خليل جليلنعتقد أن موعد انتهاء دورة الالعاب الاولمبية في لندن كان مناسباً وملائماً تماماً لبعض المسؤولين في اللجنة الاولمبية الذين فضلوا المغادرة من لندن الى اماكن اخرى لمواصلة الاستمتاع بعطلة ايامها طويلة قد تكون كافية لنسيان واقع الرياضة العراقية ودوخة رأسها ووجع تراجعها وان كانوا لم يتحسسوا مذل ذلك الوجع مثلما يشعر به كل انسان يريد ان يرى اسم بلده يتردد في محافل رياضية مهمة كدورات الالعاب الاولمبية التي تعدها الشعوب ورياضيوها فرصة لتأكيد الانتماء الوطني.
ويبدو ان ما حصل ويحصل من واقع يلامس حقيقة الرياضة العراقية هو نتاج طبيعي لعوامل عدة ابرزها الصراعات الشخصية والمشاكل التي تسود العمل الرياضي الى جانب عوامل اخرى تتعلق بكفاءة ومقدرة مَن يريد ان يعمل ويصنع جزءاً لافتاً من تاريخ العمل الاولمبي والرياضي ، لكن للاسف لم نرَ مَن يرغب بان يترك ما تحفره أنامله من انجاز او عمل خلاق بقدر ما يريدون طوي صفحة هذا اليوم والبحث عن مكاسب اليوم التالي... فعلا انهم غارقون في مشاكلهم وصراعاتهم بعيداً عن مشاكل وواقع الاتحادلات الرياضية الاخرى التي لم تعد تجد مَن تستند عليه ومَن يتابع واقعها المرير وهي تعوم على سطح بحر من العراقيل والمشاكل والعوائق المالية والفنية خصوصا الاتحادات التي تعرف بأنها جادة في عملها على العكس من اتحادات اخرى وجدت في فراغ العمل الاولمي فرصة لتمرير وتسويق فشلها.وعندما نقلب واقع عمل بعض الاتحادات نجد انها فعلا تعيش واقعا مريراً على الرغم من ان فرقها ومنتخباتها تقف في طليعة العمل الرياضي ومنها على سبيل المثال الاتحاد العراقي لكرة اليـد الذي يستنجد مسؤولوه قبل ايام عدة لإغاثة منتخب الشباب المتأهب للمشاركة في بطولة آسيا المقررة في البحرين في وقت لاحق من هذا العام لاسيما ان مثل هذه المشاركات هي الوحيدة المتاحة لكرة اليــد لكي تتواجد فيها منتخباتها.وعلى الرغم من النتائج المتوقعة التي تخرج بها عادة منتخباتنا في مشاركاتها تلك ،وهذا بالطبع يأتي ليس بارادة اداراتها ومسؤوليها بل بسبب الواقع الرياضي الاولمبي المرير الذي يعيشه قطاع الرياضة بشكل عام وخصوصا ما يتعلق بالدعم المادي ، نعتقد بان الاهتمام المتوخى ان يقدم لاتحادات عدة تسعى لعمل دؤوب لمنتخباتها واعدادها بشكل افضل واعادة الروح الى العابها، نعتقد ان ذلك يشكل دعماً حقيقياً ومتابعة مخلصة من مسؤولي اللجنة الاولمبية لمشاكل تلك الاتحادات.المنتخب يضم نخبة واعدة من اللاعبين الشباب ألا وهو منتخب كرة اليد ، يئن تحت طائلة العوز المالي ..هذا العوز الذي من المكن ان ينخر بجسد اللعبة وقاعدتها ويلتهم كل مواهبها وطاقاتها القادمة من اندية عدة من كل مدن البلاد لا سيما وان اندية معروفة باتساع قاعدة كرة اليد فيها تقع بعيداً عن العاصمة ويعني اهمية مضاعفة الاهتمام وزيادة رقعة المتابعة والدعم لتلك المواهب الشبابية التي تصارع من اجل التغلب على مشاكلها والظهور في مشاركات خارجية بطريقة مناسبة ومن اجل لفت انظار مسؤولي العمل الرياضي الاولمبي..فمنتخب شباب اليـــد ليس هو وحده منتخب الاتحاد العراقي للعبة ، بل هو منتخب كل مؤسسة رياضية تضع نفسها كل يوم بمواجهة الاختبار وعلى محك التقويم.
وجهة نظر: غارقون في مشاكلهم
نشر في: 17 أغسطس, 2012: 05:46 م