خليل جليلمرة أخرى ولن تكون الاخيرة يؤكد فيها المدير الفني لمنتخبنا الوطني زيكو عدم رغبته وعدم استعداده للعمل مع المنتخب في العاصمة بغداد او حتى في أربيل او السليمانية والاشراف على تدريباته مهما كانت نوعيتها وطبيعتها مثلما اكدت ذلك زيارته الاخيرة المفاجئة بموعدها المرتب والمنظم
ليكون بعيداً عن ملاحقة رجال الصحافة ليجد نفسه مرغماً للاجابة والكشف عن الكثير من الاسئلة التي أحاطت بقضايا كثيرة تتعلق به خلال الايام الماضية وأبرزها الخلافات المالية.ونعتقد ان الرجل رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم كان واضحاً وصريحاً في مقابلة تلفازية مثيرة للجدل عندما قال بوضوح في اي مكان يمكن ان يتدرب المنتخب وفي اي مكان يمكن ان يقود زيكو تلك التدريبات ويبدو ان هذا الموقف الذي وجد معارضة وتأييداً، يستند على مجمل اتفاق مسبق بين الاتحاد العراقي وزيكو الذي لم يجد بُداً من التعاقد معه في مرحلة حساسة كان يمر بها المنتخب قبل ان يتسنم البرازيلي منصبه بعد محاولات مضنية للاتحاد ونجاحه في التعاقد معه.وطالما ان للتذكير بأي شيء اهمية وفائدة وليس من العيب ان نذكر هذا او ذاك كنا نتوقع المدرب ان يجد من الاهمية ان يتعاطى مع ما يشغل الشارع الكروي العراقي القلق على منتخبه في تصفيات حاسمة مؤدية الى نهائيات كأس العالم وان يبرهن ويثبت بأنه يسير بموازاة ما تسير به مشاعر الاوساط الكروية المتعطشة لبطاقة الوصول الى المونديال للمرة الثانية، وطبعاً كان على الاتحاد العراقي ان يضطلع بمهمة اشعار المدرب وارغامه لكي يدرك ما يكتنف شارعنا الكروي وما يختلجه من مشاعر التعاطف مع مسيرة المنتخب وقلقه المشروع على مستقبله ومصيره في هذه التصفيات... لكن الذي حصل هو مغادرة زيكو بكل برود تاركاً المهمة للآخرين على امل ان يلتحق بتدريبات المنتخب في الايام الاولى من معسكره الخارجي الذي لم تتضح معالمه حتى هذه اللحظة.واذا كان المدرب زيكو وجد ما يتعكز عليه هذه المرة عندما اشار قبيل مغادرته الى اهمية ان يحصل اللاعبون على راحة مطلوبة قبل معسكر احدى دول شرق آسيا تاركا طاقمه المساعد ليواصل مهمة التدريب المزعوم خلال الايام المقبلة التدريب في غيابه، نجد على الجانب الآخر ان مدرب المنتخب الياباني ضمن وصول لاعبي المنتخب الياباني قبل عشرة أيام من المحترفين في اوروبا وانتظامهم في رحلة الاستعداد لمواجهة منتخبنا... تصوروا ان مدرب اليابان اعتبر في تحشيده هذا ان منتخبه الذي يتصدر لائحة المجموعة الآسيوية الثانية بثقة كبيرة، أن هذه المباراة تشكل له منعطفا حاسماً صوب البرازيل 2014 وان بامكانه ان يضع يده بقوة على احدى بطاقتي التأهل.. واذا كان المدرب زاكروني يجد في مواجهتنا مصير منتخبه، فكيف سيكون مصير منتخبنا في رحلته وهو يواجه تحدياً ليس له مثيل في هذه المواجهة التي ستفتح الطريق امام صاحب البطاقة الثانية الى جانب اليابان؟نعتقد ان مصير المنتخب اصبح بعد الان بيد الاتحاد العراقي لكرة القدم وحده وليس بيد غيره خصوصا بعد ان ساند الاتحاد مدربه زيكو الذي يتحمل ايضا مسؤولية ومصير المنتخب على الرغم من قدرته على الدفاع عن نفسه في حال اخفاقه ونجاحه طالما وضع نفسه في وادٍ بعيد مهمته وأخذ يتعاطى معها من موقع مرتفع عن الآخرين.كما ان القائمة الاولية التي اعلنها زيكو وتضم عادة اسماء توحي بان المدير الفني يستدعيها للمرة الأولى، اثبتت القائمة ان زيكو ماضٍ في منهجيته المعتمدة على المحترفين وليس على غيرهم فليس من المعقول ان يضع زيكو اسماء يستدعيها للمرة الأولى، في اجواء مباراة تنطوي على اهمية كبيرة لكنه يريد أن يقول هذا هو واقع الحال فمن يعجبه الأمر فأهلاً به ومَن يعترض ويحتج فليذهب الى ما يشاء، ولسان حاله يقول زيكو فوق الجميع!
وجهة نظر: زيكو فوق الجميع
نشر في: 24 أغسطس, 2012: 06:01 م