TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :حمودي بين هروبين!

مصارحة حرة :حمودي بين هروبين!

نشر في: 25 أغسطس, 2012: 06:50 م

 إياد الصالحي تتراءى للإنسان صورة مزيفة تفرض عليه قناعة واهمة بأن الاستقالة من منصبه أياً كانت درجة أهميته تعني الهزيمة والجُبن والخنوع وانتقاصة كبيرة من شخصيته لا تمكنه مستقبلاً من استعادة هيبتها في منصب آخر، وبالتالي فانه يبدي أكثر تمسكاً بالمحافظة على كرسيه حتى لو بقي على مسند واحد.
وإذا ما أردنا ان نُسلط الضوء على جوانب شخصية لعدد كبير من العاملين في حقل الرياضة نجد ان غالبيتهم تتراقص خيالات تمردهم رافضة الاستقالة مهما كانت المبررات الموجبة لأنهم لا يرون الجوانب المشرقة منها ويرحمون أنفسهم ، بل يزدادون تمسكاً بمناصبهم حتى وإن جلبت اليهم الشبهات أو حطت بأقدار كبيرة من مكانتهم التي كانوا يحظون بها قبل توليهم المهام الحالية.إن ما آل إليه مصير البعثة الاولمبية في دورة لندن من إخفاقة كبيرة استعصت على ممثلي الرياضة العراقية من بلوغ ادوار متقدمة أكثر من نقطة الانطلاق في التصفيات الأولية للألعاب المشاركين فيها ينبغي أن يأخذ المسؤول الأول عن اللجنة الاولمبية رعد حمودي الموقف الرسمي المطلوب حيال الخيبة والتنافس الهزيل وتحجج الاتحادات المعنية بأسباب بعيدة عن جوهر الفشل لا ان يخرج علينا بتصريحات سئمنا تكرارها منذ توليه المهمة في نيسان 2009 بشأن الفارق الكبير بين رياضيينا ومنافسيهم العرب والأجانب وشحة الدعم المالي وغياب البُنى التحتية للالعاب الفردية ، واضاف اليها أسوأ تبرير بقوله: (ان غايتنا التجريب والاحتكاك) متناسياً أن الترشيح للدورة الاولمبية يعني خوض السباق من اجل الذهب او الفضة أو البرونز اضعف الإيمان وليس المغامرة على طريقة (مَن يربح المليون)!إن شخصاً مثل رعد حمودي الذي سجل في تاريخه صفحات بيضاً عبر دفاعه الأمين عن شباك المنتخبات الوطنية (1975-1988) منتزعاً لقب الحارس الأكثر شجاعة في مرماه بين الحُراس الآخرين ، ليس صعباً عليه ان يتخذ قراراًً شجاعاً يستمد الجرأة من صفاته المعروفة عنه في الملاعب ويعلن استقالته من منصبه قبل انتهاء فترة ولايته تحملاً لما جرى من نكوص لرياضتنا بدلا من هروبه الواضح وعدم اعلانه الاسباب الحقيقية التي تتصل بضعف الادارة واتخاذ القرار الصارم الذي يدفع الاتحادات المركزية للعمل الجاد مع الرياضيين ، وشتان بين هروبه الاول من الوطن اعتزازاً بقيمته وشعبيته اللتين حاول ابن رئيس النظام السابق النيل منهما في مصارحة تلفازية رفع حمودي اصبعه بوجهه متهماً اتحاد الكرة بالتقصير في سوء تحضير المنتخب لمونديال المكسيك 1986، فذاك كان موقفاً مشهوداً له غير آبه لتبعات قوله ، أما هروبه اليوم من المسؤولية يعني تحصيناً للذات وانفراداً لمصلحة لا علاقة لها بسمعة الرياضة ، بل خيانة للأمانة التي أُهدرت معها ملايين الدنانير من دون ان نحقق انجازاً لامعاً يكافىء أسرة الاولمبية على جهودها.إننا ندعو حمودي نفسه وقبله جميع المعنيين عن شؤون الرياضة عبر ممثلها في مجلس النواب ووزارة الشباب والرياضة والمكتب التنفيذي في الاولمبية لمراجعة الحوار الصريح الذي أجرته مجلة (حوار سبورت) مع الأمين المالي للجنة الاولمبية سمير الموسوي الذي نعيده اليوم لأهميته، إذ سيجدون هناك الكثير من المحاور تعرّض رئيس اللجنة الاولمبية ومن شملهم اعتراف الموسوي للمساءلة بعد ان ثبت زيف الماكنة الإعلامية التي يقودها أحدهم وهو يؤطر مقالاته في صحيفته الرسمية وغيرها "طبعا" بكلمات فضفاضة تدافع عن الرئيس وتوفر له شرعية البقاء من دون حساب على غرار حملاته الشهيرة التي وظـّف فيها خبرات زملائه للتملق مظهراً حرصاً شديداً للحيلولة دون مضي ابن رئيس النظام السابق في استقالته  (الأكذوبة) متخذاً من تهديدات لاعبي المنتخب الوطني بالانسحاب من ارض المونديال المذكور كورقة ضغط عليه أمام الجماهير!أرى الاستقالة الخيار الأكثر نجاعة في الوقت الحالي لمن يريد ان يسلم امانة الاولمبية لخلفه من دون مماطلة او تحايل لإظهار البراءة ليقدم درساً مهماً في كيفية التعاطي مع المسؤولية بوضوح وهو درس لا يقلّ اهمية عن الرسالة التي أسداها رئيس اللجنة الاولمبية البريطانية كولين موينيهان ليلة اسدال الستار عن اولمبياد لندن قبل عام من انتهاء ولايته التي بدأت عام 2005 حيث وصف عمله بالإنجاز التاريخي ، متخذاً من استقالته حصانة نجاحه الباهر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram