اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عيد العراقيين زيارة مقابر الأحبة واستذكارهم بالدموع

عيد العراقيين زيارة مقابر الأحبة واستذكارهم بالدموع

نشر في: 24 أغسطس, 2012: 05:48 م

■ كتب/ فرات ابراهيمنحو مدينة النجف توجه باص (الكوستر) محملا بأكثر من عشرين قلباً مكسوراً وحزينأ نحو النجف حيث يقبع في ترابها البعيد أغلب الأحبة ومن يعيشون تحت شغاف القلوب، انهم موتى الحروب والحصار والارهاب ومنايا الله مجتمعة التي وجدت في ارض السواد رقابا قد اينعت وحان قطافها،
يسكن الالم ويعتمر قلوب العراقيين من ازل بعيد، التاريخ لا يجد فسحة من الزمن ليكتب عن فرح اجتاح العراقيين ولا يجد فسحة لكتابة اعياد لا تغلـّف بالأسى والدموع، في اليوم الاول من كل اعياد الله (يعايد) العراقيون احبتهم الغائبين الحاضرين في قلوبهم، اذا ما قادتك قدماك لتشق ارض المقبرة صباح العيد ذهابا او ايابا فلن تفلح ان تحبس دموعك امام أنين الامهات وحزنهن الأبدي، لن تقوى على اتمام مسيرك امام عتابهن لأبنائهن ولوعتهن، مقبرة النجف كأنها تتشح بالابيض صباحات الاعياد وكأن الموتى يبعثون من جديد للقاء احبتهم، امرأة كبيرة كانت حاضرة تقول: اشعر بأنفاسهم ورائحتهم هم قريبون جدا منا اكاد ألمسهم.rnمقبرة النجفتمتد المقبرة على رقعة واسعة من أرض النجف، ويعود تاريخ نشوئها إلى نحو الف عام وهي اكبر مقبرة إسلامية حيث تقدر مساحتها بأكثر من عشرة كيلومترات مربعة، وتتميز بتلاصق قبورها. واتسعت المقبرة خلال العقود القليلة الماضية بشكل كبير لزيادة عدد ضحايا الحروب المتكررة التي شنها النظام العراقي السابق وما تلاها من أعمال عنف في عموم البلاد. زوار المقبرة خلال تواجدهم فيها الذي يستمر لساعات عدة ويتخلله قراءة آياتٍ من القرآن الكريم ووضع الزهور ورش الأرض المحيطة بالقبر بالماء. وتستمد المقبرة قدسيتها من وجود مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) بالقرب منها، وهو ما يبعث لدى ذوي المتوفى شعورا بالاطمئنان والأمان. وقد اعتاد المسلمون الشيعة على دفن أمواتهم في هذه المقبرة تبركاً بوجود مرقد الإمام علي (ع) في هذه المدينة المقدسة.فجـر العيـدمع بدايات فجر اليوم الاول للعيد  وبعد انقضاء صلاة العيد، فان الكثير من المواطنين رجالا ونساءً  استهلال فرحة العيد  بزيارة المقابر في البحث بين جنباتها عن شواهد قبور احبة لهم كان الموت قد غيـّب وجودهم من الحياة إلا انه لم ينسهم  ذكراهم من قلوبهم ونفوسهم  والتي ما زالت ماثلة في  نفوسهم  راسمة آثارها في وجوههم حيث اختلطت الفرحة بحلول العيد بمشاعر الحزن على فراق الأحبة الذين مضوا الى دار الحق.البعض راح يبحث  عن قبر والده وآخر عن والدته وآخرون عن اخ او قريب او اعزاء  كانوا قد فارقوا هذه الدنيا معبرين عن الحب لهم بزيارتهم في مثواهم الاخير فالموت وان غيّب الاجساد إلا انه لم يمح وجودهم في نفوس الاحياء حيث لا تزال الذكريات حية شاخصة في نفوسهم بحبهم لهم ظاهرة في التعابير الجياشة والدموع التي سكبت على شواهد قبورهم, حيث انخرط البعض متضرعاً ومتوسلا الى الله ان يغفر ويتجاوزعن خطايا موتاه وان يزكيهم ويجزيهم خير الجزاء ويحسن مثواهم الاخير داعيا الله ان يفسح لهم مكاناً في جناته في عليين  بالدعاء تارة وبقراءة القرآن الكريم تارة اخرى أملا ان يتقبـّل منهم.فيما راح البعض  بعد الدعاء وقراءة القرآن الكريم لا يلوي على شيء سوى الجلوس منكبا على شاهد قبر قريب له مسترجعا ومتأملا في نفسه في لحظات من الصمت ذكريات  مرت به جمعتهما مع الميت قبل ان يختاره الله الى جواره.أعيـاد وإرهابومع إطلالة نهار العيد في النجف، تمتلىء شوارع النجف وخصوصاً المدينة القديمة بحشود الزائرين القادمين من مختلف محافظات العراق للاحتفال بالعيد في هذه المدينة المقدسة. ويشهد الصحن الحيدري في النجف دخول عشرات الآلاف من الزوار إلى مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) لأداء مراسيم الزيارة، حيث تمر تلك الحشود عبر مفارز التفتيش قبل دخولهم إلى الضريح المقدس. وبالرغم من سوء الأوضاع الأمنية في مختلف مناطق العراق، وتعرض الزوار في كثير من الأحيان إلى عمليات إرهابية أو تهديدهم بها، إلا إن ذلك لم يمنع مئات الآلاف من الحضور إلى النجف في كل عام، حتى تتجاوز أعداد الزائرين في العيد المليون أو أكثر. تقول المواطنة سهام حسن: انها جاءت هذا العيد الى المقبرة لزيارة والدها وتضيف: ان المقبرة تعاني نقص التنظيم والزحام وعدم اهتمام الدولة بها على الرغم من ان غالبية هؤلاء الشباب هم ضحايا الارهاب او شهداء ذهبوا ضحية لهذا الوطن، وتؤكد بان الاهمال وعدم مراعاة حقوق الموتى او الاحياء في هذا الجانب واضحة، فهي تقول بانها ومنذ الساعة الرابعة صباحا تبحث عن قبر والدها فلا تجده لان المحافظة وضعت حواجز كونكريتية وسيّجت المقبرة ولم تنظم حركة السير اليها من خلال سيارات تعدها لغرض نقل الزوار الى اضرحة محبيهم وان الامر فوضى، بينما يؤكد (ابوعادل) بأن الأتربة وعدم وجود تبليط للشوارع يسهل حركة الزائرين جعل زيارة المقبرة شيئا صعبا، وقال: ان الجهات المعنية يبدو فعلا غير معنية بهذا الكم الهائل من الزوار على الرغم من ان غالبية هؤلاء الزوار يقدمون الى خزينة المحافظة كل عام مبالغ خيالية من خلال تجوالهم في المحافظة والسكن في فنادقها او تناول الطعام

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram