم أن البطالة ليست مجرد عوق اقتصادي بل هي تتفاقم لتنتج لها خللاً أمنياً ، ولكن علاج الأخير أسهل كثيراً من العلاج التقليدي بأن يعمل القطاع الخاص وتفعيل الاستثمار وإصدار قوانين ومحاسبة مقصرين ونزاهة ومحاكم ووو . لذلك كانت عملية تعطيل الحلول لمشكلة البطالة سياسة لها منظروها وليس هناك مصلحة مباشرة للبيروقراطية الجديدة فيها . وكما ثبت عملياً ونظرياً أن الفقر في العراق ، عوامله السياسية هي مفتاح الحل لأننا ببساطة فقراء سياسياً على المدى المتوسط والبعيد حيث تتفاقم مشاكلنا وأبرزها البطالة من خلال طبيعة الحياة ،فهناك خريجون متراكمون مع السنين ، وهناك معامل مغلقة وحسب الإحصائيات الرسمية ( 57 ألف ) معمل أهلي و( 719 معملا حكوميا كبيرا) لأسباب معروفة موضوعياً ولكن غير معروفة سياسياً ، بدليل التراجع في النتائج زراعياً وصناعياً أو المراوحة في المكان الخطأ . مما يعني أن علاج البطالة لايتم إلا من خلال معالجة المعطلات السياسية والإستراتيجية . حيث مازلنا نراوح في خانة قوانين النظام الشمولي وتعليمات بريمر التي تعرقل كل مشروع اقتصادي وحتى السياسة بما يضمن القضاء على البطالة والعطالة ، إلا بحلول مجتزأة محدودة معزولة عن واقعها رغم دراسات ومشاريع البنك الدولي الذي يساهم في عملية عقيمة ولا يخرج من إطارها . كما ساهم الأمريكان في بعض العلاجات التي كانت فاسدة أو من باب إسقاط الفرض . فلنعالج العطالة لتنطلق مشاريعنا الكبرى والصغرى التي يمسك بزمامها من يملك ويمسك .
فضاءات: عطالة أم بطالة ؟
نشر في: 15 أغسطس, 2012: 07:02 م